تفريغ جزء مسجل من محاضرة في كلية التربية بالمدينة المنورة عام 1426 هـ عن أركان الإيمان ألقيت في قسم الطالبات عن طريق الدائرة التليفزيونية
التسجيل الصوتي
للتحميل بصيغة pdf اضغط هنا
للتحميل بصيغة doc اضغط هنا
الإيمان بالكتب السماوية :
…..
⚡في التوراة الموجودة حاليا نصوص صريحة تدل على أنها ليست من إملاء موسى عليه السلام وذلك لأنها تتحدث عن وفاته ومكان دفنه .
⚡كما أن فيها من أدلة التحريف الصريح الواضح جدا الشيء الكثير لدرجة احتوائها على أغلاط حسابية لا يخطئ فيها طالب الابتدائي..
⚡وأما الألواح التي أنزلت على موسى عليه السلام فقيل إنها هي نفس التوراة وقيل غيرها والأرجح أنها هي عين التوراة .
الألواح أنزلت من الله عز وجل وتضمنت التوراة مكتوبة فيها .
وتلك الألواح التي أنزلت على موسى عليه السلام مكتوب فيها التوراة كانت ستة ألواح فلما رأى موسى قومه يعبدون العجل ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه.
⚡فلما ألقى الألواح رفع الله عز وجل منها أربعة. 💫وبقي منها فقط لوحان هي التي أخذ بها موسى وقومه وفيها تفصيل أحكامه .
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أوتيت السبع _ البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس _ مكان التوراة … الحديث ) هذه السبع الطوال تقابل التوراة
وقال : (أوتيت المثاني يعني السبع مكان الألواح) ..
فهذان الحديثان صحيحان يدللان على أن الألواح هي التوراة وأنها في العلوم والخير يقابلها السبع الطوال في كتاب الله عز وجل..
من المراجع التي يمكن أن يرجع لها وتحدثت عن التوراة وكتب اليهود ومصادر شريعتهم..
⚪كتاب يسمي اليهودية للدكتور أحمد شلبي
⚪وكتاب إظهار الحق لرحمة الله الهندي وهذا الأخير عجيب جدا في بيان أنواع التحريف التي في التوراة..
وقد فضحهم فضيحة ليس بعدها فضيحة
📌ننتقل إلى الإنجيل :
والإنجيل معناه البشارة ، كلمة يونانية معناها البشارة وهو حاليا عند النصارى أربعة أناجيل يعترفون بها. من مجموعة أناجيل كثيرة ليس شيء منها بالاتفاق منسوبا لعيسى عليه السلام..
⚡وهذه الأناجيل يدعي النصارى أن الربّ أوحى بها للقديسين الذين كتبوها.. ولا يقولون إنها لعيسي ، فطبعا لا يقولون أنها أنزلت عليه لأنهم يؤمنون بأنه الإله. أو ابن الإله..
📌 والإنجيل في الحقيقة حاليا كل من هذه الأناجيل الأربعة لا يعدوا إلا أن يكون سيرة لعيسى عليه السلام وفيه مواعظ وحكم هذا هو مجمل الإنجيل..
⚡ وأما الأحكام التشريعية فالنصارى تعتمد فيها على العهد القديم كما ذكرنا آنفا وهو التوراة وسائر الكتب المقدسة لديهم الأخرى .
هذه الأناجيل الأربعة هي:
1️⃣ إنجيل متَّى :
والمنسوب إليه هو أحد الحواريين .
كلنا نعرف أن عيسى عليه السلام كان له اثنا عشر حواريا فمتّى ممن ذكر في أسماء الحواريين ومن المسلم به عند النصارى أن النسخة الأصلية لهذا الإنجيل غير موجودة.
إذن ما هذا الإنجيل.؟ ظهر كتاب باليونانية فقيل إنه ترجمة لإنجيل متَّى فأخذوه واعتمدوه إنجيلا ولا يعرف المترجم ولا تاريخ الترجمة . هذا هو إنجيل متَّى..
2️⃣الإنجيل الثاني :
يسمى إنجيل مُرقُص وهو ينسب ليس إلى الحواريين وإنما إلى رجل من السبعين الذين أرسلهم المسيح لنشر دعوته وبعض النصارى يجزم بأن هذا الإنجيل إنما هو مشاهدات نقلها مُرقُص هذا عن أحد الحواريين المسمى بطرس .
