الخوارج.
هذا بداية ما يتعلق بالمناظرة مباشرةً
لقد ذكرنا الكثير من الأمور التي تتعلق بالمناظرة ولكن ما سنذكره الآن هو في صميم موضوع المناظرة وسنطرحه بشكل أسئلة وأجوبة وهي:
“ا” من هم الخوارج؟
“ب” لماذا سموا بهذا الاسم؟
“ج” ما هي أوصافهم؟
“د” ما الوصف الذي يجمع بينهم فمن وصف به لا يخرج عنهم؟
“هـ” ما الأحاديث التي وردت فيها هذه الصفات وما مدى صحة هذه الأحاديث وانضباطها في الاحتجاج؟
هذه أمور كنا نريد من الشيخ عصام أن يحدثنا فيها ولكننا نحن الذين سوف نحدثه فيها الآن لكي يتعلم الصواب فنقول عندنا شروط فلا نتكلم من رأسنا إنما عندنا أدلة صحيحة معتمدة وكلام علماء أكابر أجلاء معتمدين ، أما غير ذلك كما سيأتي الكلام فنقول دعه في كيسك فلا نتكلم من الأكياس نحن فمن عنده كلام من كيسه فليدعه في كيسه ولا يأتنا إلا بكلام علمي أدلة مشروحة من علماء كبار أجلاء معتبرين.
“ا” من هم الخوارج؟
نقول إن الخوارج هم مجموعة من الناس خرجوا على خليفة المسلمين علي بن أبي طالب وهذه قضية مهمة وهي الأصل ثم الفرع وهذا ما اتفق عليه العلماء أن الخوارج هم مجموعة من الناس خرجوا على خليفة المسلمين علي بن أبي طالب
أما من الذي سماهم بهذا؟
فهم علماء ذلك الزمان
لماذا سموهم خوارج ولم يسموهم مخالفين أو بغاه؟
قيل إن العلماء اختاروا لهم هذا الاسم ولم يسموهم مخالفين أو بغاة مثلاً
١- إما لخروجهم على خيار المسلمين في عصرهم وهو علي بن أبي طالب
٢-وإما لحكم رسول الله صلى اله عليه وسلم عليهم في الحديث الذي بَشر علياً فيهِ أنهُ يُقاتلهم ويَقتلهم أنهم يخرجون أو يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وهذا هو الشرح الذي شرحه ابن حجر في الفتح فقد يفهمه البعض وقد لا يفهمه، ولكن هذا هو الشرح الذي شرحه الحافظ في الفتح ، فقال إنهم قومٌ مبتدعون سموا بذلك لأنهم يخرجون كما قال صلى الله عليه وسلم من الدين كما يمرق السهم من الرمية ولخروجهم على خيار المسلمين أي الإمام علي بن أبي طالب في ذلك الزمان.
هل تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فيهم؟
نعم فهو الذي وصفهم لعلي بن أبي طالب لتكون هذه الأوصاف علامة لعلي بن أبي طالب على هؤلاء ليعرفهم بها، ويصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتكون آية نبوية وعلامة دالة على أن عليا هو الذي على الحق .
طبعا أنا أختصر المعلومات والأمر في أقل ما يمكن من نقاط ، وبناءً عليه
قول العلماء في الخوارج :
القول الأول :
قال جمعٌ من العلماء هم من خرجوا على علي خاصة رضي الله تعالى عنه أي بناءً على المقدمة التي قدمتها أنا الآن قال جمع من العلماء أن الخوارج يختصون فقط بهؤلاء لأنهم هم الذين نزلت فيهم الأحاديث وهم الذين اتصفوا بهذه الصفات وقتلهم علي وانتهى الأمر وسيأتي تفصيلٌ بهذا فأقول بناءً عليه قال جمعٌ من العلماء هم من خرجوا على علي رضي الله عنه خاصة، وليس الطرهوني من قال بهذا بل قال بهذا الإمام الأشعري وكثير من العلماء المتقدمين والمعاصرين وهم الأكثرية ، فقد نص الأشعري على أنهم سموا خوارج لأنهم خرجوا على علي وقَصَرَ الأمر على علي وزمن علي رضي الله عنه وهذا القول الأول وهو الأقرب إلى الأحاديث المتكاثرة.
القول الثاني :
أما القول الثاني فهو أن كل من خرج على الإمام المسلم المتفق على إمامته الشرعية في كل زمان كان” وانتبهوا هنا إلى تحرير معاني الألفاظ فعلى القول الثاني _ باستثناء الآن من يعتقد بخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي_ لا يوجد إمام متفق على إمامته الشرعية أصلاً بل إن كل رجل على رأس الحكم في بلد من بلاد المسلمين إنما هو والٍ أو أمامٌ في حارته أو في منطقته أو في مدينته أو في بلدته أو في قطره وليس أمام متفق عليه، والقصة الأخرى هي أنه لابد أن يكون مسلماً متفقا على إمامته الشرعية .
وهذا القول وسع الدائرة وجعل موضوع الخوارج يتعدى الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ولكنه اشترط أن يكونوا قد خرجوا على الإمام المسلم المتفق على إمامته الشرعية في أي زمان كان ، هذا رأي الإمام الشهرستاني ورأي غيره أيضاً فهو يقول “كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة كان خارجياً سواء أكان الخروج أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو من كان بعدهم من التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان” وهذا هو لفظه الذي نقلناه الآن أي لا بد أن يكون على التابعين بإحسان وليس فقط إمام مسلم متفق على إمامته لا بل لابد أن يكون إماما مسلما متفقا على إمامته وهو أيضا من التابعين بإحسان ، لأن السلف اختلفوا في الخروج على أئمة الجور وقد خرجت طائفة من السلف عليهم وهو مذهب مشهور للسلف الصالح .
وأنا أقول لكم الآن إن هذا القول الثاني هو القول الأقوى وإن كان قول الأقلية لأنه رُويَ في الأحاديث وهذه في الجزئية التي نقول فيها إن الأحاديث بعضها فيه نظر وفيه أنه “”كلما خرج قرنٌ قُطِعْ عشرين مرة قال حتى يخرج في عراضهم الدجال” لكن إذا سلمنا وقلنا إن هذا القول أقوى بأن كل من خرج على إمام مسلم متفق على إمامته وهو على طريق الأئمة المهديين الراشدين لا بد أن يكون هناك شرط موافقة الخوارج في معتقداتهم أي لا بد من موافقة من خرجوا على علي بن أبي طالب في معتقداتهم وأصول هذه الفرقة ومنهجها بناء على الذي استنبطه العلماء لمنهج الخوارج من الأحاديث ومن الاعتقادات التي يعتقدونها مميزةً لكل من شاركهم فيها ، ليلحقوا بهم هؤلاء المتأخرين في الاسم والحكم ، أي أن الذين وسعوا الدائرة وقالوا إن الخوارج لا يقتصرون على زمن علي بن أبي طالب ويلحق بهم أممٌ بعدهم إلى قيام الساعة ، الذين قالوا بهذا القول لم يلتفتوا لأي صفة من الصفات التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم الشكلية والتفصيلية المتعلقة بهم لعلي بن أبي طالب ، إنما التفتوا إلى أصول الفرقة والاعتقادات التي يعتقدونها فألحقوا بهم الاسم والحُكم .
فنلاحظ في ما سبق أن هناك فوارق بين الأوصاف والأصول والاعتقادات والحكم لذلك قلنا يا إخوة إنه لا بد من التأصيل وتحرير المعاني فهذا منهج من يأخذ العلم، ومن حرم الأصول حرم الوصول