نصيحة موجهة للأخوات مباشرة على برنامج البالتوك عام 1425هـ
صوتية ومفرغة
معذرة جاءتني رسائل كثيرة على الخاص فانقطعت ..خيرا إن شاء الله .. بارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالحقيقه النصيحة التي أحب أن أوجهها إلى الأخوات و النصائح كثيرة ونحن ننصح أنفسنا قبل أن ننصح غيرنا فكلنا تقصير وكلنا ذنوب وكلنا معاصي ولكن هناك أمور في الحقيقة تخص الأخوات والمرأة الصالحة أكرمها الله عز وجل بأن يسر عليها أمر دينها وحصرها في أمر محدد تستطيع بحمد الله أن تصل إلى رضا الله عز وجل بأمور يسيرة ولكن هي يسيرة على من يسرها الله عز وجل عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه وكذلك المرأة الصالحة أكرمها الله عز وجل بتحديد المطلوب منها ، ما طلبه الله عز وجل من المرأة ليس أمرا عظيما ولكن للأسف كثير من النساء لم تع لماذا خلقها الله عز وجل في هذا الكون وما هو الأمر المطلوب منها في هذه الحياة فيتسبب هذا في أنها لا تقوم بما أمر الله عز وجل به وما فرض عليها وتنشغل بغير بذلك فإذا انشغلت بغير ذلك قصرت في ما طلب الله عز وجل منها فنجد كثيرا من الأخوات مثلا تهتم بأنها تعمل في تحفيظ القرآن فتجتهد في أن تذهب إلى مدارس التحفيظ أو إلى لقاءات الأخوات وتجتهد في ذلك اجتهادا مبالغا فيه حتى إن بعض الأخوات تهتم بدقائق القراءات والتجويد وتأخذ وقتا طويلا من أجل أن تتحصل على عدة قراءات ، لا شك أن العلم فيه خير كبير ولكن إذا كان هذا سيتعارض مع الأمر الذي خلقت لأجله فإن الصحيح الذي ينبغي عليها إذا كانت تفقه فقها صحيحا أن تنشغل بما هو أهم . فبعض الأخوات ينشغلن عن الزوج ينشغلن عن الأبناء ينشغلن عن رعاية البيت وما فيه من متطلبات كثيرة لأجل ماذا ؟ يسول لها الشيطان الخير ! في أمور فعلا هي من الخير ولكنها ليست بأولى مما أمرها الله عز وجل به وجعلها له .
قد تسأل الزوج أحيانا زوج بعض النساء الصالحات تسأله أحيانا كيف أنت في بيتك تجده يعيش حياة ليست طيبة لا يشعر بالراحة ولا يشعر بالاستقرار أحيانا يحصل بينه وبين امرأته مشاكل لأنها تريد أن تذهب إلى التحفيظ أو لأنها تريد أن تذهب لدعوة بعض الأخوات ! جميل جدا أن تقومي بدعوة الأخوات ، جميل جدا أن تذهبي إلى التحفيظ ولكن ليس على حساب بيتك وزوجك
الأخت مسلمة تقول : إذا ما عندها زوج وأبناء تشغل وقتها في هذه الأمور ؟
طبعا لا شك ، لكن عليها أن تحرص أن يكون لها زوج وأبناء ، الطريق الصحيح الذي خلق الله عز وجل له المرأة ما هو ؟
إذا تأملنا في قصة آدم عليه السلام وكيف خلق الله عز وجل آدم خلقه ابتداء لإعمار هذا الكون وأسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها وكرمه وأسكنه الجنة ، ولم يكن هناك امرأة !
لم يخلق الله عز وجل المرأة لأجل إعمار الكون لم يخلق الله المرأة لأجل أن يعلمها الكلمات لم يخلق الله المرأة لأجل أن يسجد لها الملائكة كل هذه الأمور فعلها لآدم عليه السلام ثم خلق المرأة .
لماذا خلق الله المرأة ؟ خلق الله المرأة لتكون لآدم عليه السلام ، خلقها لتكون مؤنسة لآدم عليه السلام ، خلقها لكي يشعر آدم بالراحة والهناء ويشعر بالأنس والألفة أن يكون له مخلوق مشابه له يحبه ويألفه ويعيش معه ويشعر بالحياة الجميلة بجواره ، هذا الذي خلق الله عز وجل له حواء .