وكل من بطرس ومرقص يؤكدان بشرية المسيح في نصوص كثيرة منقولة عنهم وينكران ألوهيته ولكن الآن يوجد في هذا الإنجيل عبارات تخالف ما عرف عنهما وهي زيادات وتحريفات من المتأخرين..
3️⃣الإنجيل الثالث :
يسمى إنجيل لوقا وهذا ليس بحواري ولا تلميذا لحواري وإنما هذا رجل تتلمذ على المسمى شاول اليهودي ، وشاول اليهودي هذا كان من أشد أعداء اليهود للنصارى وأراد أن يحدث فتنة فتظاهر بالدخول في النصرانية وسمى نفسه بولس وهذا الرجل هو الذي أفسد الديانة المسيحية لأنه هو الذي دعا إلى ألوهية المسيح وأول من قال إنه ابن الله فلوقا هذا تلميذه النجيب وهو صاحب هذا الإنجيل وكان بولس يدعي أنه يأتيه الوحي مباشرة من الله وليس في حاجة أن يتعلم من الحواريين ولا من غيرهم وبالتالي أخذ عنه لوقا عقيدته الباطلة وبثها في ذلك الإنجيل..
4️⃣الإنجيل الرابع :
يسمى إنجيل يوحَنّا ويوحنا هذا اسم مشترك بين أحد الحواريين وبين رجال آخرين كل يسمى يوحنا فبعضهم يدعي أنه للحواري والمحققون من نفس النصارى يرفضون ذلك بشدة لأن أسلوبه أسلوب فلسفي لا يمكن أن يكون لذلك الصياد وقد جزمت بذلك دائرة المعارف البريطانية .
وعلى الإجمال فليس شيء من هذه الأناجيل له إسناد لصاحبه ولا زمام وإنما كان هناك مؤتمر اجتمع فيه النصارى واختاروا هذه الأناجيل الأربعة من أكثر من أربعين أو خمسين إنجيلا لأنها توافق عقيدة أصحاب هذا المؤتمر والأغلبية فيه وأحرقوا بقية الأناجيل أو أصدروا أمرا بإحراقها وإتلافها .
وهذه الأناجيل الأربعة متقاربة فيما بينها ولو أنها تتفق في بعض جوانب العقيدة الفاسدة ولكن كثير من النصوص الواردة في تلك الأناجيل متضاربة متناقضة .
وظهر إنجيل خامس منذ سنوات كان مسجلا في القائمة التي أمر بحرقها وهذا الإنجيل يسمى إنجيل بِرْنابا وهو أحد الحواريين وكان مرتابا في بولس هذا .
وإنجيل برنابا يتناسب من ناحية الاعتقاد مع العقيدة الصحيحة في عيسى عليه السلام فهو يؤكد بشرية المسيح وعدم ألوهيته وأيضا فيه التصريح الواضح بالنبي صلى الله عليه وسلم محمد عليه الصلاة والسلام باللفظ الصريح وهو يعتبر أوثق الأناجيل من جهة النقل ولكن لا يعترف به النصارى وهو مترجم إلى العربية ومطبوع منذ سنوات ولا نريد أن نطيل بالحديث عنه..
⚡بقي أن نتساءل أين إنجيل المسيح ؟
روي في بعض الآثار أن الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام لم يسجل أو يكتب وإنما نزل عليه فيما يشبه المرآة فنظر فيه فحفظ تعاليمه وأصبح ينشرها في أتباعه.
📌ننتقل إلى الزبور والزبور أيضا مثل التوراة والإنجيل موجود ولكن لا ندري مدى التحريف الذي وقع فيه وهو عند أهل الكتاب في العهد القديم يعنى ملحق مع الأسفار الخمسة التي ذكرناها ولكن يسمى المزامير . وأكثر سفر المزامير عن داود عليه السلام وهو عبارة عن أناشيد تتضمن دعوات وابتهالات وتضرعات في الأغلبية وينشدونها مع المعازف في الكنيسة .
وقد ثبت في الحديث عن أبي موسي الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمع صوته الجميل الحسن قال له: لقد أتيت مزمارا من مزامير آل داود .
📌وأما صحف إبراهيم وموسى فليس لدينا منها إلا ما روي في حديث ضعيف يتضمن أمثالا وحكما جميلة روي في هذا الحديث أنها هي صحف إبراهيم و موسى .
