الرقم: 000243 التاريخ: 20 محرم 25
السؤال: رجل نصراني يسأل يقول في كتاب السيرة الحلبية يذكر أن الوحي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم 26 ألف مرة وهذا لو وزعناها على السنين لوجدنا عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 140 سنة ولكن صلى الله عليه وسلم عاش 63 سنة؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول هذا من خرافات وخرابيط النصارى الذين يأتون بشبه فارغة جدا فأقول لك أولا: من الذي يستطيع أن يحصي نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم لا أحد يستطيع ذلك ثم كتاب السيرة الحلبية ليس مرجعيا علميا في الصحيح وإنما يذكر كلما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان كاذبا وباطلا الكتب التي تذكر الصحيح البخاري ومسلم وأما بقية الكتب تجد فيه ما يصح وما لا يصح هذا بالنسبة لكتاب السيرة الحلبية.
ولو افترضنا جدلا أن الوحي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم 26 ألف مرة وأن أحد استطاع أن يحصيها فهذا عدد قليل جدا يعني أن تظن الوحي يجلس مائة ساعة أم ماذا؟ ما قدر نزول الوحي لديك قد ينزل الوحي لمدة دقيقة أو ثانية هل تظن أنها كثيرة 26 ألف مرة ممكن أن تقضى في سنة واحدة أو سنتين فإذا كان الوحي يحسب نزوله في ثانية أو خمس ثوان فاحسب عدد الساعات أو الدقائق التي تقضى في نزول الوحي هذا واضح جدا فهذا واضح جدا في بطلان هذه الدعوى، كما أن الوحي كان ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم لا يفارقه إلا في النادر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا ينطق إلا بالوحي قال الله عز وجل: ” وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ” فكل كلمة ينطقها النبي صلى الله عليه وسلم كانت بوحي عن الله سبحانه وتعالى ولأجل هذا المدة المذكورة أو عدد المرات قليلة جدا بالنسبة لحياة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينزل عليه الوحي ثلاث وستين سنة إنما نزل عليه لمدة ثلاثة وعشرين سنة فقط ثلاثة عشر في مكة وعشرة في المدينة صلى الله عليه وسلم.
يا أستاذ صبرة أين تعلمت الحساب احسب المرة خمس ثوان أو عشر ثوان احسب عشرة ثوان يعني في الدقيقة ينزل 6 مرات يعني في الساعة 360 مرة وأنت تقول نزل 26 ألف مرة نجعلها مثلا 36 ألف مرة يعني تستغرق مائة ساعة هذه تمثل كم يوم. ما أدري نعلمك الحساب أم نعلمك أن هذه الأوهام التي يلقونها إليك أباطيل وأكاذيب يضحكون عليك بها نصيحتي لا تضيع وقتك مع هذه الأباطيل التي يضحكون عليك بمثل هذه الترهات ونصيحتي أن تقرأ السيرة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم وأن تستفيد بهذه السيرة من عظائم الأمور وبالأنوار الباهرة على صدقه وعلى صدق رسالته صلى الله عليه وسلم. أما هذه الخرافات التي يلقونها إليك فدعها فإذا أردت أن تقرأ للسيرة النبوية الصحيحة فلصاحب هذه الغرفة كتاب السيرة الصحيحة وعندك كتاب ابن إسحاق فهو أكبر كتاب للسيرة فأكثر ما جاء فيه معتمد وثبت والشيء المردود فيه قليل فيمكن أن تعتمد على ما جاء فيه لأن الضعيف فيه قليل وهناك كتب أخرى أن تطلع عليها في السيرة النبوية ولكن أنا أنصحك بصحيح السيرة النبوية فقد صدر منه مجلدان فإذا انتهيت منهما أخبرني.
والله تعالى أعلم.