الرقم : 001002 التاريخ : 2 ذي القعدة 1424هـ
السؤال :
قضية المقام في بلاد المشركين بالنسبة لمن يستطيع الهجرة إلى بلاد الإسلام أو أن يعود إلى بلده وهل تنطبق عليهم الآية ] إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً [ الآية (النساء:97)
لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الجواب أن هذه المسألة قد تكرر الحديث فيها والأخ يقول يريد شيئا من التفصيل وفي الحقيقة الكلام فيها كما ذكرت كلام واضح ولا اختلاف فيه بين أهل العلم إلا أن الأمر فيه مشقة لكثير من الإخوة والأخوات الذين اعتادوا العيش في هذه البلاد وتأقلموا بالمقام فيها فنقول لهم وقد ذكرت ذلك كثيرا أولا بالنسبة للحكم طالما أن الشخص يقدر على الهجرة ولا يهاجر فهو آثم بالإقامة في هذه البلاد لأن النبي r صرح بذلك وبينه وقال : ” أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين لا تتراءى نارهما ” يعني لا بد من المفاصلة والتباين بين دار الإسلام ودار الكفر كذلك روي عن النبي r أنه قال : ” من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله ” وهذه معناها مقارب للحديث الأول وإن كانت أشد أيضا الله سبحانه وتعالى عندما يقول : ] إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم … [ العلماء الذين فسروا هذه الآية من السلف والخلف قالوا : التعبير بالظلم هنا للنفس هو بالمقام بين المشركين فالمسلم يجب عليه أن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، والنبي r يقول : ” لا تنقطع الهجرة ما لم تنقطع التوبة ” فطالما أن هناك كفر وإسلام لا بد من الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام والإقامة بين المشركين تجعل المسلم يقع في مخالفات شرعية كثيرة وتكلمنا عن كثير من هذه المخالفات الشرعية يكفي بمخالفة واحدة وهي الرضا بالحكم بالكفر أن يحكمه الكافر وأن تكون الكلمة للكافر والسلطة للكافر فإن القوانين الدولية التي يقر بها كل من وطأ أرضا هو تحت حكمها أنه يرضى بهذا الحكم الذي يحكمه في هذه البلاد والذي يرضى بالعيش في هذه البلاد إنما رضي صراحة بأن يكون الحاكم له الكفر وهذا لا يجوز للمسلم باختياره أبدا ثم قضايا المخالفات الشرعية الأخرى من أجل هذا العلماء ذكروا آية : ] وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم [ ذكروا هذه الآية أيضا في الأدلة على وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام فطالما أن المسلم يستطيع أن يهاجر فلا يجوز له أبدا أن يمكث في هذه البلاد ، وأيضا إننا في هذه الآونة أصبح أمر الهجرة أيضا مصلحة دنيوية لأن الذي يقيم هناك الآن والعالم في حرب بين الإسلام وبين الكفر إنما يعرض نفسه لجميع أنواع المخاطر فهو أولا يعتبر داخل في الهدف الذي يستهدفه الكفار الذين يقومون بحرب في هذه البلاد وعمموا ذلك وأخبروا بأنهم سوف يوقعون بهؤلاء الخسائر ، فالذي يقيم بينهم يتعرض بالوقوع في نفس المصير ، الأمر الثاني وهو أن هؤلاء قد كشروا عن أنيابهم وظهر منهم كثير مما يخفون من البغض فهو متعرض لأن يقبض عليه وأن يضيق عليه وقد يقتل وقد حصل كثير من ذلك لجماعة من الإخوة الذين يعيشون في هذه البلاد فهذه نقاط تعتبر دنيوية بغض النظر عن النصوص التي ذكرناها والحكم الشرعي فلأجل هذا نصيحتي لإخواني الذي يستطيع أن يهاجر فليعجل وأسأل الله أن يجعل له فرجا ومخرجا .
والله تعالى أعلم .