هل هناك عدوى ؟ والخوف من كورونا ..والرد على هيئة كبار العلماء pdf
هل هناك عدوى ؟ والخوف من كورونا ..والرد على هيئة كبار العلماء doc
هل هناك عدوى ؟
والخوف من كورونا ..
والرد على هيئة كبار العلماء السعودية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فقد طلت علينا الهيئات الشرعية الرسمية في عدة من بلاد المسلمين صادمة لأمة المليار ونصف بفتاوى تبنت قولا فقهيا معتبرا في مسألة العدوى إلا أنه فصل ليوافق هوى حكومات البلاد وقديما قالوا وللأسف الناس على دين ملوكهم فكان ذلك مخيبا للآمال ولو أنصفت هذه الهيئات لاكتفت بالفتوى الاختيارية وليست الإلزامية فمن الناس من لايعتقد في العدوى وهو قول معتبر آخر عند أهل العلم وهناك من يوافقهم لكنه يريد الأخذ بالعزيمة وهذا أفضل لاشك ولكن للأسف أبوا إلا أن يسيروا في الركب ويتولوا ولأول مرة في تاريخ الإسلام مغبة منع الجمع والجماعات وهجر بيوت الله التي أذن الله سبحانه أن ترفع ويذكر فيها اسمه قبل أن يتبنى نحو ذلك أهل الديانات الباطلة في أماكن كفرهم وشركهم وهم أساطين القول بالعدوى وأئمة تصديرها للمسلمين
وليت شعري هل أغلقت الكنائس في أمريكا والكنس في فلسطين المحتلة ومعابد بوذا في الصين ومعابد الهندوس في الهند وهلم جرا ؟ هل منعت المواصلات وفرض حظر التجوال وأوقف العمل في جميع القطاعات حتى بقي الخوف من اجتماع القلة القليلة العابدة التي تصلي في المساجد وما أقلهم اليوم وجل المسلمين أصلا قد نبذوا إسلامهم وتركوا صلاتهم ؟
وقد كان لديهم مندوحة لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع أو لمحاربة العدوى على حد اعتقادهم كما بينا في مقال : إن أبيتم إلا العدوى فلا تغلقوا المساجد .. ولكن لايسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ..
والعدوى يا كرام يعرفها أهل الاختصاص بأنها استعمار كائن حي مضيف من قبل كائن متطفل أجنبي يسعى إلى استخدام موارد الكائن المضيف من أجل مضاعفة الكائن الأجنبي عادة على حساب المضيف، كانتقال البكتريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى أنسجة الجسم وانتشارها فيها .
وحرصا على عدم الإطالة نقول إن انتشار العدوى يترتب على توافر عدة عوامل ومن ذلك مايسمى بالآلية الباثولوجية وهي سلسلة من الأحداث التي يجب أن تتوفر لحدوث العدوى والتي تشمل وجود عامل معدي ، مخزن للعدوى ، مضيف ، مخرج للعدوى وطريق لانتقال العدوى إلى كائن آخر. كل العوامل يجب ان تتوفر بترتيب زمني من اجل حدوث العدوى
ويعتمد ذلك على :
طريقة دخول الميكروب للجسم وسلالة الميكروب وطريقة وصول الميكروب للعضو المقصود في الجسم المضيف .
ثم يتحكم في حصول الضرر عوامل عدة أولها وأهمها :
مناعة الجسم : فأغلب البشر لا يصابون بسهولة ولكن الضعفاء والمرضى الذين يعانون من سوء التغذية وأصحاب المراض المزمنة هم الأكثر تعرضا للإصابة ..
وقد منح الله تعالى كل إنسان جهازا خاصا للدفاع عنه ضد هجمات تلك الميكروبات ونحوها يسمى الجهاز المناعي ويعمل وفق نظامين مناعيين : الجهاز المناعي الفطري أو الطبيعي innate immunity) ) وهو متوارث، يتوارثه الأبناء عن الآباء، ومناعة مكتسبةacquired immunity adaptive immunity) ) يكتسبها كل فرد بنفسه خلال حياته مما يتعرّض له من أمراض يكتسب جسمه منها حصانة. هذان النظامان المناعيّان يختلفان عن بعضهما في الجوهر لكنها مترابطان مع بعضها ويعملان بتعاون وتنسيق مع بعضهما .
وهناك عوامل تؤثر في هذا الجهاز ومنها :
1- التغذية Feeding ، حيث إن نقص الفيتامينات يقلل المناعة الطبيعية و كذلك نقص حامض الفوليك .