وأما القرآن الكريم فيكفينا ما درسناه عنه في المدخل للقرآن وعلوم القرآن وهو كما نعرف جميعا آخر الكتب السماوية والكتاب الخالد الذي تكفل الله بحفظه وقد تتضمن كل ما سبقه من الكتب ونسخ ما لم يعد صالحا لتلك الأمة من التشريعات .
هذا الإيمان بالكتب..
📌 ننتقل إلى الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل يدعو إلى حبهم وإلى التعلم منهم والاقتداء بهم حتى إن الله عز وجل أمر رسوله بالاقتداء بهم فقال : ( فبهداهم اقتده)
📌وكما آمنا بالكتب إجمالا نؤمن أيضا بالرسل إجمالا كما قال تعالى : (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله )
فنحن نؤمن بهم إجمالا ما عرفنا منهم ومن لم نعرف كما قال تعالى :(ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك )
والرسل كلهم من الرجال فالرسالة والنبوة من خصائص الرجال كما قال تعالى: ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم )
وهناك قول ضعيف عند من يعتبر أي وحي نبوة فاعتبر وحي الله عز وجل لأم موسى بإرضاعه وإلقائه في اليم ونحو ذلك نبوة وهو قول ضعيف مرجوح لأن الله أوحى إلى النحل وليس ذلك نبوة بلا شك .
والصواب أن النبوة كالرسالة ولم يذكر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم نبية قط ومن سخافة سجاح الكذابة حين ادعت النبوة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا نبي بعدى ) ولم يقل نبية ! وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك إلا لأنه لا رسالة ولا نبوة أصلا في النساء ..
⚪هناك من أهل العلم من يفرق بين الرسالة والنبوة
فيقولون : كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا .
وقالوا : النبي هو من أوحي إليه بوحي ولم يؤمر بتبليغه والرسول هو من أمر بالتبليغ وقال بعضهم : النبي هو من أتى مكملا لشرع سابق والرسول من أتى برسالة مستقلة.
⚡وفي الحقيقة هذه الأقوال ينقض بعضها بعضا والصواب :
💫 أن النبي هو الرسول والرسول هو النبي والفرق إنما هو في اشتقاق التسمية لأن الرسول والنبي وصفان لمن أرسله الله عز وجل وأنبأه بما أرسله به فالنبي من الإنباء والرسول من الإرسال وكلاهما صفتان لا تنفكان عن أحد ممن أوحى الله عز وجل إليه بل لا يعقل أصلا أن يكون هناك أحد أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ؛ إذن لماذا أوحي إليه ؟ ألنفسه ؟ هذا شيء لا يعقل .. فالدين لايأتي لشخص وإنما يأتى للإصلاح ولأمة ولكي يطبق وكيف يوحى إلى شخص بعبادة الله وتوحيد الله ولا يؤمر بإبلاغ ذلك لأهله ومن حوله ؟ هذا من أبطل الباطل بل هو من المحال ! ولا يعرف هذا في تاريخ البشرية ولا في شيء من النصوص الشرعية في حال من الأحوال.
وكل من قيل إنه نبي ولم يصفه أهل العلم بالرسالة قد ثبت أنه أمر بالتبليغ وأنه بلغ الرسالة فكيف يكون هذا ضابطا ؟
وكذلك من قيل إنه مكمل لشريعة سابقة يعني من أتى مكملا لشريعة سابقة قالوا هذا نبي ومن أتى بشريعة جديدة قالوا هذا رسول فهذا أيضا مردود وقد أتي صاحب هذا القول من عدم التتبع لكتاب الله عز وجل التتبع الصحيح يعني أن الله عز وجل ذكر من ذلك النوع إسماعيل عليه السلام فإسماعيل لم يأت بشريعة جديدة وإنما هو مكمل لشريعة إبراهيم عليه السلام ومطبق لما جاء فيها ومع ذلك وصفه الله ليس بالرسالة فقط وإنما وصفه أيضا بالنبوة.
فقال :(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا )..
⚡فإذن القول الصحيح والذي عليه المحققون من أهل العلم أن الرسول نبي والنبي رسول.
⚡الرسل والأنبياء ذكر منهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون رسولا هؤلاء رسل بالاتفاق منهم ثمانية عشر رسولا ذكروا في آية واحدة أو في آيتين وذلك في قوله تعالى : (وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه…. ) إلى آخر الآية.
