إياكم أن تضعوا الكرسف في آذانكم !!
يقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم أوثق عرى اﻹيمان الحب في الله والبغض في الله ويقول من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فقد استكمل اﻹيمان وأعمال القلوب أهم وأرفع من أعمال الأبدان بل هي أساسها وعلاج الجهل هو سؤال العلماء أو طلب العلم بالمنهج الصحيح الذي يتربى الجاهل فيه على صغار العلم قبل كباره والجاهل لا يعتقد ولا يعمل حتى يعلم وبالأولى لايناقش إطلاقا ولا يتخذ قرارا إطلاقا إلا بسؤال العالم وكثير من الناس بل أكثرهم طبعا جهلة عوام لكن منهم من يجهل حقيقته وإن ادعاها بلسانه فهو يقول أنا جاهل أو عامي ولكنه يتعامل تعامل العالم وهذا من أسوأ أمراض القلوب فهو يخفي في طياته كبرا وعجبا وينذر بأن يبقى الشخص على ضلال مبين لا يعرف طريقا للحق ومن ضعف العقل وقلة الفهم والتوفيق أن يحرم الشخص نفسه من المعرفة بأي عذر يقذفه الشيطان في نفسه فقديما طلبت قريش من ضماد أن يضع الكرسف في أذنيه حتى لايسحره محمد صلى الله عليه وسلم بكلامه فكان من توفيق الله له أن وثق بعقله وظهر له سفاهة منهج المحذرين وضعف حجتهم لأنهم لو كان لهم حجة لقارعوا القول بمثله لا بالمنع من سماعه ولنتخيل شخصا مشركا بالله يدعو غيره ويعبد سواه فتحرص مجموعة على تبصيره بجمال التوحيد وقبح الشرك وسفه أصحابه فإذا به يفارقهم معتذرا بجهله وأنه لم ير أنه يستفيد منهم فأي حمق هذا ؟؟ ولازالت هذه حجة الضعفاء السفهاء ينصحون أصحابهم بعدم الاستماع لدعاة الحق وكثيرا مايلبسون عليهم بأنهم أهل بدع وعليهم أن يحذروا مجالسهم والاستماع لهم حتى لايلقوا في نفوسهم الشبه ويلبسوا عليهم فيبقى الشخص أعمى يقوده أعمى مثله وفي زماننا أعتقد اعتقادا جازما أن من لايتصفح النت ويقرأ للجميع أو يبصره من يفعل ذلك فهو كالميت ولن يعرف الحق مهما فعل فالله الله في إيمانكم لا يفسده عليكم الجهل بالواقع الذي نعيشه فتنصرون أعداء الله وتحبونهم وتدعمونهم وتدافعون عنهم وتحاربون أولياء الله وتخذلونهم وتسلمونهم وهم في أمس الحاجة لنصرتكم ثقوا بعلمائكم الذين لايتسولون على أبواب السلاطين ولا يقتاتون من فتات موائدهم وكونوا وراءهم وإن زج بهم في غياهب السجون فهم أهل الحق لا من زكم أنوفهم رائحة البخور وتخمهم دسم الطعوم وأضعف رجولتهم مساحيق تجميل كواليس القنوات الفضائية
لتحميل المقال pdf اضغط هنا