2- الهرمونات Hormones ، وعلى سبيل المثال مرضى السكري أقل مقاومة لبعض الأمراض الناتجة عن الميكروبات نتيجة لنقص الأنسولين .
3- السن Age ، كبار وصغار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ممن هم في أواسط العمر .
4- الجنس Sex ، نجد أن الملونين معرضون للإصابة للسل أكثر من غيرهم ، وهم أكثر مقاومة للإنفلونزا والسيلان والدفتيريا .
أما العوامل الأخرى المؤثرة في العدوى فمنها مثلا البيئة فهناك بيئات تنشط فيها العدوى وبيئات تكون فيها خاملة فالبيئات النظيفة المفتوحة تختلف عن البيئة المتعفنة المغلقة ومنها درجات الحرارة فالمناطق الباردة تختلف عن المناطق الحارة ومنها فصول السنة ففصل الربيع يختلف عن فصل الشتاء وهلم جرا
وهنا نتوقف قليلا ونتأمل كثيرا .. فمربط الفرس هنا _ أعني من الناحية الطبية _ إذا كان كل ذلك يؤثر في حصول العدوى أو عدمها فلماذا كل هذه الضجة وكأن العدوى أمر محتم ؟
أين اعتقادكم يا مشايخ وياعلماء في قولكم الذي رجحتموه أن العدوى موجودة ولكن بقدر الله لا أن الأمراض تعدي بطبيعتها ؟
أم أن هذا القيد أصبح كقيد حسب الضوابط الشرعية قيدا مفرغا من معناه وفحواه وكأنه غير موجود أصلا حيث لا أثر له في الحقيقة والعمل ؟
كل ماتقدم كان مبحثا طبيا بحتا ..
أما شرعا فالأمر يختلف كثيرا فالمسلم له عوامل أخرى أعظم وأجل من هذه العوامل أو هي المؤثرة في تلك العوامل الفاعلة فيهاحقيقة وأول تلك العوامل :
أولا : الاعتقاد الحقيقي في مدبر الكون فنحن عندنا عقيدة فالمرض والشفاء من الله هو الذي ينزل المرض وهو الذي يزيله ويرفعه وكل الأوبئة والطواعين التي مضت من الذي أنزلها ؟ ومن الذي رفعها ؟ ولماذا أنزلت ؟ وكيف رفعت ؟
مانزلت هذا الأوبئة إلا بذنوبنا عقوبة وتطهيرا لنا .. فليس الحل فيها يامشايخ العقيدة هجر بيوت الله ومنع الجمع والجماعات وإنما الحل فيها ورفعها يكون بطلب ذلك من فاعلها ومالك أمرها إن كنتم حقا مؤمنين موحدين .. الحل فيها الرجوع إلى الله والتوبة والإنابة ورفع الظلم ورد الحقوق لأهلها وإيقاف نشر الكفر والعهر والفساد (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)
ثانيا : عندنا ركن عظيم من أركان إيماننا يسمى الإيمان بالقضاء والقدر ويتضمن الآجال المكتوبة وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ..
فيقال : وأين الأخذ بالأسباب ؟ فنقول الأسباب التفصيل فيها يطول ولذا نشرنا مقالة : الأخذ بالأسباب هل ينافي التوكل التام ؟ والخلاصة أن الأخذ بالأسباب لاينضبط إلا بما ثبت في السنة قولا وعملا فما نفته السنة ولم تأخذ به ليس سببا مشروعا وإن كان في عالم المشاهدة سببا فاعلا .
ثانيا : نحن عندنا من الله مضادات منحنا الله إياها ومنها ماتقدم طبيا وهو جهاز المناعة ولكن شرعا نقول يتحكم فيه أو يعتبر خطا موازيا له وهو الأساس عندنا كمسلمين الأمور الشرعية التعبدية كالصلاة مثلا فهي بركة وخير على أهلها كلما اجتهدوا فيها كانت لهم حرزا من كل سوء ومنها الصوم فهو صحة للجسد يطرد عنه الآفات والأمراض ومنها الزكاة والصدقة فهي دواء للمرض وتدفع السوء عن صاحبها وهكذا
ثم عندنا أذكار وأدعية وآيات ورقى تحفظ صاحبها فمن ذلك أذكار الصباح والمساء فهي حرز لمن يقولها من كل سوء وأذكار مابعد الصلوات وأذكار النوم وأذكار الطعام وتعويذات الأطفال ونحوها
وعندنا كذلك الأدوية النبوية التي فيها الشفاء من الأمراض بل والوقاية من بعضها كتمر العجوة والحبة السوداء والقسط الهندي والعسل ونحو ذلك ..