🔮وهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوط هؤلاء ثمانية عشر رسولا ذكروا في نسق في تلك الآيتين وأما بقية الخمس والعشرين ف سبعة وهم محمد صلى الله عليه وسلم وآدم وهود وصالح وشعيب وإدريس وذو الكفل
هؤلاء ذكروا في آيات أخرى متفرقة .. محمد صلى الله عليه وسلم وآدم وهود وصالح وشعيب وإدريس وذو الكفل عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين..
⚡وأما ذو القرنين والخضر وتبّع عندنا ثلاثة أسماء ذكرت في القرآن واختلف في نبوة هؤلاء الثلاثة ذو القرنين والخضر وتبّع وظاهر القرآن أن ذا القرنين نبي من الأنبياء ذو القرنين الأصح والأقرب أنه نبي من الأنبياء كما قال تعالى (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وءاتيناه من كل شيء سببا ) وفيه (قلنا يا ذا القرنين ) …
… ( والخضر ) .. في سورة الكهف ذهب موسى إليه ليتعلم منه والكلام فيه يطول والقول الأصح والأرجح أنه ليس نبيا وإنما هو ملك من الملائكة .
الصحيح في الخضر أنه ملك من الملائكة وهذا ظاهر في رواية الحديث الذى يقص قصته مع موسى .
وأما تبّع فالله أعلم به لأن الله قال (أهم خير أم قوم تبع ) فيمكن أن يكون ذلك مثل قوله قوم فرعون ويمكن أن يكون مثل قوله قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ولذا فقد روي فيه حديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (لا أدري أتبع كان لعينا أم لا؟ ) هناك اسم أيضا ذكر في القرآن وهو اسم عزير ولا ندري أهو نبي أم لا ؟ فقد قال تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله ) وهل هو صاحب الحمار المذكور بقوله : ( كالذي مر على قرية ) الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه ؟ أيضا الله أعلم في صحة ذلك .
وكما قلنا في كلامنا عن التوراة أنه قيل إن عزيرا هو عزرا الوراق الذي كتب التوراة بعدما فقدت ، فقال أهل العلم لأجل ذلك ادعت اليهود فيه أنه ابن الله لأجل أنه كتب التوراة بعدما فقدت ولم يستطع أحد أن يكتبها غيره
⚡مر حديث ضعيف في عدد الأنبياء وفي التفرقة بين الأنبياء والرسل وهذا هو السبب الأساسي في ذهاب بعض أهل العلم إلى التفرقة بين الرسول والنبي وهذا الحديث رواه الإمام أحمد عن أبي ذر وهو ضعيف وأما الحديث الثابت ففيه أن الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا والأمم سبعون أمه وما من أمة إلا خلا فيها نذير.. ⚡قال تعالى (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )..
والرسل كسائر البشر يأكلون ويشربون ويأتون بلازم ذلك وينكحون ويتناسلون ويمشون في الأسواق ويغضبون ويرضون والأدلة على ذلك ظاهرة يعني لا يصل بنا الغلو في منزلة الرسل فنرفعهم فوق منزلتهم البشرية وإنما قد اصطفاهم الله عز وجل لرسالته وهم أكمل البشر وأفضلهم ومع ذلك لا ينفكون عن البشرية وصفات البشرية وهذه من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الخلق كان يغضب ويرضى ، كان يقول إنما أنا بشر اغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر .
واختلف أهل العلم في عصمة الأنبياء والذي عليه اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الأنبياء معصومون من الكفر أو كبيرة من الكبائر لا يمكن أن يقع نبي في الكفر أو في كبيرة من الكبائر وأما الصغائر فالجمهور على جواز وقوعها وأما الأخطاء فهذه ثبتت بنص القرآن ودلت النصوص على وقوع الخطأ من الأنبياء ولا غضاضة في ذلك ولا يقرون عليها..
⚪وقد ذكر الله عز وجل بعض المواضع في القرآن التي عاتب فيها نبيه وخليله محمداً صلى الله عليه وسلم.. فقال له تعالى : ( عفا الله عنك لم أذنت لهم) عندما أذن للمنافقين وقال له: ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) عندما أخذ الفداء من أسارى بدر وقال له : (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك) عندما حرم عليه العسل أو مارية القبطية حسب روايات النزول وقال له : (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) عندما أعرض عن ابن أم مكتوم وانشغل بالقرشي الذي هو من أشراف قريش .
