المغردون خارج السرب !
بين الفينة والأخرى دأب أحد الشباب على إرسال منشور لشخص متعالم يقحم نفسه كثيرا فيما هو في غنى عنه .. وقد نهيته عن تكرار ذلك لأنه يصيبني بالغثيان حتى كان آخر ما أرسله لي قصاصة تدل على سذاجة في الطرح وبعد شديد عن التفكير الشمولي في أمة الإسلام ..إذ يريد الكاتب بطفولية متناهية شطب جماعات العمل الدعوي وحصر خدمة الإسلام في طرف يسير من مجهودات السلفية العلمية لو صح هذا التعبير لأن جل من يدعي ذلك ومنهم صاحب المنشور مستواهم لايؤهلهم للنظر في الصحيح والضعيف ومعرفة السنة من البدعة ولكنها مراهقة علمية في الواقع
كما أنه خلط بين جماعات دعوية وبين فرق عقدية وأنى يجتمعان ولكنها الضحالة العلمية ! وحتى عندما تكلم عن الأشاعرة حصر حديثه عنهم في جملة قد قرأت شرح النووي لمسلم كاملا قبل أكثر من خمس وأربعين سنة فلم يمر علي كلمة منها !
وعلى الرغم من تحذيري للشاب فقد بقي الأمر في نفسي مع ماكنت أعاني منه من مرض حتى نشطت اليوم للتنبيه على خطورة ذلك المسلك ..
لايوجد جماعة دعوية على كل مالديها من تقصير ومخالفات إلا ولها دور عظيم في نصرة هذا الدين ونفع المسلمين من جانب أو آخر فإياك إياك أن تكون بطالا دورك هو الإسقاط والطعن وسلوك مسلك الذباب .. واجتهد أن تستفيد من كل جماعة ما برزت فيه وخذ مالديها من خير واترك ماينصحك العلماء بتركه من شر ..
وإن جماعة التبليغ التي أزرى بها جماعة عريقة نفع الله بها المسلمين نفعا عظيما ولها فقهها الذي توصل إليه دعاتها والمبني على نظرة دقيقة للوصول لهدف سام لايعنينا يعجبك ذلك أم لا يعجبك وقد استقام بفضل جهودها الملايين وتخرج من تحت عباءتها كثير من العلماء والمصلحين وخيار المجاهدين ..
جماعة الإخوان التي لاينفك أحد من المنتمين لتيار الكاتب يحملها مصائب المجرة وثقب الأوزون والاحتباس الحراري .. جل علماء الأمة وخيارها هم حسنة من حسناتها بل ألد أعدائها كان يوما ما عضوا تحت توجيهات قياداتها ..
الأشاعرة الذين مسحهم الكاتب هم من هيأهم الله للدفاع عن عقيدة أهل الإسلام ضد المعتزلة والفلاسفة وأهل الزيغ والإلحاد وشهد بفضلهم في هذا الجانب القاصي والداني وعلى رأس هؤلاء إمام السلفية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
في حين أن من امتدحهم الكاتب يوجد بكثير من المنتسبين لهم من الأمراض والبعد عن المنهج القويم ما الله به عليم في عقيدتهم وفي فقههم وفي حملهم هم الأمة وفي دورهم في نصرة هذا الدين ..ليل نهار أحدهم الطعن في العاملين والحط على المجاهدين وإدخال السرور على أعداء الملة والتمسح بمناديل استنجاء الطواغيت ..فأي خير في هؤلاء ؟
فاحذر بني المسلم المحب لدينك ممن يمزق أمتك ..اعرف الحق واجتهد في تحصيل ضالتك عند كل مسلم بل حتى لو وجدت الخير عند الكافر فلا تجعله يستأثر به دونك ..ولكن أخوك المسلم هو أخوك شئت أم أبيت له من الولاية والنصرة والمحبة بقدر مالديه من خير
وخير الكلام ماقل ودل