طيب سنبدأ ونقول
طالما أن المناظرة لم تأخذ المجرى المفترض الذي كان مخططا له فسوف نستغل الفرصة للحصول على أكبر فائدة ممكنة فلعلنا لا نلقاكم بعد اليوم نسأل الله السلامة والعافية وادعوا لنا.
سيكون كلامنا بإذن الله في هذا اللقاء المبارك حول أربعة محاورْ وسنحاول الاختصار بقدر الإمكان :
1. المحور الأول مخرجات التعليم في المملكة
2.المحور الثاني الخوارج
3.المحور الثالث موضوع أن الدولة الاسلامية لا علماء فيها أو علماء الدولة الإسلامية.
4. المحور الرابع مصادر المعلومات التي تؤخذ منها أخبار الدولة الإسلامية
١-مخرجات التعليم السعودية:
الكثير من الأحبة سيسأل ما هذا المحور الذي ابتدأت به وهي بداية غير متوقعة . ما هي مخرجات التعليم في المملكة العربية السعودية ؟؟
هذه من مفاجآت الطرهوني التي يفاجئ بها الخصوم وتُحزنَهم كثيراً ،مخرجات التعليم في الدولة السعودية وليس في الدولة الإسلامية ، أقول أنا أحب المفاجآت هذه عاده في أراها منشطة وتعطي رونقا خصوصاً للإنسان الذي يريد أن يستفيد ولا يريد أن يلعب، أختبرُ بها ذكاء المتلقي وأختبرُ بها مستوى فهمهِ وقد كان ما ذكرتهُ في المناظرة سَبباً في سقوط كثيرين لأنهم لم يستطيعوا استيعاب بعض ما دار في المناظرة وهذا هو نفسه الدافع الذي دفعني الآن إلى أن أتكلم عن مخرجات التعليم في المملكة.
وقبل أن أبدأ في الكلام عنه ،أريد أن أقول إنني عشت في هذه المملكة لقرابة الخمس وثلاثين سنة وخالطت جميع الطبقات بعِلاقات مباشرة ولذلك تجرأت وفتحت صفحة على الفيسبوك اسمها بلاد الحرمين تحت مجهر الطرهوني أنصح الإخوة الحضور أن يطلعوا عليها ليروا حقيقة ما يجري في المملكة وإن كنت لم أستوعب كل شيء ولكن خير الكلام ما قل ودل وأما بالنسبة للتعليم خصوصاً فإن لي علاقة بالتعليم حيث أنشأت مدارس الخندق الأهلية للبنين وللبنات للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وكنت مُنشئها من أجل ولدي الأرقم أساساً ومن يأتي بعده وكنت صاحب أول فكرة لإنشاء جامعة على الإنترنت وأنشئت الجامعة والحمد لله وهي جامعة المدينة العالمية وكنت أنا أستاذ التفسير وعلوم القرآن فيها قبل اعتقالي كما أنني درست في جامعة طيبة وغير ذلك فإذاً أنا أتكلم من قلب الحدث.
قد يأتي الآن شخص فهيم واسمه مشتق من الحمد مثلا أو مشتق من السعادة مثلاً ثم يتكلم ويقول :الشيخ هذا يتكلم في ماذا درس وأين كان يعمل .. هل يريد فيزة عمل عندنا؟ هكذا السفهاء يا إخوة لا يستطيع أن يجعل كلامه كلام الكبار والعقلاء كما فعلوا بالضبط مع الدكتور أبي بكر البغدادي حفظه الله عندما قالوا لماذا يرتدي ساعة رولكس.
يا أبله أتركت الخطبة العصماء التي لم يسمع مثلها في الحرمين ولا مساجد المملكة بهذه البلاغة والقوة وبدون ورقة .
نحن عندنا في مصر قد يضرب الناس من يخطب على المنبر من ورقة بل يرضون أن يخطب بالعامية على أن يخطب من ورقة ، لأنني لو أتيت بولدي الصغير المسور حفظه الله وهو لم يدخل المدرسة بعد وبقي عليه يسير حتى يتعلم القراءة فهو يستطيع أن يخطب من الورقة وهو يستطيع الآن أن يخطب من دون ورقة لكن على قدر سنه ، فكيف تترك هذه الخطبة العصماء وتقول لماذا يلبس ساعة رولكس؟ فما هذه السفاهة؟ لماذا تنشغل بأمر لا ينشغل به إلا التافهون و السفهاء وتترك القضية الكبرى؟
المهم نقول لماذا لم يفهم هؤلاء كلامي الذي قُلتهُ في أول المناظرة من التقعيد ومن التأصيل وطلب الاتفاق على أصول قبل البدء بالمناظرة ،ثم لماذا لم يفهموا طلبي تعريف الماهية والأشياء هذه ؟
ثم لماذا لم يفهموا؟ لماذا عرفت الدولة بهذهِ الصورة؟ مالسبب؟
هل السبب أنني أخليت كما حاولوا أن يشغبوا ؟؟ أم السبب هو أنهم دون المستوى؟ هذا ما أردت أن أذكره في هذه الجزئية وهو أن هذه هي مخرجات التعليم في المملكة.
هؤلاء درسوا بأسلوبٍ سقيم والمملكة في الحقيقة أسلوب التعليم فيها فاشل جدا ومستواه متدن جداً وذكرت لكم في البداية احتكاكي في هذا المجال لكي لا يقول أحد أنت تتكلم من رأسك!.
انظر كيف رددت عليهم في قضية الجغرافيا ثم هم مع ذلك يرجعون ويقولون الجغرافيا الجغرافيا الجغرافيا!
