الرقم : 001258 التاريخ : 14 – 1423
السؤال : إن الله سبحانه وتعالى يغفر بعض أنواع الشرك بدليل حديث الرجل الذي أوصى بإحراق جسمه بعد وفاته ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن هذا الاستدلال خاطئ :
فأولاً : الحديث الذي ذكره لا حجة فيه في هذه المسألة ؛ فإنه لا يدخل في أنواع الشرك وإنما يدخل في أنواع الجهل بالله سبحانه وتعالى وصفاته ، وهذا كان فيمن كان قبلنا ، وقد فصل أهل العلم الكلام في هذا الحديث وحملوه على محامل لا تتعارض مع ديننا . وإن كان الرجل فيمن كان قبلنا فإنهم قالوا : إنه كان في هذه الحال وفي هذه الأمة يكفيه أصل التوحيد ، وهو إيمانه بالله سبحانه وتعالى وإن كان يجهل بعضاً من صفاته وعظيم قدرته على جمع البدن وإعادته كما كان . والحديث مشهور وهو أن الرجل من خشيته من الله سبحانه وتعالى ، أمر أبناءه أنه إذا مات أن يحرقوا جسده فيذروه في ريح عاصف في يوم فيه ريح عاصف وأن يلقوا نصف رماده في البر والنصف الآخر في البحر ، حسب الروايات التي وردت لهذا الحديث ، ثم أمر الله سبحانه وتعالى الأرض أن تجمع ما فيها والبحر أن يجمع ما فيه ثم قال : له ما حملك على ذلك ؟ فقال : خشيتك يا رب ، فغفر له . فكما قلت : هذا محمول على أنه في هذا الوقت يكفي أصل الإيمان بالنسبة لهذا الرجل ويكفي أصل التوحيد .
الأمر الثاني : أن الرجل كان جاهلاً ، والجهل له مداخله . فلو كان الأخ احتج بأن هذا الحديث يدلل على العذر بالجهل في بعض صفات الله سبحانه وتعالى لكان الاحتجاج ذا وجهة ، أما احتجاجه به على مغفرة الشرك أو بعض أنواع الشرك هذا استدلال في غير محله ،
والله تعالى أعلم .