الرقم: 000134 التاريخ: 23 محرم 25
السؤال: – هناك بعض الأخوة في هولندا يحافظون على الصلوات ولكنهم لا يصلون في الجماعات ولا غيرها من الصلوات ويقولون نحن لا نصلي وراء أي إمام لا نعرف سيرته الذاتية فلا نصلي خلف أي واحد فهل هذا له أصل؟
– أنا أريد أن أقول أنه خطأ أن أصلي وراء أي مسلم بمجرد أنه مسلم؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
– هذا لا يجوز وهذا من البدع التي لا أصل لها في شريعة الله عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسلمين في ذلك ولو كان كذلك فقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تصلوا خلف إلا من تعرفونه وتعرفون سيرته أو نحو ذلك وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بقوله: فليؤمكم أكبركم أو ليؤمكم أحدكما أو نحو ذلك مما ورد في الأحاديث التي فيها أحكام الإمامة في الصلوات وكان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم أي مسلم يصلي حتى الصغير يصلي أماما في الناس إذا كان أحفظ منهم لكتاب الله فكانوا يقدمونه فأي سيرة ذاتية تؤخذ لصغير.
وخلاصة الأمر أن الذي عليه علماء الأمة ودرجت عليه العصور السالفة إلى زماننا الآن أن الصلاة خلف المسلم واجبة على من سمع النداء على القول الراجح ومشروعة ومن منهج أهل السنة والجماعة الصلاة خلف البر والفاجر والنبي صلى الله عليه وسلم قال:” يصلون لكم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم ” فالنبي صلى الله عليه وسلم أقر بإمامة الذي يسيء فقال: ” وإن أساءوا فلكم وعليهم ” وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الحكام الذين يخالفون شريعة الله عز وجل وبقي فيهم أنهم يقيمون الصلاة قال: لا. ما أقاموا فيكم الصلاة. أو ما صلوا. فإن كان الإمام فاجرا في نفسه كما دل على ذلك الحديث ولكنه يقيم الصلاة فإن الصلاة خلفه هو منهج أهل السنة والجماعة وهو الذي دل عليه الحديث وكما قلت تعرفون أن الأمة افترقت عدة فرق والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة الذين كانوا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي سلفنا الصالح فهؤلاء عقيدتهم وهذا من ضمن أمور العقيدة الصلاة خلف البر والفاجر والجهاد تحت راية البر والفاجر هذا من عقيدة المسلمين.
– إذا قلت هذا فقد خطأت النبي صلى الله عليه وسلم فأولا كل إنسان مخطئ لا يوجد بشر يخطئ ولا يوجد أحد معصوم والنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو خير الأنبياء قد صلى وراء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو خير الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه غير معصوم ومع ذلك صلى خلفه النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك صلى الله عليه وسلم صلى وراء عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف لا شك أنه في منزلة عالية من الصدق والأمانة والعدالة ولكنه غير معصوم أيضا والنبي صلى الله عليه وسلم أقر صلاة الصحابة بعضهم وراء بعض وأقر صلاة طفل بهم وأقر كل صلاة إمام كان في عهدهم من غير تحري عن سيرته وفيما كان يفعل حتى إن الجماعات كانت تقام في المدينة قبل مجيئه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فهذا الكلام لا يقوله إلا المبتدعة الضالين أما أهل السنة والجماعة فإنهم يرون الصلاة وراء كل بر وفاجر ولم يخالف في ذلك إلا الكفرة الاثنى عشرية الإمامية فهؤلاء لا يرون الصلاة إلا وراء إمام الزمان ثم نقصوا على أعقابهم ونكسوا رؤوسهم خلف أي إمام من باب التقية والنفاق الذي تربوا عليه ودرجوا عليه ورضعوه من أئمة الكفر والضلال الذين يعلمونهم هذا الفجور.
والله تعالى أعلم.