خواطر مع الواقع 11
مقتل حسن نصر اللات والظاهرية الجدد
الكثير يعتبرونني من أهل الظاهر بل من المبرزين في ذلك في عصرنا لشدة حبي لابن حزم واهتمامي بتراث أهل الظاهر على الرغم من دراستنا الحنبلية وقد كنت على وشك إنجاز مؤلف عن طبقات أهل الظاهر وبدأت جمع مادته ولكن لم يتسن لي إتمامه وقد أخبرت به شيخنا ومجيزنا ومجازنا وشريكنا في عدة أعمال علمية العلامة أبو عبد الرحمن الظاهري النجدي ووجدته محبا لذلك وراغبا في مثل هذا العمل وأظنه كانت عنده نفس الفكرة ..
نترك الإسهاب في هذه المقدمة التي قدمنا بها حتى لايظن ظان أن العنوان أريد به الطعن في أهل الظاهر وإنما المراد أن أهل الظاهر قد وقعت لهم أخطاء عجيبة بسبب حبهم للتمسك بالنصوص الشرعية وهم من أسعد الناس بذلك .
اليوم يطل علينا إخوة في العقيدة يسلكون نفس هذا المسلك ويبدؤون في حشد النقول والاستدلالات على مشروعية الفرح بمقتل الكافر أو المبتدع المغالي أو العدو الأزلي ونحو ذلك ثم ينزلون هذه النصوص على مقتل زعيم حزب اللات ..
وهذا منهج ظاهري قح ! بل ظاهرية دون فقه !
فليس كل مقام يحتمل المقال الذي جاء في سياق آخر أو في عدم سياق !
نحن اليوم لا نتكلم عن حكم هلاك قاتل أو مبتدع زائغ أو مرتد أو ..الخ المنظومة وإنما نتكلم عن مقتل رجل ينتسب للإسلام ويرفع راية مناصرة إخواننا في غزة ويدعمهم فعلا بالمقال والفعال وصمد في وجه الصائل الحالي الذي يصول ويجول على إخواننا في غزة العزة ويسوم أهلها سوء العذاب وقد تحالف معه إخواننا هناك حيث تخلى عنهم القريب والبعيد ..
وبغض النظر عن تاريخه الأسود وعقيدته الفاسدة وعن صحة هذا التحالف وعدمه نقول :
مقتله فرح عارم للعدو الصائل حاليا وهو في نظره تمهيد لاجتياح شامل لبلد من بلاد المسلمين جديد ..فهل يظن هؤلاء الظاهرية الجدد أن الجيش اللبناني هو من سيدافع عن لبنان ؟ أو أن لبنان مابيركع بصوت السنيورة ؟؟
مقتله فرح عارم للعدو الصائل حاليا وهو في نظره كسر كبير للداعم المباشر لغزة والمجاهدين هناك وهو تمهيد لضعف جبهتهم وانهيار مقاومتهم
مقتله حزن عميق لإخواننا المجاهدين في غزة إذ فقدوا حليفا لهم استفادوا منه ولازالوا مهما كانت نيته ومقصده فلكل حادث حديث ..
من الذي يفرح بمقتله اليوم مشاركا الصهاينة ؟ طواغيت العرب !
فلماذا أيها الظاهري تظهر اليوم مافي نفسك فتوافق هؤلاء السفلة .. اكتم فرحتك على الأقل حتى تتأكد أن الله أبدل إخوانك حليفا أقوى وأسلم دينا وأقل إجراما
ولماذا أيها المكلوم مما فعله هذا المجرم فيك وفي أهلك تظهر تلك الشماتة اليوم ..اكتمها طالما إخوانك المتألمون لمقتله هم مكلومون مثلك من قتلة هذا الرجل وقد كان عونا لهم عليهم .
والله المستعان .. وخير الكلام ماقل ودل ..
ومن أفضل المحللين لتلك المسألة وهو من نصحنا بمتابعة قناته لأنه متميز ويصيب غالبا في تحليلاته ونظرته السياسية العسكرية الشرعية الأخ أبو عبيدة النقادي نفع الله به .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين