الرقم : 001183 التاريخ : 8-1423
السؤال :كيف نجمع بين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم السبت ويوم الأحد كثيراً ، وبين الحديث الذي فيه لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن هذه المسألة تكلم فيها كثير من أهل العلم وطلبته ، والذي أذكره الآن هو الراجح في المسألة ، والله تعالى أعلم . ولا نريد أن نطيل فيها أكثر مما أجيب به ، لأني أعرف أن الحديث فيها تردد في المنتديات كثيراً . والخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة كان يحب أن يوافق أهل الكتاب ، وفي ذلك تأليف لهم وترغيب للدخول في دين الإسلام ، فكان أول حصل أنه أمر باستقبال بيت المقدس فصلى إليه بضعة عشرة شهراً ، ثم أمر بعد ذلك باستقبال الكعبة وحصل ما حصل من كراهية اليهود لذلك وكلامهم في هذا الأمر . وكان صلى الله عليه وسلم يحلق شعره كما كان قوم من المشركين يفعلون ثم لما هاجر سدل شعره كما يفعل أهل الكتاب ، ثم أمر بعد فترة من مقامه في المدينة بمخالفتهم . فلما أمر بمخالفتهم وصل الأمر به صلى الله عليه وسلم أنه تحرى ذلك في شعره أيضاً فكان يفرق مخالفة لهم .
ومن الأمور التي وافقهم فيها صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر أنه نهى عن صيام يوم السبت وقال : ” لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء شجر فليفطر عليه ” ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك لأن يوم السبت يوم عيد عند اليهود ، ويوم العيد لا يصام وإنما هو أكل وشرب وذكر لله تعالى . وكان ذلك كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة لأنه عيد للمسلمين فكذلك يوم السبت كان عيداً لليهود ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه ، فلما أمر بمخالفتهم أصبح أكثر ما يصوم أن يصوم يوم السبت وصام يوم الأحد مخالفة للنصارى في جعل هذا اليوم عيدا لهم . فإذاً ، الفطر كان تكريماً لهذا اليوم وتعظيماً له وموافقة لأهل الكتاب ، ثم بعد ذلك أمر بالمخالفة فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم يصومه كسائر أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة ، وأصبح النهي متعلقاً بعيد المسلمين فقط ، وهو يوم الجمعة ، والنهي عن إفراده بالصوم . ومن أراد أن يصومه فليصم يوماً قبله أو يوماً بعده . وقد ثبت في الحديث ما يدلل على ذلك من أن هذا كان موافقة لأهل الكتاب ثم خالفهم بعد هذا . ونص على هذا الكلام الذي ذكرته بنحوه الإمام ابن القيم في زاد المعاد ، ومن أراد التفصيل فليراجعه . وقد ذكر الأدلة التي تدلل على ذلك .
والله تعالى أعلم .