أما عصمة الأنبياء قبل البعثة ، قبل بعثة الأنبياء ، فلا نطيل بالحديث عنها وهي مختلف فيها اختلافا بينا والمتفق عليه أنهم أي الأنبياء لابد أن يعصموا قبل البعثة مما يشينهم بعدها أو يتنافى مع بعثتهم وذلك مثل الوقوع في الزنا أو الكذب ؛ أن يعرف عنه الكذب قبل البعثة هذا مستحيل ولايمكن أن يكون وكذلك فاحشة الزنا ونحو ذلك .
وفي هذا المجال ؛ مجال عصمة الأنبياء سواء قبل البعثة أو بعدها ، تذكر قصص وأمور لا نطيل بها ولكن نذكرها على سبيل الإجمال ومن أراد التفصيل والاستزادة فيرجع إلى المراجع .
من ذلك
⚪أكل آدم من الشجرة
⚪وضرب موسى عليه السلام للقبطي فقتله.
⚪وقصة يوسف مع امرأة العزيز في قوله تعالى(ولقد همت به وهم بها )
⚪وقصة داود عليه السلام والخصمين لما قال (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة )
⚪وقصة النبي صلى الله عليه وسلم وزواجه من زينب عندما قال الله تعالى عز وجل (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) .
⚡وللسلف في هذه القصص وما شابهها منهج يختلف كثيرا عن الخلف
منهج السلف في تلك القصص فالذي يغلب عليهم إثبات تلك القصص ثم توجيهها التوجيه السليم الذي لا يتنافى مع مقام النبوة ويصح أن يصدر من الأنبياء والرسل فأما الخلف فمنهجهم الرفض التام لتلك القصص وردها جملة وتفصيلا ولا شك أن السلف أعرف بالله ورسله من الخلف..
⚡ من الكتب التي تنظر في تلك المسائل كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية من القدماء وكتاب الرسل والرسالات لعمر الأشقر من المحدثين
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المفاضلة بين الأنبياء فقال : (لا تفضلوني على يونس بن متّى )
يونس عليه السلام ذكره الله عز وجل في كتابه معاتبا له في أكثر من آية جاء ذكر يونس عليه السلام بالعتاب واللوم ومع ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفضلونى على يونس بن متّى..)
📌وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن الناس يبعثون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض فأجد موسى باطشا بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الصور ..)
📌ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المفاضلة بين الأنبياء ولكن جمهور العلماء على تفضيله صلى الله عليه وسلم .
والجمهور على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء لتوافر الأدلة على ذلك ويحملون ما ذكرنا من نهيه صلى الله عليه وسلم عن المفاضلة بين الأنبياء على تواضعه صلى الله عليه وسلم وخشيته من حصول شيء من الشقاق بين المسلمين واليهود كما في سبب ورود هذا الحديث .
وكان سبب ورود حديث النهي عن المفاضلة أن يهوديا حلف لمسلم فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر. فصفعه المسلم صفعة قوية ، وقال له : أتقول ذلك ورسول الله صلي الله عليه وسلم بين أظهرنا ؟ ورفع الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا الحديث..
⚡هناك من الرسل من يسمى أولو العزم من الرسل . بعض أهل العلم قال كل الرسل هم أولو العزم وبعضهم قال بل أولو العزم هم خمسة وهم المذكورون في قوله تعالى: ( وإذ أخذنا من النبين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم)
فأولو العزم من الرسل هؤلاء الخمسة وهم المقصودون في قوله تعالى: (فاصبر فما صبر أولو العزم من الرسل )
⚡والنبوة قد ختمت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده ولا نتعجب إذا كنا ننبه على ذلك لأن هناك من ضل في تلك العقيدة وعقيدة ختم النبوة من عقائد أهل السنة والجماعة وممن فارق ذلك وخالفه القاديانية والبهائية وهما فرقتان كفريتان اشتهرتا ولهم الآن انتشار واسع في باكستان والهند وبريطانيا وعدة أماكن ولا نطيل بالتفصيل فيهم وإنما نحيل من أراد التوسع على كتاب يسمى :
( عقيده ختم النبوة والرسالة المحمدية لأحمد بن سعيد الغامدي)
📌وقد أيد الله سبحانه وتعالى أنبيائه بمعجزات دلالة على صدقهم كما قال صلى الله عليه وسلم وقد مر علينا هذا الحديث في المدخل لعلوم القرآن :
⚡(ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وكان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليه فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة )
📌ومن معجزات موسى عليه السلام وهي كثيرة العصا الذي ألقاها فأصبحت ثعبان مبين ، واليدان عندما أدخل يداه فخرجتا بيضاء ، والجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان ، وكلها آيات جاءت لتحذير قوم فرعون ولم تفلح معهم تلك الآيات
📌 ومن معجزات عيسي عليه السلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص
📌 ومن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم سوى القرآن انشقاق القمر والإسراء وتكثير الطعام ونبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وسجود الشجر له وسلام الحجر عليه .