وبجوار ذلك كله عندنا ملائكة ..إي وربي ملائكة .. تحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وتدفع عنا الشرور ومنها الكرونات
بل عندنا كرامات للصالحين أيضا تخرق النواميس
إذن يا مشايخ وياعلماء نحن أهل الميتافيزيقا .. عندما نصلي ونعتقد أن التصاق القدم بالقدم يمنع الشياطين من الدخول في الفرج ليوسوسوا لنا .. ونمشي ونعتقد أن ملكا رد عنا حجرا كاد أن يسقط على رأسنا .. وندعو ونعتقد أن دعاءنا قد منع جيشا مجهزا أو طائرة مسيرة من إيذائنا ..
صلاتنا جماعة يامشايخ هي التي تدفع عنا العدوى وهي التي تدفع عنا البلايا والأوبئة فإن شئتم قلتم لأنها قربى إلى الله وهو المتصرف في الكون والمانع المانح الضار النافع وإن شئتم قلتم لأنها تقوي جهاز المناعة فتحول بين الفيروس وبين إضراره بالجسد وإن شئتم قلتم لأنها يحضرها الملائكة الذين يحاربون الشياطين والفيروسات وإن شئتم قلتم لأنها نور لصاحبها وهذا النور يحجز بينه وبين تلك الأضرار والفيروسات التي لانراها .. فسروها كما يحلو لكم لكن لاتقولوا إن الصلاة جماعة تساعد على انتشار الفيروسات وإضرار المصلين فصلوا في بيوتكم رحمكم الله فإن هذه عقيدة أهل الجاهلية لامحالة وإن رغمتم … وإن رغمتم …
لقد أطلنا ولازال في الكبد الحرى ما يدفع للزيادة في الإطالة ولكن نكتفي بذلك ونتكلم في العدوى شرعا ..
بادئ ذي بدء وسأختصر بشدة جدا جدا ..
أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، حِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ ، فَيَجِيءُ الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيُجْرِبُهَا كُلَّهَا ؟ قَالَ : فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ ؟
وصح عند أحمد وغيره عن ابن مسعود أنه قال : قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: لا يُعْدي شيءٌ شيئًا، لا يُعْدي شيءٌ شيئًا، لا يُعْدي شيءٌ شيئًا، فقام أعْرابيٌّ، فقال: يا رسولَ اللهِ، النُّقْبةُ مِن الجَرَبِ تكونُ بمِشفَرِ البَعيرِ أو بذَنَبِه في الإبلِ العَظيمةِ فتَجرَبُ كلُّها؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فما أجرَبَ الأوَّلَ؟ لا عَدْوى، ولا هامَةَ، ولا صَفَرَ، خَلَقَ اللهُ كلَّ نفْسٍ، فكَتَبَ حَياتَها، ومُصيباتِها، ورِزقَها.
وأحاديث نفي العدوى كثيرة في الصحيحين وغيرهما بل لايبعد أن يقال متواترة فقد جاءت عن قرابة عشرة من الصحابة وهي صريحة جدا في نفي العدوى .
و “لا ” هذه تسمى عند العرب النافية للجنس وهي تنفي في الأصل حقيقة وجود الشيء أو ماهيته وهذا هو الصحيح المراد من الحديث إلا أن هناك من أهل العلم من حمل النفي هنا على نفي شيء مخصوص في العدوى وهو مفهومها عند أهل الجاهلية وفي حقيقة الأمر لايوجد عندنا أي نص لاصحيح ولا ضعيف يبين لنا ماذا كان يعتقد أهل الجاهلية بخلاف ما يعتقد الناس اليوم ، فما يعتقده أهل الجاهلية هو الاعتقاد السائد أن المريض إذا خالط الصحيح مرض الصحيح وأما ماقام بقلوبهم وهل ينفون فعل الله لذلك فهذا مالايوجد أي دليل يدل عليه بل هو محض اجتهاد لمحاولة التوفيق بين نفي النبي صلى الله عليه وسلم والواقع المشاهد عند الناس وهو ما أعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم عندما احتج به الأعرابي .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : فالمحصل من المذاهب في العدوى أربعة :
الأول : أن المرض يعدي بطبعه صرفًا ؛ و هذا قول الكفار .
الثاني : أن المرض يعدي بأمر خلقه الله فيه و أودعه فيه لا ينفك عنه أصلًا إلا إن وقع لصاحبه معجزة أو كرامة فيختلف . وهذا مذهب إسلامي لكنه مرجوح .
