سؤال طرأ لخصنا فيه مسألة العذر بالجهل
قال السائل :
السلام عليكم دكتور
تناقشة مع احد الشباب بموضوع العذر بالجهل فقال لى كل من عذر بلجهل في الشرك الأكبر هو كافر وانا قلت له لا يعذر الا من كان حديث عهد بكفر
فقال لي من فعل الشرك وان كان حديث عهد بكفر يسمى مشرك ولاكن لا يقتل الا بعد اقامة الحجه
وانا اسأل اذا شخص اسلم على يد الصوفيه القبوريه واراد الاسلام ونطق الشهاده واراد الحق ثم لبثو عليه وقالو له ان هذا الولي او القبر يأتيك بكل ما تحتاج وان لم تدعوه وتتقرب به الى الله تكون مُقصر في حق الله وهو استجاب لكلامهم وسجد للقبر وسأله ما يحتاج فهل هذا يسمى مشرك ام يبقي مسلم وهلا من قال عنه مسلم يكفر
وفي النهايه كفرني لأني عذرت الذي تلبث عليه من قبل الصوفيه فأنا اخاف علي نفسي من الوقوع في الشرك
(هذه كتابة الأخ بنصها)
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العذر بالجهل مسألة فقهية بحتة لاعلاقة لها بالعقيدة .
والعذر بالجهل يختص بالعلماء والقضاة ولاعلاقة للعوام به فهو يحتاج إليه عند إسقاط الحكم على الشخص أو الأشخاص والعامي لايسقط حكما على أحد وإنما يسأل العلماء فإن قالوا له فلان يعذر بجهله تبعهم في ذلك كأي حكم شرعي .
العذر بالجهل كالعذر بالتأويل وغيره وهو من موانع التكفير باتفاق الأمة وهو منهج الأنبياء والرسل والعلماء قاطبة في أصول الدين وفروعه إن صح التعبير ماعدا فيما يتعارض مع كلمة التوحيد فمن عبد غير الله وهو يعلم أن مافعله عبادة أو توفر في عمله حقيقة العبادة لاصورتها فلايعذر بالجهل ومن سب الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم فلايعذر بالجهل لأن ذلك يتعارض مع حقيقة كلمة التوحيد
والخلاف وقع في إطلاق الاسم فقط هل يعذر بالجهل في لحوق الاسم أم لا فخالف في ذلك قلة نادرة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقالوا بلحوق الاسم وأكدوا على عدم التكفير بأصرح العبارات ومن حاول الالتفاف على نصوصهم وزعم أنهم أرادوا بعدم التكفير القتل فهو يتهمهم بالدجل والقرمطة .
فقد عذر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة حديثي العهد بالإسلام في طلبهم ذات الأنواط وقد حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا كقول قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وهذا عين الشرك وكل من يحاول الالتفاف على ذلك فلايسلم له
كما عذررسول الله صلى الله عليه وسلم الجارية التي كانت تعتقد أنه صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب
وعذر ابن مسعود امرأته عندما تعلقت خيطا ظنت فيه الشفاء والنصوص في ذلك كثيرة
ومن خالف في ذلك أكثرهم عوام لا يفقهون مايقولون وبعض طلبة العلم التبس عليهم الأمر
فمن حكم بكفر من جهل شيئا من أصول الدين وفروعه فهو مخطئ .
ومن اعتبر العذر بالجهل من أمور العقيدة فلديه غلو .
ومن كفر من يقول بالعذر بالجهل فقد كفر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وعلماء الأمة فهو رأس من رؤوس الغلاة نسأل الله أن يريح المسلمين من شرهم .
السائل :
ان احمد الحازمي قال ان تكفير المشركين هو اصل من اصول الدين وهو من مله ابراهيم عليه السلام
الجواب :
يا أخي هذا الرجل هو رأس هذه البدعة وقد نبهنا مرارا على ذلك ومشكلته أنه نزل النصوص الواردة في الكفار على المسلمين وهذا هو منهج الخوارج وهذا هو الخلل الأكبر في الموضوع ففرق كبير بين من أسلم ثم وقع خطأ فيما يعد من الشرك وهو يجهل ذلك وبين الكافر المشرك فالأول يعذر والثاني لايعذر إلا عند الجاحظ وغيره على تفصيلات مملة .
ومن أراد شيئا من التفصيل فليرجع لكتابنا العذر بالجهل وكتابنا تكفير العاذر
السائل :
وما قولك ان من قال ان ابن تيميه ومحمد عبد الوهاب قالو ان المشرك او من وقع في الشرك وان كان حديث عهد بكفر يسمى مشرك ولا يسمي كافر بمعني انه لا يقتلونه الا بعد اقامه الحجه وان ارى تناقض
الجواب :
هذا ما ذكرناه هما يسميانه مشركا ولايكفرانه وقد علقنا على ذلك في الكتاب فليراجعه من شاء وكلمة بمعنى لايقتلونه هذه قرمطة واتهام لهما بالتدليس والاستعباط على الناس فالقتل شيء والتكفير شيء آخر ولكن كما يقولون عنز وإن طارت