الرقم : 001262 التاريخ : 14 – 1423
السؤال : هناك نصوص تدلل على ما ذكر من أن الجنة تكون للناس لمن فيها أبداً وأن النار تكون لمن فيها أبداً وذكر حديث أنكم تموتون كما تنامون وتبعثون كما تستيقظون والذي نفسي بيده إن الجنة أبداً والنار أبداً.
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا الحديث معناه صحيح وهو حديث حسن ، واللفظ الذي ذكره يتعلق أيضا بالحديث الثاني الذي ذكره وهو أنه يؤتى بالموت بين الجنة والنار فيذبح وهو في هيئة كبش أملح ، فيقال : يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود بلا موت ، وهو حديث في الصحيح . ولكن هذه الأحاديث وغيرها لا تدلل على عدم خروج أهل التوحيد من النار ، وإنما أحاديث خروج أهل التوحيد من النار أكثر وأصح ، والمعنى الذي فيها لا يختلف عن هذا المعنى ؛ فإن الكبش إذا جيء به بين الجنة والنار ـ وهو الموت ـ فيذبح ، فإنما هو بعد خروج من يخرج من النار إلى الجنة ، ويستقر أهل النار فيها ، ويستقر أهل الجنة فيها ، وحينئذ يؤتى بالموت فيذبح ويقال : خلود بلا موت لكلا الطرفين ، فهذا الحديث لا ينفي خروج أهل التوحيد من النار .
أيضاً : كلمة الأبدية وكلمة الخلود كما ذكر الأخ في قوله تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ) فالخلود هنا هو المكث الطويل كما في لغة العرب وكما ورد في القرآن و السنة في مواضع عديدة ، فإن كلمة الخلود لا تعني عدم الخروج وإنما تعني المكث الطويل . والمكث الطويل لا يتنافى مع ما يحصل في النهاية من خروج الموحدين من النار فيدخلون الجنة ، والله سبحانه وتعالى ذكر ذلك في كتابه وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة تصل إلى حد التواتر ؛ فإن الشفاعة وخروج أهل الإسلام من النار أمر متواتر وهو عقيدة أهل السنة والجماعة ،
والله تعالى أعلم .