الثالث : أن المرض يعدي لكن لا بطبعه بل بعادة أجراها الله تعالى فيه غالبًا ؛ كما أجرى العادة بإحراق النار . وقد يختلف ذلك بإرادة الله تعالى لكن التخلف نادر في العادة .
الرابع : أن المرض لا يعدي بطبعه أصلًا بل من اتفق له وقوع ذلك المرض فهو بخلق الله سبحانه وتعالى ذلك فيه ابتداءً . ولهذا ترى الكثير ممن يصيبه المرض الذي يقال إنه يعدي ، يخالطه الصحيح كثيرًا ولا يصيبه شيء و ترى الكثير ممن لم يخالط صاحب ذلك المرض أصلًا يصيبه ذلك المرض وكل ذلك بتقدير الله تعالى .
و المذهبان الأخيران مشهوران والذى يترجح في باب العدوى هو الأخير عملًا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ” لا يعدي شيء شيئًا ” و قوله صلى الله عليه و سلم ردًا على من أثبت العدوى : ” فمن أعدى الأول ؟ ” كما تقدم تقريره والله سبحانه وتعالى أعلم .ا.هـ
وماذهب إليه الحافظ هو الأرجح وإليه ذهب كثيرون من أهل العلم ويؤيد ذلك أمور منها :
أولا : ديننا ليس فيه إلغاز وإبهام بل هو دين صريح وواضح فما الذي يجعل الوحي يكرر نفي العدوى بلا النافية للجنس وألفاظ أخرى صريحة في النفي التام ولا يأتي بلفظ واضح صريح إن هناك عدوى ولكن بقدر الله وتصرفه وخلقه ؟
ثانيا : أمر ضرر العدوى لايحتاج لمعلومات متطورة لم تكن متوفرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن الله تعالى ليحرم رسوله صلى الله عليه وسلم وخير الأمة من الصحابة الكرام والقرون المفضلة من هذا الخطر العظيم ثم يمن علينا نحن باكتشاف ذلك بعد التطور العلمي التجريبي بل يكفي بالوحي أن يأمر بتجنب المريض وعزله وذكر ذلك في بعض الأمراض دون الحاجة لاكتشاف الفيروسات والبكتيريا والطفيليات .
ثالثا : السلوك العملي النبوي يدل على نفي العدوى مطلقا فلانجد أمرا للنبي صلى الله عليه وسلم بعزل الإبل المصابة بالجرب مثلا عن الصحيحة بل لم ينصح الرجل المعترض بذلك ثم لانجد منه ولامن القرون المفضلة من عمل أو حث على عزل أي مريض بمرض معد عند أهل الطب وقد كان ذلك معروفا تماما في عصرهم بل على العكس تعاملوا مع كل الأمراض على حد سواء فمثلا الزكام عندما تكرر من الرجل العطاس في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ما قال له اعتزلنا وما حث الصحابة على الابتعاد عنه وإنما قال : الرجل مزكوم . والحديث في صحيح مسلم والزكام من أشهر الأمراض الفيروسية المعدية طبيا .
رابعا : في ديننا أمر شرعي واجب للمسلم على أخيه المسلم وهو يتعارض جملة وتفصيلا مع عقيدة العدوى وهو الأمر بعيادة المريض وهذه قاصمة الظهر لموضوع العدوى فإن الواجب اعتزال المريض وعدم التواصل معه والعيادة بعكس ذلك تماما ولم يفرق الشرع إطلاقا في أمر العيادة بين مرض معد وغير معد .. بل من المشهور أن المدينة كانت أرض وباء ومرض بلال وأبو بكر وعامر بن فهيرة رضي الله عنهم ودخلت عليهم عائشة تعودهم وقد أصيبوا بهذا الوباء كما في صحيح البخاري وكذلك في طاعون عمواس لم تنقطع عيادة المريض فيه وغير ذلك .
خامسا : التطبيب ومراعاة المريض كانت تتم حتى عهد قريب دون تحفظ من مرض من تلك الأمراض التي يقال عنها معدية بل هذا واجب على الولد لوالديه والمرأة لزوجها ونحو ذلك بل كانت تضرب الخيمة أحيانا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم للمرضى وليس من المعقول أن يترك الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم لايدل أمته على تجنب بلاء عظيم ويترك الأسر تحتك بمريض يتسبب في إمراضهم وفي وسطهم ولاينبههم لخطورة ذلك .
