الرقم : 000177 التاريخ : 23- شعبان – 1425 هـ
السؤال : للضرورة اطلب من فضيلتكم أن تتكلموا في مسألة معينة و مهمة و هي في الحقيقة في غاية الأهمية لقد دخل علينا في هذه الغرفة و لا أريد أن أعين أو اسمّي أناس يعتقدون أن ديار الغرب تعد ديار الحرب و انه يجوز لمن يعيش بين هؤلاء الكفار في أمريكا و في بريطانيا و في كندا أن يسرق و أن يستبيح دماء هؤلاء الكفار في تلك البلدان و كذلك يعتقد بجواز التفجيرات التي حصلت بالسعودية و يكفر جميع الحكام بدون استثناء يا شيخنا اطلب من فضيلتكم أن تردوا على هذا الفكر المنحرف الذي تأثر به كثير من شباب الإسلام في هذا العصر و شكرا لكم و جزأكم الله خيرا.
جزأكم الله خيرا يا شيخنا و نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الجواب و لن أطيل عليكم أن شاء الله. حاول تجد كثير من هؤلاء يدّعون الجهاد و لكن تجد في نفس الوقت أنهم يعيشون بين الكفرة و هم يعيشون تحت مظلة الكفر و هؤلاء مع أنهم يدّعون الجهاد لا تجد فيهم من فعلا يذهب إلى أراضي الجهاد تجد أنهم يتكلمون و يتكلمون و يتكلمون ثم لا يفعلون شيئا و هؤلاء قدمهم الله تعالى في كتابه الكريم فهؤلاء في الحقيقة يتكلمون كثيرا و يفعلون قليلا و الصحابة كانوا يتكلمون قليلا و يفعلون كثيرا فهؤلاء نسأل الله سبحانه و تعالى أن يهديهم فيرون أن كل الحكام كلهم بدون استثناء كفاّر بل و يعتقدون أن جنود الأمة جنود الحكومات الموجودة الآن كلهم كفّار بأعيانهم الأصل فيهم الكفر و يعتقدون أن كل من دخل أو رشّح نفسه في الانتخابات أو صوّت كما يقول المدعو هذا عبد القادر عبد العزيز و أبو قتادة و هؤلاء يكفّرون و يستبيحون دماء المسلمين و المسلمات كما فعل أبو قتادة في الجزائر أفتى بإباحة دم السجّان والنساء و هذا معروف عنه و مع ذلك هؤلاء يرون أن هذا الخبيث هو من علمائهم نسال الله سبحانه و تعالى أن يريحنا من هؤلاء و أن يثبتنا و إياكم على الحق و جزأكم الله خيرا يا شيخنا و نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلك شوكة في حلوق هؤلاء و بارك الله فيكم.
الشيخ عبد القادر لا يقول بتكفير المرشحين مطلقا ؟
لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه القضية التي تكلمت فيها الآن كثر حديثنا حولها في الآونة السابقة, و أثناء حصول هذه الأمور و قلنا أن هذا الكلام الذي يقول هؤلاء يحوي حقا من جانب و يحوي باطلا من جانب أخر, فقضية أن هذه البلاد بلاد كفر و بلاد محاربة لا شك في ذلك, و لكن لا يكون الشخص الذي دخل معهم بعهد وقبلوا دخوله و لم ينبذ إليهم عهدهم أن يخونهم و أن يعتبرهم كفار و يستبيح أموالهم و هو في حقيقة الأمر إنما يتأكل منهم و يعيش على أكتافهم, أما الذي يريد أن يعتبرهم محاربين و أنهم هؤلاء أهل دار حرب و كفر فعليه أن ينبذ إليهم ما بينه و بينهم من عهود و يعلن الحرب عليهم و لا يعيش متآكلا تحت موائدهم و هو في حقيقة الأمر لا يفي لهم في عهده معهم, و أما قضايا تكفير الحكام بصفة عامة و بغير تفصيل و هذا أيضا خطأ و قد بينا ذلك كثيرا و قلنا الذي يعتقد كفر كل الحكام مطلقا من غير تفصيل هذا مخطئ و لا بد أن يُبين له انه إذا أطلق هذا الحكم يُخشى عليه أن يكون ممن يكفر المسلمين بغير بيّنة, و أما الذي يكفر الحاكم الذي يحكم بغير ما انزل الله و يشرّع تشريعا يحكم به بين الناس تاركا شريعة الله عز و جل وراء ظهره و في نفس الوقت يدّعي بين يدي الناس انه يحاول أن يعدل بينهم و انه يحكم بينهم بالحق و بالخير فهذا لا شك انه مرتد عن دين الله عز و جل لأنه يعتقد أن حكمه كحكم الله و انه حكمه عادل, فهذا لا شك في كفره و ارتداده, و أما الذي يحكم بما انزل الله و لا يشرّع شرعا مع شرع الله و لكنه أحيانا يقع في مخالفات في بعض المسائل فهذا غير ذلك, أما التفجيرات في بلاد المسلمين فان هذه لا تجوز خصوصا إذا كان الحاكم حاكم مسلم له بيعة و معتبر بيعته فلا يجوز ذلك. و الله سبحانه و تعالى اعلم.
لا شك أن الذي ذكرته الآن من أقوال فيها مخالفة لمنهج أهل السنة و الجماعة لأنها تكفير للمعيّن و للمسلمين و بصفة عامة و هذا كله لا يجوز و إنما لا يكفّر الشخص حتى تقام عليه الحجة و تنتفي الموانع و في نفس الوقت تتوافر الشروط, و لكن نريد أن نكون شوكة جميعا في حلوق أعداء الله عز و جل قبل أن نكون شوكة في حلوق إخواننا الذين خالفوا المنهج الصحيح ونرد عليهم بالردود العلمية الصحيحة فننظر في أقوالهم ونرد عليهم وعلى حججهم ردا علميا صحيحا لاتهم لديهم شُبه و شُبه قوية في حقيقة الأمر في بعض المواقف فلا بد أن يُردّ عليها ردا علميا رصينا ويعذرون في بعض الأمور التي يحسنون فيها للخلل الحاصل والفتنة العظيمة التي تمر بها الأمة, فنحن الآن نعيش في فترة خطيرة جدا وهذه الفترة لا شك تجعل الحليم حيران, فلا بد من شيء من الإنصاف وشيء من الرأفة بإخواننا وكلنا ندعو الله عز و جل أن يجعلنا مجاهدين في سبيله وأن يُعلي كلمته وأن ينصر الإسلام والمسلمين ويدمر أمريكا و إسرائيل ومن تابعهم و من وافقهم نسأل الله عز و جل أن يُهلكهم جميعا هم و جميع إذنابهم, وأن ينصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان وفي الشيشان و في كل مكان يجاهد فيه هؤلاء الكفار انه ولي ذلك و القادر عليه.
جيد, هذا نوع من التوضيح وكما قلت هناك أقوال تُنسب إلى بعض الناس ولا يقولون بها وهناك مبالغات وهناك أيضا كما قلنا عدم طرح لأدلة الخصم وهذا كله لا بد الاهتمام بها والنظر إليها حتى يكون المسلم منصفا وقائما بالحق. بارك الله فيكم.
والله تعالى أعلم .