وبالمثال يتضح المقال
شاب صالح محب لدينه غيور على حرمات الله يعيش في بناية كبيرة يقطن بها الكثير من البشر ويتسلط على هذه البناية أحد السكان متجبر ظالم مستضعف للبقية يسطو على بيوتهم فيسرق منها ما يشاء وينتهك أعراض من يشاء .. وهم في ذلك مستسلمون قابلون للأمر الواقع فليس لهم بهذا المجرم طاقة ولاقدرة على دفعه هكذا يتصورون ..
فكان هذا الشاب الذي شرح الله قلبه للخير يحاول إحياء العزة في نفوس السكان ويذكرهم بالله وقدرته على نصرهم لو اجتمعوا وتوكلوا عليه وأعدوا العدة وبدأت بعض القلوب تميل لدعوته لكن لازال هذا العربيد الرعديد ينتهك الأعراض ويسرق الأموال وهذا الشاب يحترق غيظا لتلك الأفعال التي لاتجد من يردها وينتصر لها .. فقرر الشاب ذات يوم أن ينتقم من هذا المتجبر المتكبر فتسلل خفية لداره رغبة في الانتقام منه فداره بها أمواله الثمينة وأسلحته التي يتقوى بها على جيرانه وأسرته التي تدعمه وتعينه .. ونظرا لكون الوصول لهذه الأشياء فيه مجازفة كبيرة اهتبل الشاب الفرصة أول
مادخل دار هذا المجرم حيث وجد هاتفا له فانهال على الهاتف يكسره بما في يده فإذا بالصوت ينبه صاحب الدار فأمطر الشاب بالرصاص فخر الشاب متشحطا في دمائه وفاضت روحه لبارئها .. واستشاط هذا المجرم غضبا أن خسر هاتفه وقرر الانتقام من سكان البناية أقرباء الشاب والمتعاطفين معه فنكل بهم وضاعف معهم إجرامه وتسلطه .
خسر السكان الشاب الصالح الذي كان يحيي فيهم النخوة ويحثهم على الإعداد لإزاحة هذا الظالم
وانقسم الناس فالبعض حيا في الشاب شجاعته أن حاول الانتقام من هذا الظالم وهم قلة قليلة جدا
والبقية منهم من يلعن الشاب الذي فتح عليهم باب أهوال جديدة كانوا في غنى عنها فما فيهم كان يكفيهم .
ومنهم من ترحم على الشاب ورأى أنه تعجل الأمر فلم يزد أن ضحى بنفسه لمجرد إثارة غضب هذا المجرم وتكبيده خسارة تافهة لايأبه كثيرا لها .
وذهب الظالم فاشترى هاتفا جديدا واستمتع مفرغا غضبه في هؤلاء السكان المستضعفين .
قال تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون)