الرقم : 000047 التاريخ : 11 رمضان24
السؤال : ما هو حد الغارم المديون الذي يحتاج لزكاة المال؟ هل لابد أن يكون معدما تماما وليس له مصدر رزق أم ماذا ؟ ويقول مثلا أن يكون شخص عليه دين وهذا الدين يمكن أن يغطيه ما يمتلك كسيارته ولكنه لا يستطيع أن يستغني عنها أو لدى زوجته ذهب فهل يمكن أن يعتبر هذا الذهب يقوم مقام السداد بدلا من أن يأخذ زكاة المال ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بالنسبة للمثال المذكور لذهب المرأة فهذا ليس من أموال الرجل فلا يذكر في هذا الباب فهو ملك للمرأة .
وأما في مثال السيارة إن كانت تغطي الدين وحتى مع ما ذكر السائل من حاجته إليها فهي ليست من ضروريات الحياة والغارم هو الذي أحاط به الدين ولا يستطيع السداد وليس لديه من الأصول الذي يقوم بسداد هذا المال ولأجل هذا جاز له أن يأخذ أموال الناس الصدقات أو الزكوات أما إذا كان لديه مايسدد به الدين وإن كان فيه بعض التضييق عليه في الحياة فسائر الناس وهم كثر يعيشون بدون سيارات وليس بالضرورة أن يخرج بأهله في أماكن بها اختلاط أو في مواصلات مختلطة أما إذا كان الشخص يترخص ليخرج أهله في عمل أو غير ذلك فهذه مسألة أخرى ، وأما من الناحية الشرعية فليس لكل الناس سيارة .
وبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يملك ثوبين إنما يملك ثوبا واحدا فقط ولهذا عندما سئل صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الثوب الواحد قال : ” أو لكلكم ثوبان؟ ” .
وكانت بعض النساء لا تملك ثوبا لتخرج لصلاة العيد وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لتلبسها أختها من جلبابها ” وأحوال الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تجعل الإنسان يعلم أنه يعيش حياة مترفة لا تجعله يحتاج إلى الزكوات .
وزكاة المال أوساخ الناس وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن أخذ زكاة المال لمن لا يستحقها والكلام في ذلك يطول ولي مقال يتعلق بأخذ الزكاة من أراده فليراسلني وأرسله له إن شاء الله تعالى لأن فيه تفصيلا للتحذير من أخذ الزكاة .
وفي هذا السؤال الغارم هو من أحاط به دينه فلم يستطع السداد وليس لديه من أصوله ما يسدد به .
وكثير من الناس يستدينون لتعمير المنازل ونحو ذلك ثم يقول لا أستطيع السداد فيقال له بع هذا البيت وسدد دينك فإن الله عز وجل لم يجعل لكل شخص أن يكون لديه منزلا مملوكا حتى يعتبر هذا من الدين المحيط .
والله تعالى أعلم.