الرقم : 000013 التاريخ : 1 رمضان 24
السؤال : المعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ثلاث ليال ولم يصل بهم بعد ذلك وهناك حديث أن من صلى مع الإمام وصلى بهم الشفع والوتر فقد غفر له ما تقدم من ذنبه فكيف يكون هذا الحديث صحيحا مع ما هو معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحديث ليس بهذا اللفظ وإنما فيه: “من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وهذا الحديث فيه نظر واسع وإن كان ظاهر السند فيه الحسن وإلا فهو معارض للحديث الصحيح . وأيضا ما كان أيام النبي صلى الله عليه وسلم إمام يصلي بالناس التراويح حتى يقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
فالحديث فيه نظر كما يظهر وفيه تصرف من بعض الرواة إن صح الرفع فيه ، ثم إن صح الحديث فالمراد منه والله أعلم :” من قام مع الإمام صلاة العشاء”
وهذا من باب إكرام الله عز وجل لهذه الأمة أن صلاة الرجل العشاء في جماعة تعدل قيام نصف الليل فالنبي صلى الله عليه وسلم طمأن الصحابة عندما صلى بهم بعد ذلك فقال لهم: “من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ” يعني يعتبر قد قام الليل لأن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن قام نصف الليل كتب له قيام الليلة ، هذا الذي أفهمه من هذا الحديث ولا أفهم منه غير ذلك .
وأما ما يفهمه بعض أهل العلم من هذا الحديث أن المراد صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام من صلاة التراويح فأرى أنه مخالف للثابت من حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم هو مخالف أيضا للنصوص العامة لأن من صلى ركعة واحدة من الليل فقد قام الليل يعني الأجر حاصل ولو صلى الإنسان وحده ركعة واحدة .
ثم يشكل على هذا أيضا الذي يصلي في مسجد الإمام ينصرف بعد ركعتين وآخر يصلي في مسجد الإمام ينصرف ببعد أربعين ركعة فكيف يكون هذا يكتب له قيام الليل وهذا لا يكتب له قيام الليل ؟ هذا شيء غير معقول أصلا في الشريعة .
وأمور أخرى كثيرة فالذي يريد أن ينصرف ليصلي في بيته صلوات زائدة يناجي فيها ربه ويريد أن يوتر بعدها كيف يقال له أن يوتر مع الإمام حتى ينصرف معه ؟
وإذا اختلف الإمام في الصلاة البعض يصلي تسليمتين أو أربعة ، ثم يصلي إمام آخر بعده فهل ينطبق عليه ذلك ؟
أمور مشكلة تتفرع على هذا الحديث وهو حديث فرد وفيه نظر.
والله تعالى أعلم .