وعندما وجدت عندهم خللا في تصور الدولة ثم وجدت خللاً في تصور من هم الخوارج وهيبةً أن يعرضوا مفهوم الخوارج عندهم والذي سنتطرق إليه فهم لم يفهموا معنى الخوارج اصلاً وهذه الكارثة، وما يستدل به على الخلل في تصور الماهيات هو أن البعض لقلة معرفته بالعلوم الإنسانية توهم أن ما ذكرناه في الجولة السابقة عن الدولة الإسلامية هو من الجغرافيا ويبدو أنه يظن أن وجود خارطة يعني الكلام في الجغرافيا لأن هذا مفهوم طلاب الابتدائية والذي ذكرناه حقيقةً هو من علم السياسة والاجتماع ويتداخل معه علم يسمى علم الأنثروبولوجيا فنحن نتكلم عن الجماعات الجهادية التي بايعت الدولة وعن سلطاتها القضائية والتنفيذية وعن عقيدتها وإدارتها في البلاد وهل هي امتداد للثوار وسائر المجاهدين في سوريا أم لا ثم يقول هذا يتكلم عن الجغرافيا.
هذا ليس له علاقة بالجغرافيا يا أخي بل له علاقة بحكمك وهو يتعلق بما نحن فيه تعلقاً وثيقاً فإذا كان ثمة شخص يظن أن رسم خارطة أو معلومة عن مساحة منطقة وعدد سكانها داخل مقالة مطولة عن دراسة اجتماعية سياسية يعتبر هذا درسا في الجغرافيا!!! يستطيع كذلك أن يظن أن الدولة الإسلامية خوارج لمجرد أن بعض المناصرين للدولة أو بعض أفرادها عندهم غلو أو انحراف عقدي, يقول الدولة كلهم خوارج !!
هذا المنطقي ! أنت وجدت خارطة في بداية مقالة كبيرة فجلعت المقالة كلها جغرافيا!! وكذلك وجدت بعض الأفراد عندهم خلل وأخطاء ثم حملت دولة كاملة بهذه الصورة ، تُحملها أخطاء فئات فيها وأفراد فيها!!
وكذلك من ناحية ماهية الخوارج تجد صفة من صفات الخوارج في مجموعة فتقول هؤلاء خوارج !! وتركت كل ما يخالفون فيه الخوارج ! فإذن هذه الجزئية مهمة جداً.
فالمستوى الذي ترونه في الحقيقة هو عبارة عما أفرزته طريقة التعليم ومستواهُ المتدني في المملكة فهل تعرفون أن النجاح يكون تلقائي إلى الصف السادس فلا توجد اختبارات إلا بعض التقويمات البسيطة؟
أذكر لكم إحدى القصص التي مرت بي في مدرستي وهي مدرسة الخندق طبعاً هذا قبل اعتقالي فلا علاقة لي بها الآن ، وأقول هذا لكي لا يغلقوها. المهم انتقل بعض الطلاب من مدرسة المنارات وهي من أشهر المدارس إلى مدرستي مدرسة الخندق وكان هؤلاء الطلاب حاصلين على درجة امتياز من مدرسة المنارات وإذا بهم يأخذون صفراً في الإملاء سبعة طلاب أخذوا صفرا وقد أشرفت عليهم بنفسي والقصة طويلة وتدخلت الإدارة … ولكن لنبين لكم أن النجاح يأتي هكذا.
أيضا تقدم لنا كذلك اثنان من الأساتذة فلما اختبرتهم وجدت العجب العجاب. الشاهد أن مستوى التعليم متدنٍ جداً لا يوجد اختبارات وكارثة الكوارث في الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم وهذا هو السبب فمن الممكن أن تجدوا مدرسا أو أستاذا في الجامعة ولكنه ليس بالمستوى المطلوب
فمثلاً كان أحد الأساتذة وهو من كبار العلماء يدرس عندي قرآن مع مجموعة من كبار العلماء الآن أيضاً لا أريد أن أسمي بعضهم, كان هذا الأخ صديقا عزيزا وحبيبا وكان يحضِّر وقتها رسالة الدكتوراه وأنا لم أكن قد دخلت في قضية الدكتوراه لأنني تركتها وأجلتها فترة ، فأتى لي ببحثه في الدكتوراه وكان البحث في التفسير فوالله الذي لا إله غيرهُ بدأت أنظر فيه إذ أنه أراد أن يأخذ رأيي في بعض الكتابات التي كتبها ، فلم أستطع قراءة الإملاء ولا الخط كما أن البحث فقير من الناحية العلمية لدرجة أني قلت له لا أستطيع أن أنظر في هذا البحث لأنه يفتقد كل مقومات البحث فلا أستطيع أن أعطيك رأيي في أي شيء وهو صديق عزيز. الشاهد أن هذا الرجل أخذ الدكتوراه وأصبح مسؤولاً كبيراً جداً في الجامعة الإسلامية وأسأل الله عز وجل أن يتجاوز عني وعنه وإذا كان يسمعني الآن فلنتذكر الأيام الحلوة التي قضيناها سوياً
فهذه هي مخرجات التعليم ونتيجة هذه المخرجات هو عدم الفهم.
طيب .. نقف هنا ونعطي فرصة للمشرف لكي ننتقل للكلام على الخوارج وما يتعلق بهم حتى نعرف لماذا مخرجات التعليم أخرجت لنا هذا المستوى من الفهم في قضية خطيرة من قضايا العقائد