والمعجزة ؛ معجزة الأنبياء من الأمور الخارقة للعادة .
والخوارق ثلاثة أنواع :
أولها : المعجزة وتكون في النبي أي شخص يدعي النبوة على سبيل التحدي ويتحدى بها غالبا وصاحبها يتصف بصفات طيبة والصدق والعفاف والأخلاق الحسنة ولا يمكن لأحد معارضة هذه الخارقة في العادة.. هذه المعجزة..
⚡وأما الكرامة فتختلف عن المعجزة في أنها تكون لشخص لا يدعي النبوة وإنما هو من أتباع نبي من الأنبياء ولا تكون على سبيل التحدي ، وصاحبها رجل صالح أيضا صادق وعلى خلق حسن ، وتكون غالبا في وقت حاجته إليها ولا نحتاج أن نقول تعارض أو لا تعارض لأنه لا يتحدى بها أصلا..
⚡وأما القسم الثالث من الخوارق فهو السحر ويكون لكافر كذاب أفاك أثيم وتكون بخدمة الشياطين له مقابل عبادته لهم ويمكن معارضة ما أتى به .
معنى المعارضة أن يأتي بذلك غيره أو بأفضل منه
فيمكن معارضة السحر وإبطال السحر بل يمكن تعلمه أيضا واكتسابه ، ويكون في أي وقت حسب الطلب وغالبا يكون ذلك لابتزاز أموال الناس وإدخالهم في الشرك بالله عز وجل . هذا هو السحر .
ويتضح من هذا البيان الفوارق بين كل من المعجزة والكرامة والسحر .
هناك أيضا من الخوارق ما يسمى بالإرهاصة :
والإرهاصات تدخل في المعجزات لأنها تتعلق بالنبوة وتكون الإرهاصة عبارة عن خارق من الخوارق يكون قبل بعثة نبي للدلالة علي بعثته كما ذكرنا في الحديث كما في الإرهاصات التي حدثت عند ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم من طلوع نجم معين ومن إخبار بعض اليهود عن دلائل في مولده صلى الله عليه وسلم فهذه هي الإرهاصات وبذلك يتضح الفارق بين هذه الأربعة
بقي أن نقول : هل المعجزة هي الطريق الوحيد لإثبات النبوة حتى يكون هناك مجال لاختلاطها بالكرامة أو بالسحر عند من لا يميز ؟
يقال : ليست المعجزة عند أهل السنة والجماعة هي الطريق الوحيد لإثبات النبوة وإنما يتم إثبات النبوة بأمور عديدة
وأولها :
📌 النظر في سيرة من يدعي النبوة قبل نبوته أو قبل دعواه وعن الطريق النظر فيها يتبين صدقه من كذبه .
كذلك نجد أن قوله يطابق فعله وفعله يطابق قوله فلا يأمر بشيء ويخالفه ولاينهى عن شيء ويأتيه
كذلك يظهر صدقه على تقاسيم وجهه كما جاء عن عبد الله بن سلام لما رأى النبي صلي الله عليه وسلم وكان يهوديا لم يسلم بعد قال : فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب . فإن الإنسان الصادق تبدو على وجهه علامات صدقه بخلاف الكذاب الخبيث فإنه يبدو على وجهه ما يدل علي باطنه الفاسد
كذلك من علامات النبوة ودلائلها حصول ما أخبر به من مغيبات وصدقها ، إذا أخبر بشيء من المغيبات حدثت كما أخبر وهذا أيضا من دلائل النبوة
من الدلائل أيضا وطرق إثبات النبوة أنه لا يطلب بدعواه النبوة عرض الدنيا الزائل بل على العكس من ذلك يبذل دنيا لأجل دعوته
وأيضا من دلائل إثبات النبوة أو من دلائل النبوة أنه يأتي آمرا بمكارم الأخلاق وناهيا عن سفسافها ومساوئها
وبذلك ينتهي حديثنا عن النبوات و يبقى لدينا الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان نرجئه إلى المحاضرة القادمة إن شاء الله تعالى
ونفتح الباب إذا فيه سؤال او استفسار قبل أن تنتهي المحاضرة…