سادسا : فعل الصحابة والتابعين وهم خير القرون بخلاف ذلك فعن عروة قال : أقبلت إلى الزبير يومًا و أنا غلام ، و عنده رجل أبرص ، فأردت أن أَمَسِّه ، فأشار إليّ الزبيرُ فأمرني أن أنصرف ، كراهة أن أَمَسَّه .
قال ابن حجر أخرجه البيهقيّ بسند حسن ثم قال : إقدام الزبير من قوة إيمانه وشدة يقينه ، و منع ابنه الصغير من مسِّ الأبرصِ خشية أن يُقَدِّر اللهُ عليه أن يُصيبَهُ ذلك ، فيظن لعدم توسعه في العلم أنه من المسّ ، فيعتقد العدوى المنهيِّ عن اعتقادها .
وأخرج ابن خزيمة أن الزبير بن العوام رضي الله عنه خرج غازيًا نحو مصر ، فكتب إليه أمراء مصر أن الأرض قد وقع بها الطاعون ، فلا تدخلها . فقال الزبير : إنما خرجت للطَّعْن والطاعون . فدخلها ، فلقى طَعْنًا في جبهته ، فأَفْرَقَ .
قال ابن حجر : سنده صحيح على شرط البخاري .و قوله : ” فأَفْرَقَ ” : أي أفاق من مرضه
وعن عمران بن حُدَيْر قال : كان أبو مِجْلَز يقول : لا يحدّث المريض إلا بما يعجبه ، فإنه كان يأتيني و أنا مطعون ، فيقول : عَدُّوا اليومَ في الحيِّ كذا و كذا ممن أَفْرَقَ ، وعَدُّوكَ فيهم . قال : فأفرح بذلك . قال ابن حجر : سنده صحيح .
وانظر مايأتي من شبه إجماع من السلف على الأكل مع المجذومين .. فهل سلفنا أفهم للحديث أم أنتم هداكم الله ؟
سابعا : يكاد يكون بالاتفاق بين الفقهاء جواز حضور المرضى للمساجد والزواج بمن لديه مرض معد اللهم إلا بعض الحالات المستثناة عند بعضهم للتقذر أو على مذهب من يرى العدوى في أمراض محدودة وللمصابين فعلا لا غيرهم ممن يظن فيهم حمل المرض فضلا عن الأصحاء وقت الوباء .
وحتى ننهي مقالنا الذي يأبى أن ينتهي نطرح شبهات الفريق الآخر مع ردود سريعة :
1- أنسيتم حديث الطاعون ومايفيد من حجر صحي سبق الطب الحديث ؟
نقول للأسف لايسلم لك هذا السبق العلمي والإعجاز النبوي فإنه لايدل على الحجر وراجع مقالنا هل كل وباء طاعون ؟ بل الأمر أن الفرار منه كالفرار يوم الزحف لأنه حرب مع الجن والقدوم عليه كتمني لقاء العدو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم مع الإنس ولذا فلامانع عند أهل العلم من الخروج من مناطق الطاعون للاستصحاء وليس فرارا منه كما أمر عمر الصحابة بعد ذلك أن يفعلوا . كما أنه لو فرضنا تيقن أن شخصا كان سليما لايحمل المرض أراد الخروج حتى لايصاب فطبيا لابد من خروجه وشرعا لايجوز خروجه . كما أن المقيمين داخل مناطق الطاعون لم يحصل أبدا عزل للمصابين ولاتنبيه على عدم مخالطتهم ولامنع للاجتماع في المساجد وغيرها بل على العكس تماما كان الملجأ لهم المساجد رجالا ونساء وأطفالا للجوء إلى الله .
وعن طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث إلى أبى موسى الأشعرى ، فقال لنا ذات يوم : لا عليكم أن تُخْفُوا منى ؛ إن هذا الطاعون قد وقع في أهلي ، فمن شاء منكم أن يتنزه عنه فليتنزه ، و احذروا اثنتين : أن يقول قائل : خَرَج خارجٌ فسلم ، و جلس جالس فأُصيب ، لو كنت خرجت لسلمت كما سلم فلان . أو يقول قائل : لو كنت جلست أصبت كما أصيب فلان . قال ابن حجر إسناده لابأس به
وفي رواية : لا يقولنَّ قائل ، إن هو جلس فعوفي الخارج : لو كنت خرجت لعوفيت كما عوفي فلان . و لا يقول الخارج ، إن هو عوفي و أصيب الذى جلس : لو كنت جلست أصبت كما أصيب فلان . قال ابن حجر : وهذا إسناد صحيح إلى أبى موسى .
