الرقم : 001164 التاريخ : 8-1423
السؤال : الأخ يسأل يقول : هل هذا القول صحيح : أن الله سبحانه وتعالى خلق الموت قبل الحياة بدليل قوله ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ( وقوله : ) وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحيكم ( ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن ذلك ليس لازماً لأمور :
أولاً : لأن العطف لا يقتضي الترتيب دائماً ، وإنما يكون لأجل العطف فقط بغير ترتيب ، وهذا حاصل بكثرة ، وورد في القرآن وفي لغة العرب كثيراً ، وخاصة بالنسبة للواو ؛ فإن الواو لا تقتضي الترتيب أساساً ، وإنما الذي يقتضي الترتيب من حروف العطف هو ثم . وعلى الرغم من أن ثم تقتضي الترتيب إلا أنها أيضاً قد جاءت في الكتاب والسنة على غير ذلك الباب ، وأريد بها فقط الترتيب الذي يسمى الترتيب الرتبي وليس الترتيب بمعنى الترتيب الزمني . هذا بالنسبة للآية الأولى .
وأما بالنسبة للآية الأخرى فإن الموت هنا المراد منه العدم )وكنتم أمواتا فأحياكم( فضد الحياة اعتبر موتاً وإن لم يكن قبله حياة ، فالعدم يطلق عليه الموت ، ولكن الموت الذي يعبر عنه في اللغة في جل المواضع إنما يراد به ما يكون بعد الحياة وهو مفارقة الروح للجسد ، هذا هو الذي يعبر عنه بالموت ، ولا شك أنه لا بد أن يكون بعده حياة . وعلى ذلك : فإن قلت : إن المراد بأن الله خلق الموت قبل الحياة ، المراد العدم فهذا حاصل . والتعبير عن العدم بالموت قد يكون فيه شيء من التجوز ، ولكن هذا هو المراد بالآية الثانية .
أما إذا أريد بالموت مفارقة الروح للجسد فلا يكون خلق الموت قبل الحياة ، لابد من الحياة أولاً وهو وجود الروح في الجسد ثم بعد ذلك المفارقة .
والله تعالى أعلم .