ما الموقف الصحيح من طالـ.ـبان اليوم ؟؟
لم أكن أريد نشر شيء من جهتي عن هذا الأمر فما قصر الإخوة من علماء ودعاة وطلاب علم ولكن كثرت الأسئلة مما ألزمني بكتابة ما يمكن الإحالة عليه بدلا من التكرار وهذا سؤال جامع مما وردني في ذلك .
قال السائل وفقه الله :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته كيف حالك شيخنا الحبيب
لا يخفى عليك شيخنا الفاضل الأخبار التي نسمعها كل يوم عن طالـ.ـبان و مجريات الأحداث في أفغانستا.ن … لكن يا شيخ أردت أن آخذ رأيكم في بعض الأشياء فأنتم بارك الله فيكم ونفعنا بكم من الذين عندهم علم شرعي وعلم الواقع. فأحببت أن أطرح لكم وجهة نظري والأمور التي أشكلت علي فتنظر فيها شيخنا و ترشدني إلى الصواب و ماتراه صحيحا من الناحية الشرعية بارك الله فيك …
طبعا أنت تعلم ياشيخ ماهي عقيدة طالـ.ـبان فهم على عقيدة الأشعرية كما سمعت لكن لم أتأكد وتعلم أكثر عن المفاوضات التي حدثت في الدوحة و جلوسهم مع أمريكا الأمر مريب بالنسبة لي من عدة جهات لا أعلم أفرح لانتصارهم أم أحزن لما يفعلونه من قتالهم للدولة الإسـ ـلاميـ.ـة الذي يصب في مصلحة أمريكا و التحالف الدولي لن يبذل مجهودا في قتالهم في خراسان بل ترك الأمر لطالـ ـبـان وكيف أمريكا تترك جماعة تسعى لإقامة الشرع و تسير وفق نظام جديد يحارب و يعادي نظامهم العالمي بدون حتى قتال مع أن في الجانب الآخر هنالك جماعة تشبه طا.لبا.ن تسعى لإقامة الشريعة وتطبيقها وقد فعلت فدخلت معهم في صراع وحشي لاستئصالهم وهذا ما يوضح أن دول الغرب لن تسمح لأي فصيل أو جماعة يفكر مجرد التفكير في أن يقيم الدين فهل أمريكا و الغرب أمنوا ط.البان أم هنالك اتفاق بينهم أم أن طا..لبان أصبحت مثل الجماعات الإسلامية التي حادت عن الطريق مثل جماعة الإخـ وان … وما رأيكم في قتال طالب..ان للدولة الإسلا100 .. ومن منهم على حق وأليس قتالهم يصب في مصلحة أمريكا و الغرب … بارك الله فيكم شيخنا أسال الله أن ينفعنا بعلمك .ا.هـ
انتهى سؤال الأخ وهو أجمع ماورد من أسئلة .. والجواب :
قبل أن نأخذ موقفا شرعيا مما حصل لابد من تقرير أمرين :
الأول : هل طالـ.بان مسلمون أم كفار مرتدون ؟؟
الثاني : هل تسلطهم أفضل للمسلمين هناك أم تسلط أمريكا وحكومتها العميلة ؟؟
فإذا حزت على جواب صحيح منضبط شرعا في هاتين النقطتين اتضح لك الموقف الشرعي الصحيح
فبالنسبة للنقطة الأولى : فطالـ.بان جماعة مجاهدة مسلمة باتفاق علماء الأمة وفقهائها ولانعرف عالما واحدا في أي بقعة من بقاع الأرض قال بكفرها أو ردتها وإنما قال بذلك فقط الإخوة في الدولة بناء على أمور وقعت فيها طالـ.بان اعتبروها مكفرة ثم لم يعذروهم في الوقوع فيها وأجج ذلك الأمر القتال الذي يدور بينهما .. ونحن نقول : إن التكفير والحكم بالردة حكم شرعي مرجعه الوحيد العلماء وليس للمجاهدين فيه نصيب إلا أن يستندوا لعالم فيهم يعرف بعلمه وفضله وسبقه فهنا تصبح المسألة خلافية وينظر في قول الراجح وغالبا ما يكون الراجح هو قول جمهور العلماء ..
وما وقعت فيه طالـ.بان مما اعتبر مكفرا يدور بين أمور ليست مكفرة أصلا وقد أخطأ في اعتبارها الإخوة مكفرة كعدم تكفيرهم للأنظمة الحالية مثلا واجتماعاتهم مع الطواغيت وعقد الاتفاقيات معهم ، أو أنها أقوال احتوت كفرا في الظاهر ولم تطبق قيلت للكفار أو أذنابهم لانتزاع مصالح ومنافع ودرء مفاسد عظيمة ومنها تشجيعهم على الانسحاب وتسليم البلاد ولم يتم تطبيق شيء منها بعد وهذه المجال فيها واسع ، وينظر ما كتبناه في مبحث الضرورة والمصلحة في كتاب التحاكم للمحاكم الوضعية في الموقع الرسمي فهو مهم في بابه .. ومنها ماهو داخل تحت عذر التأول وإن اختلف في اعتبار هذا التأول أو مبني على أمر مختلف فيه كتكفير الروافض وكيفية التعامل معهم مما له سلف على مر عصور الإسلام ولم يكفر أحد من العلماء من تساهل في ذلك ..
