حاتم العوني والصحوة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فقد أرسل لي الأخ الكريم مصطفى الشرقاوي رابطا لمقال للدكتور حاتم العوني يتبرأ فيه من الصحوة وأطلعني كذلك على تعقيب له على هذا المقال على اليوتيوب طالبا مني إبداء وجهة نظري حول الموضوع .
وقد كان تعقيب أخي مصطفى موفقا سديدا ولي وقفات أضيفها وإن كان الأمر كما قال القائل لاعطر بعد عروس فأقول مستعينا بالله
لست من المتابعين لمايسطره الدكتور من مؤلفات أو منشورات فقد استقر عندي أن منهجه غير منضبط وهذه اول الوقفات فالدكتور أحيانا يدعي السلفية فلاتلبث أن تتكشف لك ميوله للتصوف بل للتشيع وللأسف لم ينفعه علم الحديث ليسلم من الثناء على رأس من رؤوس المتنزندقين أصحاب الجهل المركب أمثال المدعو عدنان إبراهيم الرافضي الخبيث
الثانية مصطلح الصحوة مصطلح فضفاض مثله مثل الإرهاب يلج منه كل صاحب مآرب كما سيتبين قريبا
الثالثة الدكتور مثل كثيرين ممن ينتسبون لأهل البيت ليست مشكلته مع الصحوة فالصحوة المزعومة ليست معنية بقضية الولاء والبراء والتكفير كما زعم الدكتور وإنما كانت تأثيرا على الشباب للاهتمام بالدعوة والأنشطة المتعلقة بها والأناشيد الحماسية والإقبال على طلب العلم وحضور المحاضرات وهذه الأمور لاتتعارض مع ماينتهجه الدكتور بل هو كان على علاقات وطيدة مع عرابي تلك الصحوة المزعومة وله أنشطة على قنواتهم فلايمكنه التنصل منها ومنهم وإنما مشكلة الدكتور وكما قلت وكثير من المنتسبين لآل البيت مع الدعوة الوهابية ومناصريها من آل سعود وعليها قامت دولتهم فهو في الحقيقة هروب لنغمة يمكن تسويقها فسوقها اليوم رائجة وهؤلاء أصلا سبق في نشأتهم تمييع الولاء والبراء وتمييع التكفير بحق لأنه يتصادم مع تبجيل غلاة التصوف وأهل الرفض لهم
وياليت يادكتور لاتلقب نفسك بالشريف فهي كما ذكر بعض الباحثين من بدع العبيديين الروافض ولو اقتصرت على ذكر نسبك في نهاية اسمك كالهاشمي ونحوه لكان أبرك لك
الرابعة وهي مربط الفرس وقد تساءل عنها الدكتور نفسه في مقاله المشئوم وهو لماذا كتب هذا المقال .. الحقيقة أن كتابة هذا المقال إنما هي مهر بغي وعربون ربا وخطب ود للورع المتعاطي نطفة السوء سيرا على طريق من سبقه كعايض القرني والكلباني ونحوهما ممن نافقوا ليسلموا وهم في غيهم هذا سادرون منذ زمن ويركزون على تشريع الانحلال بطريقة خبيثة لن تنفعهم في الدنيا ولن تبرئ ذممهم في الآخرة فيبحثون عن الساقطة واللاقطة لإباحة الغناء ولحلق اللحية ونحو ذلك وكأن الإسلام ليس فيه إلا هذه الفروع
وخامسا وأخيرا ليت الدكتور كما أشار الأخ مصطفى انشغل بما ينفع الناس من دعوة وتعليم ولو أراد الإصلاح كما يزعم زورا وبهتانا أنه إصلاحي لتكلم عن الفساد المستشري في بلاد الحرمين المهلكة السعودية فهي غارقة حتى الثمالة في الفساد الأخلاقي والمالي والإداري والاقتصادي والتعليمي والعسكري وهلم جرا ولاشك انه لن يجرؤ وهو أصلا من الشلة نفسها المرضي عنها بدليل تعيينه في مجلس الشوربة الذين لايتعدون البصمجية على ما يقرره ولاة الخمر .
فإذ لم يتمكن من الحديث عن الفساد الداخلي خوفا من السجن أو المنشار فليتحدث عما يعانيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها فلقد بحثت في صفحته عن شيء من التفاعل مع المستضعفين من المؤمنين كحال تركستان أو كشمير او بورما او غيرها فما وجدت له ركزا اللهم إلا فرحا يوافق فيه فرح كفار العالم قاطبة وأذنابهم
فلادعوة دعوت ولا علما نشرت ولا فسادا أنكرت ولا مستضعفا نصرت ولا أمسكت لسانك ووسعك بيتك وبكيت على خطيئتك
فياحسرتاه على علم الحديث الذي انشغلت به على مافيه من نفس يراد منه فتح الباب للعبث في الحديث أيضا وليس هذا مجاله
فأنصحك بمراجعة حالك مع علمي أنك لن تنتصح بما أقول وستتحجج بتهم ترميها جزافا ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
5/5/1441 هـ