قال ابن حجر : و أيضًا لو توارد الناس على الخروج ، لبقي من وقع به عاجزًا عن الخروج ، فضاعت مصالح المرضى ، لفقد من يتعهدهم ، و الموتى لفقد من يجهزهم ولما في خروج الأقوياء على السفر من كسر قلوب من لا قوة له على ذلك .
وقد ذهب بعض أهل العلم ، إلى أن ذلك أمر تعبدي لا يعقل معناه ، و السبب عندهم في ذلك ، أن الفرار من المهالك مأمور به ، و قد صح النهي عن الخروج من البلد الذي وقع فيه الطاعون ، فكان ذلك لسرّ فيه لا تعلم حقيقته ، فالأولى فيه التسليم وامتثال ما أمر به الشارع .
2- طيب .. وماقولكم في حديث لايورد ممرض على مصح ؟ أظن هذا صريح جدا في العدوى ..
أقول لك بلغة الأطباء : هارد لك .. وبلغة العرب العرباء : أخطأت استك الحفرة ! فأولا أتحدى أنك تفهم معنى الحديث فأنت تظن أن معناه لايختلط المريض بالصحيح يعني بالبلدي لايرد المريض على الصحيح ..أليس كذلك ؟؟
لا ياحبيبنا ليس هذا معناه وإنما لايورد ممرض أي لايأتي صاحب الإبل المريضة بإبله إلى مورد الماء في الوقت الذي يكون صاحب الإبل الصحيحة قد أتى بإبله لتشرب من الماء وإنما ينتظر حتى ينصرف ثم يورد إبله المريضة ..
عجيب .. ولماذا هذا الأمر ؟ أليس هو للعدوى ؟
قلنا لا .. ولو كان للعدوى لكان كذلك : ولايورد المصح على الممرض وهذا لايقول به أحد بل لايوجد أي حرج في ذلك ..
بل جاء فيما أخرجه البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ” لا عدوى ، و لا يحل الممرض على المصح ، و يحل المصح حيث شاء ”
وأيضا لو كان للعدوى لما كان للممرض أصلا أن يورد إبله في الماء الذي يورد فيه الأصحاء لأن ذلك يفسد عليهم الماء فيؤثر في كل إبلهم
إذن لماذا ؟ لأن ذلك مدعاة للشحناء حيث يقع في نفس المصح أن إبله تتضرر من إبل الممرض وهذا يؤدي لخلل في اعتقاد المصح ويؤدي للفرقة بين المسلمين .
فقد ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام ما معناه أن النهي ليس لإثبات العدوى ، بل لأن الصحاح لو مرضت بتقدير الله ، فربما وقع في نفس صاحبها أن ذلك من العدوى . فيفتتن ويتشكك في ذلك ، فأمر باجتنابه . قال أبو عبيد : و كان بعض الناس يحمله على أنه مخافة على الصحيحة من ذات العاهة . قال : و هذا شر ما حمل عليه الحديث ، لأنه رخصة في التطير المنهيّ عنه ، و لكن وجهه عندي ما قدّمته انتهي
وقال الطحاوي : معناه أن المصح قد يصيبه ذلك المرض ، فيقول الذي أورده : لو أني ما أوردته عليه ، لم يصبه من هذا المرض شيء . و الواقع أنه لو لم يورده لأصابه بتقدير الله عليه ، فنهى عن إيراده لهذه العلة التي لا يؤمن على الناس غالبًا من وقوعها في قلوبهم .
3- أنسيتم حديث : وفر من المجذوم فرارك من الأسد ؟
لا والله مانسيناه لكن المشكلة في معناه ونقول أولا : طبيا مرض الجُذَام Leprosy مرض مُعدٍ ، وينتقل المرض عبر رذاذ الأنف أو ملامسة الأشخاص المصابين لفترات طويلة أو ملامسة القرح ومفرزات الأغشية المخاطية لمرضى الحالات أو المراحل المتقدمة .
وقد ذكر في معناه أقوال منها أنه كقوله تعالى : اعملوا ماشئتم . بمعنى أنك مهما فررت فسيأتيك ماقدر لك لأن هذا الحديث تتمة لقوله : لاعدوى … وفر من المجذوم فرارك من الأسد .
وقيل : حتى لايقع في نفسك لو أصبت بالجذام أنه بسبب مخالطتك للمجذوم فتعتقد العدوى فتفسد عقيدتك
وقيل لأن مريض الجذام إذا رأى صحيح البدن يديم النظر إليه، ويحزن لما أصابه، يصاب بالإحباط، وتضعف مناعته، وتزداد شدة المرض؛ لذلك كان الهديُ النبوي بالفرار منه؛ حتى لا يقع بصره على الصحاح فيزداد مرضه، كما أن الإنسان عندما يرى أسدًا يتصنع في عدم رؤية الأسد له.