وأما كون طالـ.بان أشاعرة أو ماتوريدية أحناف على الأصح فهذا لاشك أنه الغالب وإن كان فيهم السلفي غير المتعصب للمذهب وهذا لم يختلف بين طالبـ.ان اليوم وطالـ.بان الملا عمر والماتوريدية الأحناف مسلمون بالإجماع ولايقول بغير ذلك إلا الغلاة الجهلة ممن لايلتفت لهم أصلا ..
وأما دعاوى الأفيون ونحو ذلك من الترهات فلا ينظر فيها وهم يدفعون ذلك تماما وفي عهدهم تم تنظيف البلاد من هذا البلاء وإن كان هناك شيء يتعلق ببيع ذلك للكفار فقط فتلك مسألة منظورة فقهيا ليس هذا مجالها .
وأما قتالهم للدولة فلاشك أنه خطأ عظيم وفتنة وبلاء لعب فيه الغرب وذيوله لعبتهم وأساسه اتهام الإخوة بأنهم خوارج وهذا كما قلنا مرارا إن لم يكن تكفيرا صريحا فهو تكفير مبطن ودعوة للقتل والإبادة ثم حصول التكفير من جهة الإخوة لهم وكل يدعي أن البادئ بالقتال الطرف الآخر ويكفي في تلك المسألة ما بيناه مفصلا في المناظرة وهي موجودة في الموقع الرسمي .. وقطعا هذا القتال من الطرفين لا يصب إلا في مصلحة أعداء الملة ولذا دعونا الطرفين وكل المجاهدين إلى عدم توجيه سهامهم إلا للعدو المشترك .
إذن وبناء على ما تقدم فهم مسلمون استطاعوا بعد حرب دامية دامت عشرين عاما يرفعون فيها شعار الجـ.هاد في سبيل الله بذلوا فيها الأنفس والأموال أن يجعلوا المحتل الغاصب ومن أتوا به على ظهر دبابتهم المغادرة المهينة والانقلاب خاسئين معترفين بالهزيمة ..
هذا الوضع بغض النظر عن الطريقة التي تم بها وهل في ذلك ضمانات أو أمور من تحت الطاولة لايغير في الواقع شيئا طالما قررنا أنهم مسلمون .. وهذا لاشك أمر مفرح يسر كل مسلم عاقل ..
وأما النقطة الثانية فلايوجد عاقل يقول إن بقاء المحتل الأمريكي وحكومته العميلة فيه خير للمسلمين عن استيلاء الطالـ.بان على زمام الأمور ، وقد سبق حكم الطالـ.بان وظهرت الخيرية فيه ، وتوجد بوادر الخير أيضا في التصريحات والتنفيذات التي بدأت بها حاليا ..
ولا نتعرض هنا للخصومة بينها وبين الدولة فكما قدمنا العمليات بينهما مستمرة وفقط منذ أربعة أيام استهدفت الدولة عنصرا من الطالـ.بان بمنطقة (خوجياني) في (ننجرهار) بسلاح مسدس وهذا يتكرر بكثرة مع التنصيص على ردتهم فلايستغرب استهداف الطالـ.بان لهم فلازالت الفتنة قائمة نسأل الله تعالى أن يوفق الطرفين لوضع السلاح بينهما .
إذن وحسب الأصول المجمع عليها بين المسلمين فيجب الفرح بدفع المفسدة الأعظم مهما وجدت مفسدة ..
وأما كيف تسمح أمريكا والغرب بقيام تلك الإمارة إن كانت على خير ولماذا لم تسمح للدولة المشابهة بذلك فالجواب لايخفى على المتأمل ..
الموقع الجغرافي مختلف … والقوة الضاربة مختلفة … وتصريحات الفريقين مختلفة … ومدة القتال مختلفة … والتنازلات مختلفة
فجبال أفغانـ.ستان عصية على كل محتل وهي وسيلة دفاع قوية على أعتى أنواع القصف
ورجال الأفغان بالملايين ويقاتلون دفاعا عن دينهم وأرضهم وعرضهم بتعصب شديد وهم هم نفس حاضنتهم
وهم يحاربون محتلا يصرحون بإخراجهم له فقط من أرضهم ولايتوعدونه خارجها ولا يعلنون خلافة ولايخرجون عن حدود النظام الدولي سياسة ونظرة لاستضاعف وقتي
وقد مكثوا عشرين سنة حتى ركع لهم المحتل بعدما استنفذ كل الطرق والأساليب وأيس من الاستمرارية
وقد تنازلوا عن أمور لم يتنازل عنها الطرف الآخر فعندهم مرونة سياسية وترخص ليس موجودا عند الطرف الآخر ..
والخلاصة : فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء
والحمد لله رب العالمين