فأنت أيتها الأخت احرصي على هذا الأمر ، هذه رسالتك في الحياة . لأجل هذا أهلك الله عز وجل بمواصفات في جسدك ، جعلك أنت التي تحملين وتضعين وترضعين ، وجعلك أنت التي تتحببين إلى الزوج أنت التي تتزينين له أنت التي تتقربين إليه أنت التي يأتي إليك ويكون بينكم السكن والمودة والرحمة ، فإذا انشغلت عن هذه الرسالة فقد قصرت تقصيرا بالغا
لا أريد أن اطيل عليكن ولكن :
(الخلاصة) إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت بعلها دخلت جنة ربها
هذه الأمور اليسيرة إذا قامت بها المرأة فقد وصلت إلى ساحة النجاة وإلى بر النجاة
الأخت تقول : إذا لم يجئ الرجل الملتزم وكل من يأتي يكون غير ملتزم فما الأفضل ؛ هل الزواج برجل غير ملتزم أم عدم الزواج ؟
أختي الكريمة : أولا تأكدي أن الرجال أو النساء لا يوجد شخص يسمى ملتزم مائة بالمائة لابد سيكون هناك خطأ ومعاصي وذنوب من الطرفين والأخت أحيانا تظل تقول الرجل الملتزم ثم تفاجأ بأنها إذا تزوجت الرجل الملتزم قد تخطئ معه بأسلوب الحوار ، يعني حفصة بنت سيرين كانت تقول : ما كنا نخاطب أزواجنا إلا كما تخاطبون أمراءكم تخاطب المرأة زوجها كأنه أمير ، أصلحك الله وأحسن الله إليك وتحترمه احتراما مبالغا فيه لكن قد تجد المرأة المتدينة الملتزمة والتي تزوجت رجلا صالحا ملتزما تجدها تسيء أسلوب الحوار هذا أقل شيء ، كيف إذا تغاضبه ؟ كيف إذا تتطاول عليه بالسباب ؟ كيف إذا وصل الأمر إلى أن تمد يدها عليه ! هذا يحصل من أخوات حافظات متدينات .. مرت علينا هذه الصور .
فهل الأخت تجلس لا تتزوج لأنها تريد رجلا يصل إلى درجة النبوة مثلا ؟ هي فيها أخطاء وهو فيه أخطاء .. تجتهد أنها تأخذ صاحب الدين .
ثم هناك نقطه أساسية : الأخت قد يتقدم لها صاحب الدين وهي ترفضه لأنه قليل المال أو ترفضه لأنه ليس جميلا أو ترفضه لأنه متزوج بامرأة أخرى أو ترفضه لأنه ليس من قبيلتها أو ليس من عائلتها ، يعني هناك أسباب كثيره للرفض ، كلها أسباب غير شرعية .
فالأخت التي تريد أن تؤدي الرسالة التي خلقت لأجلها وتقوم بما أمر الله عز وجل وتنشئ الأسرة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : والمرأة راعيه في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، انظروا إلى المكان يا أخوات : في بيت زوجها … هكذا قال النبي صلى عليه وسلم، ولم يقل إنها راعية في مكان آخر ، فهذا هو مكان ومسؤولية المرأة . فتجتهد الأخت في أنها تتزوج من رجل صالح وتحسن عشرته ولكن كذلك لا تشترط شروطا كثيره وإنما تقف عند الحد المطلوب أن يكون رجلا صالحا ، إذا زادت المواصفات فهذا خير عظيم لا أحد ينكره ولكن يأتيك الرجل الصالح فتجدينه متزوجا بامرأة أخرى فتقولي : لا ، يأتي الرجل الصالح تجديه قليل المال تقولي : لا ، ثم تقولي أنا ما جاءني رجل صالح .
لا ، جاءك .. وتأكدي أنك ستجدين الرجل الصالح إذا قصدت رضا الله عز وجل وتوجهت إليه .
أكتفي بهذا القدر وبارك الله فيكن لأن صلاة العشاء عندنا الآن أسأل الله لكن التوفيق والسداد والنجاح في الحياة الدنيا وفي الآخرة .