الرقم : 001265 التاريخ : 14 – 1423
السؤال : الأخ يسأل عن حديث : ” إن الله خلق آدم على صورته ويقول : وأن الذي يلطم أخاه على وجهه كأنما لطم وجه الرحمن “.
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن الحديث ليس هذا لفظه ، وإنما لفظه كما ذكرت : ” إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ” . وأما حديث لطم الوجه فإن رجلاً لطم أخاً له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا تلطمه على وجهه ؛ فإن الله قد خلق آدم على صورته ” ، وفي بعض الألفاظ : ” على صورة الرحمن ” . والحديثان صحيحان ، وليس المراد أن هناك مشابهة بين الخالق والمخلوق في الصورة ، وقد اختلف أهل العلم في المراد بذلك اختلافاً كبيراً ، وأقول لك الخلاصة من هذا الاختلاف وهو ما ترجح لدي إلى الآن : الإضافة كما يسميها أهل العلم إضافة تشريف ، كما يقال : بيت الله ، وناقة الله ، فالإضافة هنا ليست إضافة صفة إلى موصوف كما يقال : رحمت الله ، وقدرة الله ، وإنما هي إضافة تشريف مخلوق إلى خالق ؛ فإن الله خلق صورة مكرمة مشرفة وهي أكرم الصور عند الله سبحانه وتعالى فنسبت إليه ، فمن لطم هذه الصورة فقد أهان ما كرمه الله وما شرفه الله ، فهذا هو المعنى الذي يترجح في هذا الحديث ،
والله تعالى أعلم .