الرقم : 001044 التاريخ : 5 ذي القعدة 1424 هـ
السؤال : : ما الموقف الشرعي تجاه ولاة الأمر خاصة في هذا العصر هل نطيعهم بالمعروف أم نخرج عليهم وهل من نصيحة لهؤلاء الذين يفجرون ويقتلون الأبرياء ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولاً : طاعة ولي الأمر هذه من أكد الأمور التي حثه عليها الشريعة فلا يصلح الناس من غير ولاة أمورهم فإذا لم يكون ولي الأمر تكون الأمور فوضي ، فلا شك أن طاعة ولي الأمر واجبه والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ) وقال ( عليكم بالسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي ) فهذا يدلل على الطاعة حتى وان كانت الولاية حصلت قصراً على الناس فإن العبد الحبشي لا يولي على المسلمين ولكن إذا كان ولي الأمر فقد ملك هذه الولاية وتسلط على الناس فطاعته له واجبة ، ولكن هذه الطاعة لا تكون إلا بالمعروف ، ولا تكون إلا لولي الأمر الشرعي الذي يوافق الشرع . أما إذا كان ولي الأمر قد خرج عن دين الله وارتكب الكفر البواح فلا طاعة له فيجوز الخروج عليه . بل يجب إن تمكن المسلمون من ذلك ، وليس كل ولي أمر تجب طاعته وليس كل ولي أمر يجوز الخروج عليه ، وإنما يرجع إلى أهل العلم حيث يعرض عليهم حال ولي معين وتدرس حاله فإن كان الموقف الشرعي ظهر منه الكفر البواح فإنه يخرج عليه إن كانت الظروف تسمح بذلك وقد تهيئة الأمة لذلك ، أما إذا ثبت كفره الكفر البواح وليس في مقدور الأمة الخروج عليه ويترتب على الخروج عليه مفاسد أعظم من بقائه فإن الأمة تصبر حتى تتمكن من ذلك . أما القول بالذين يفجرون الأبرياء فلا شك أن قتل الأبرياء من أكبر المنكر وأعظم الحرمات . وكثير مما يذكر مشكوك فيه ويقولوا أن الذين يقومون بذلك الموساد وأمريكا عليها لعنة الله لإفساد العلاقات بين المسلمين وهذه الأمور يصعب الحكم الشرعي فيها لأن الأعلام يصعب معرفة الحق فيه . ويبقى المسلم على الحكم الشرعي العام،ولا يوجد أحد يقول بجواز قتل المسلم أو المعاهد أو الأطفال والنساء. والخلاف يكمن بما يقال وما هو واقع وما فيه من مخادعة والذين يحكمون هم العلماء المطلعون وهم الأمناء على هذه الآمة . وإذا سئل هيئة كبار العلماء فإنما هم يدرسوا الأمر ويطلعون عليه مباشرة ويحكمون بما يأمر به الله وحسابهم على الله تعالي .
والله تعالى أعلم .