وذلك متعلق أيضا بما رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ” لا تديموا النظر إلى المجذومين ”
قال مالك رحمه الله ـ لما سئل عن الحديث في النظر إلى المجذومين ـ : ما سمعت فيه كراهية ، و ما أرى ما جاء من النهي عن ذلك ، إلا مخافة أن يقع في نفس المؤمن شيء ، يعني : فيقع في اعتقاد العدوى .
قال ابن خزيمة : يحتمل أيضًا أن يكون معناه أن المجذوم يغتمّ ويكره أن يديمَ الصحيحُ النظرَ إليه ، لأنه قلَّ من يكون به العقلاء آفةٌ ، إلا وهو يحب أن يسترها . انتهى ملخصًا .
4- وماذا عن حديث المجذوم الذي أتى مع أصحابه ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ارجع فقد بايعناك ؟ أظن أن هذا واضح في العدوى ..
للأسف أيضا .. لايفيدك ذلك كثيرا وهل يعقل أن يحافظ النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه دون رجال أمته وأصحابه وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها ؟ فهلا أمرهم باعتزال هذا المجذوم ؟ وحثهم على أن يعتزله قومه عندما يرجع إليهم حتى يبرأ ؟ إذا كان سبب قوله صلى الله عليه وسلم له ذلك هو خشية العدوى فالأمر مشكل جدا ويخشى مما يتضمنه من سوء والصواب أن ذلك كان رأفة منه وحرصا على نفسية هذا المريض وعدم المشقة عليه .
قال ابن خزيمة : النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ برأفته و رحمته بأمته ، أمرهم بالفرار من المجذوم ، كما نهى أن يورد الممرض على المصح ، شفقة عليهم ، و خشية أن يُصيب بعضَ مَنْ يَقْرُبُ مِن المجذومِ الجذامُ ، و الصحيحَ من الماشية الداءُ الذي بالمرضى منها ، فيسبق إلى قلب بعض المسلمين ، أن أصابها الجذام ، أعداه جذام صاحبه الأول ، وكذا الماشية إذا أصابها الجرب ، فيسبق إلى قلبه أن المرض الذي بالماشية الأولى أعداها ، فيثبت العدوى التي نفاها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، و قال بعد نفيها : أنه ” لا يعدي شيء شيئًا ” . فأمر باجتناب ذلك ، ليسلم المسلمون من التصديق بإثبات العدوى . و قد أعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أن الطيرة شيء يجده الناس في صدورهم ، ثم أعلم أن التوكل يذهبها .فكذلك الجذام و الجرب ، لا يسلم من ضَعُفَ توكله ، إذا أصاب بعضَ من قَرُب منه المجذومُ الجذامُ ، أن يصدق بالعدوى و الطيرة لضعف توكله ؛ لا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أثبت العدوى بأمره بالفرار من المجذوم ، و بعثه إلى المجذوم ليرجع . و يؤيد هذا الجمع أكله مع المجذوم ثقة بالله وتوكلًا عليه .ا.هـ
يقصد ابن خزيمة حديث جابر ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القَصْعة ، ثم قال ” بسم الله ، ثِقَةً بالله ، و توكلًا عليه ” . و في لفظ : بينا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل ، إذ جاء مجذوم ، فقال : ” ادْنُ و كُلْ ثِقَةً بالله وتوكلًا عليه ”
وقد أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة والحاكم قال الحافظ هذا حديث حسن .
وقال ابن خزيمة : وأما النهي عن إدامة النظر إلى المجذوم ، فعلى ما تقدم .ا.هـ
وهذه آثار عن السلف تثبت فساد قول من يعتقد أن الحديث فيه أمر باعتزال المجذوم لأجل العدوى
قدم على أبي بكر وفد من ثقيف ، فأتى بطعام فدنا القوم ، وتنحى رجل به هذا الداء يعني : الجذام ، فقال له أبو بكر : ادنه ، فدنا ، فقال : كل ، فأكل ، وجعل أبو بكر يضع يده موضع يده .
وعن عائشة قالت : كان لي مولى مجذوم ، فكان ينام على فراشي ويأكل في صحافي ، ولو كان عاش كان على ذلك
وعن عكرمة قال : لزق بابن عباس مجذوم ، فقلت له : تلزق بمجذوم ؟ قال : فامض فلعله خير مني ومنك .
