نأتي الآن لحكم النبي صلى الله عليه وسلم على الخوارج
أو الحكم الذي تعلق به هؤلاء وبدأوا يقاتلون إخوانهم المسلمين ويحدثون فتنة عظيمة استنادا لإلحاقهم بفرقة لا علاقة لها بالأوصاف السابقة فتسببوا في إراقة دماء أمم من الصالحين ومن أهل الخير وفتنة مشى وراءهم إخوة مجاهدون أفاضل بهذه الشبهة الباطلة فقاتلوا إخوانهم وحدثت الفتنة العظيمة ، وهذا الذي أنطقني..
طيب ماذا حكم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم؟
حكم عليهم بأحكام وللأسف هؤلاء المساكين أيضا جعلوا الأحكام صفات وهذه من العجائب , يعني أقول لكم والله إني أنا ” غائب ما أستطيع أن أستوعب ” كيف وضعوا حتى الأحكام … وضعوها على أنها صفات مميزة!
النبي صلى الله عليه وسلم حكم بأحكام
من هذه الأحكام حكم مآلي
ومنها ما هو حكم تكليفي
فهم حطوا الحكم المآلي من ضمن الدلالات والصفات على فرقة أن تكون خارجية.
فالحكم المآلي لا علاقة لنا به _المفروض _ في القضية هذه إطلاقا ,إنما هو بيان لما تؤول إليه حالهم بسبب عقيدتهم وبسبب أفعالهم المبنية على هذه العقيدة .
فما هذا الحكم ؟
قاله لعلي كحكم مآلي يؤولون إليه وليس لتمييزهم قال ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) ويوافقه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( شر الخلق والخليقة وأنهم شر قتلى تحت أديم السماء ) وأنهم ( كلاب أهل النار ) -على نظرٍ في ثبوت هذا الحديث-,
إذن هذه ليست صفة تميز الخوارج هذه هي خلاصتهم و الحكم المآلي أنهم سيكونون شرار الخلق وسيكونون كلاب أهل النار بمعنى أنهم أحقرهم أو أسوؤهم أو أنهم سيكونون شر قتلى تحت أديم السماء أو أنهم سيخرجون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فهذا الحكم المآلي كان سبباً في اختلاف العلماء:
١-منهم من أخذ بأنهم يكفرون بذلك عند جمع من أهل العلم
٢-ومنهم من قال لا يكفرون وإنما يفسقون فليس خروجاً كلياً
جميل نحن لا نتعرض الآن للترجيح بين القولين لكن دلالة هذا عند العلماء هو الحكم عليهم بكفرٍ أو فسق .
أما أن يأتي شخص ويقول هؤلاء الجماعة الفلانية يمرقون من الدين , من أنت حتى تحكم أنهم يمرقون من الدين ؟
هذا ليس حكم يا أخي على شخص تصفه … هذا مآله ؛ أنه لو فعل كذا وكذا فهو يمرق من الدين .. وإلا كل شخص يأتي للحكم المآلي فيجعله لشخص ما , مثلا الشيعة فهم ممن يمرق من الدين حقيقة
ومنهم من يقال عنه مارق من الدين وهو كذب.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب اتهم بالمروق من الدين وشيخ الإسلام ابن تيمية اتهم بالمروق من الدين أليسوا هؤلاء أئمة عندنا وعندكم تعترفون بهم ونعترف بهم ، أم آتي لك بالمختلف فيهم ؟
كثير اتهموا بالمروق من الدين فأنت تأتي تقول انظر هؤلاء مرقوا من الدين إذن هم خوارج … ارحموا عقولنا.
أنا أقول إن هذا الحكم المآلي ما استفاد منه أهل العلم شيئاَ في وصف الخوارج وبيان ما يميزهم عن غيرهم من الفرق أو عن أهل السنة وإنما استفادوا منه في حكمهم, هل هؤلاء كفار أم فساق فقط فهذا الذي استفاده أهل العلم من هذا الوصف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وهذا وصف لا يدل على خارجية ولا شيء هذا حكم وهو منسحب على كل مفارق للدين سواء كان بكفرٍ أو بفسق .
أما الحكم التكليفي أقول : وهو الأمر النبوي بقتلهم وقتالهم وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) والحرص عليه للبشارة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم ولمن قتلوه هذا هو الذي اهتم به من قاتل الدولة الإسلامية قبل أن يحرر من هم الخوارج يعني هم تركوا كل الأمور وذهبوا لكلمة اقتلوهم قتل عاد وحدثت فتنة بين المسلمين وقتل الأخ أخاه هذا قتل بفتواهم وهذا رد عليهم بالقتل , لأجل هذا نحن نقول تحرير الخوارج أهم ما يكون قبل أن تتكلم.