الرقم: 000235 التاريخ: 2 محرم 25
السؤال: سمعت أحد الشعراء يقول: إذا كان الله عز وجل ينزل في الثلث الأخير من الليل فإذا كان نصف الأرض ليل ونصفه الآخر نهار فكيف ذلك؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الكيفية يعلمها الله عزوجل نثبت لله الصفة ولا نسأل عن الكيفية وليس من وراءها من فائدة لنا نحن نؤمن بصفة الله عز وجل كما ذكرها الله عز وجل لنا أو بما ذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الكيفية لا يعلمها إلا الله فهو ينزل بما يليق بجلاله المهم عندنا أنه ينزل في الثلث الأخير من الوقت،وبقية الوقت لا ينزل عندنا، لأن مسألة النزول نفسها لا نعلم كيفيته وأن الإشكال الذي وقعوا فيه هؤلاء الناس وقعوا أولا في التشبيه فلما وقعوا في التشبيه فروا إلى التعطيل والنفي، لأنهم تخيلوا أن النزول مثل نزول البشر، وأن النزول يستوجب الانتقال من مكان إلى مكان آخر، وأنه يحل في هذا المكان وأنه مرتبط بمكان دون الآخر، فتصوروا أن الله عز وجل كما يتصور الشخص مخلوقا من المخلوقات وهذا ضلال شديد فالذي يعطل غالبا يقع في نفسه التشبيه أولا، وأما الذي لا يقع في نفسه التشبيه فإنه يقول: نزول يليق بجلاله فنحن لا ندري كيفية نزول الله ولكن نثبت الصفة التي أثبتها الله عز وجل لنفسه والعبرة بلازم هذه الصفة فلو أنشغل الناس بلازم هذه الصفة وهو العبرة التي من أجلها ذكر هذا الحديث لكان أولى لهم فانشغلوا بالعبادة في هذا الوقت وذكر الله والصلاة في هذا الوقت ويتركوا الكيفية التي ينزل بها لكان أولى وأفضل
والله تعالى أعلم.