وعن ابن بريدة أن سلمان كان يصنع الطعام من كسبه ، فيدعو المجذومين فيأكل معهم .
ورأى رجل ابن عمر يأكل مع مجذوم ، فجعل يضع يده موضع يد المجذوم .
5- لقد أفسدت كل أدلتي فما قولك في الحديث الذي أخرجه أبو داود و الحاكم ، من حديث فَرْوَةَ بن مُسَيْكٍ قال : قلت : يا رسول الله ، إن أرضًا عندنا يقال لها أرض أَبْيَنَ ؛ و هي أرض ريفنا و مِيْرتنا ، و هي وبيئة ـ أو قال : وباؤها شديد ـ . قال : ” دعها عنك ، فإن من القَرَفِ التَّلَفَ ” .قال ابن قتيبة : القَرَفُ : مُداناة الوباء .
فنقول : أعانك الله .. أولا : هذا الحديث ضعيف لايصح فلاحجة فيه ولو صح فمعناه
كما قال الخطّابيّ : ليس هذا من باب العدوى ، و إنما هو من باب التداوي ؛ فإن استصلاح الأهوية من أعود الأشياء على البدن بالصحة ، وفسادها من أضرها وأسرعها إلى سُقْمه عند الأطباء ، فكل ذلك بإذن الله تعالى ومشيئته سبحانه و تعالى .
أخيرا لم يبق متعلق إلا أن نقول ألم يقل الله [ ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] ؟
نقول لك ولذا سبقنا نشر هذا المقال بنشر رسالة صغيرة في تفسير هذه الآية وبيان أن المراد منها عكس ما يحتج بها فيه فالتهلكة هنا هي ترك الجهاد في سبيل الله فنهى الله عنها المسلمون وفي واقعنا أصبح الجهاد هو التهلكة فلاحول ولاقوة إلا بالله ومن أراد الاستزادة فليراجع الرسالة المذكورة
ونختم بأقصى ماقيل في كلام العلماء ممن يرى العدوى وفي أشد الأمراض فيها وهي الطاعون
وهو قول القاضي تاج الدين : قد رأينا العامة تمتنع من ذلك حتى تركوا عيادة المطعون . والذى نقوله في ذلك : إن شهد طبيبان عارفان مسلمان عدلان أن ذلك سبب في أذى المخالط فالامتناع من مخالطته جائز أو أبلغ من ذلك .
يعني : رجل مطعون ( أي مصاب بأخطر الأمراض المعدية طبيا ) يجوز ( نكرر : يجوز) الامتناع من مخالطته وبشرط أن يشهد طبيبان بأنه يؤذي .
ومع ذلك فقد رد عليه الحافظ ابن حجر بقوله :
قلت : لا تقبل شهادة من يشهد بذلك لأن الحس يكذبه ؛ فهذه الطواعين قد تكرر وجودها في الديار المصرية والشامية وقلّ أن يخلو بيت منها ويوجد من أصيب به من يقوم عليه من أهله وخاصته ومخالطتهم له أشد من مخالطة الأجانب قطعًا والكثير منهم بل الأكثر سالم من ذلك . فمن شهد بأن ذلك سبب لأي أذى للمخالط فهو مكابر.
قال : وقد تقدم في الكلام في إبطال العدوى ما يغنى عن إعادته وتاج الدين يرحمه الله جرى على إثبات العدوى بطريق العادة وأن الذي ورد في نفي العدوى إنما المراد به أنها لا تعدى بطبعها .
و قد قال القرطبي في ” المفهم ” : العدوى من أوهام جهال العرب ؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن المريض إذا دخل في الأصحاء أمرضهم فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأبطله وأزاح شبهتهم بكلمة واحدة ؛ و هو قوله صلى الله عليه وسلم : ” فمن أعدى الأول ؟ ” . ومعناه : من أين جاء الجَرَب ؟ أمن بعير آخر أجربه فيلزم التسلسل إلى مالا نهاية له وهو محال ؟ أو من سبب غير البعير ؟ فالذى فعل الجرب الأول هو فعل الجرب الثاني وهو الله الخالق لكل شيء ، و القادر على كل شيء .
فما بال قومنا أفتوا بهجر بيوت الله ومنعوا عباد الله من إقامة الجماعات والجمعات وحرموا أهل التعبد في المساجد من العبادات وهم أصحاء برآء رضوا بالتوكل على الله ورغبوا فيما عند الله فلا إله إلا الله ولاحول ولاقوة إلا بالله فبيننا وبينكم يوم العرض على الله وسبحان الله ثم سبحان الله ثم سبحان الله .