الأخ يسأل عن قضية قراءة بعض الأخوات القرآن على الملأ في غرف البالتوك ويحتج البعض بأنهن في حاجة إلى تعلم القرآن فيتعلمن على الرجال ويقرأن على العام فهذه الظاهرة انتشرت ويغضب بعض الإخوان إذا أنكر عليه هذا الفعل ويقول لايوجد دليل على التحريم والأصل في الأمور الإباحة فهو نصحهم ولكن لم يأت لهم بأدلة صريحة وفي نفس الوقت يقولون له إن الصحابيات كن يطلبن العلم على الصحابة ولم يكن في ذلك محظور شرعي فذكر لهم أن المرأة لماذا لاتؤذن وكذلك إذا ناب المرأة شيء في الصلاة فإنها تصفق ولا تسبح مثل الرجال فهل هناك أدلة أخرى أو مايقوي ذلك ؟
الجواب : أولا مسألة قراءة المرأة القرآن أو غير القرآن وتكلم المرأة أمام الرجال الأجانب مسألة تتعلق بقضية هل صوت المرأة عورة أم لا ؟ هذه مسألة مشهورة فلماذا الإخوان يغضبون من الأخ إذا أنكر عليهم ، فهذه المسألة من المسائل المشهورة بين أهل العلم فمن أهل العلم من يرى أن صوت المرأة عورة مطلقا بغض النظر عن قراءتها القرآن أو غير القرآن وهناك من يقول لا ، صوت المرأة ليس بعورة فإذن المسألة فيها خلاف بين العلماء لكن الراجح أن صوت المرأة عورة والأدلة على ذلك متكاثرة ، ومن الأدلة الظاهرة على أن صوت المرأة عورة ماذكره الأخ نفسه الآن وهو حجة قوية لماذا فرق النبي صلى الله عليه وسلم إذا نابهم شيء في الصلاة فجعل التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ؟ فإذا كانت المرأة لاتسبح في الصلاة ولا تخرج صوتها من أجل كلمة سبحان الله حتى تنبه الإمام وفرق النبي بينها وبين الرجل في هذه الجزئية اليسيرة من خروج الصوت وأين في الصلاة ومن أجل كلمة سبحان الله فقط لم يأذن فيها رسول الله فكيف يكون صوت المرأة ليس بعورة ، هذا شيء الشيء الثاني وهو الأصول ، الأصول الذي بني عليها الإسلام والقواعد التي جاء بها فإن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح ولا يختلف أحد من العقلاء في أن صوت المرأة يغري الرجل ويثيره إثارة عظيمة ولأجل هذا كما ذكرت لكم من الأدلة الكثيرة التي ذكرتها في أن صوت المرأة عورة ماأخذه النبي على النساء حين بايعهن كما ذكر الله عز وجل في كتابه ولا يعصينك في معروف قالت إحدى المبايعات أخذ علينا أن لا نحدث من الرجال إلا محرما وكان الحسن رحمه الله تعالى يقول : فإن المرأة لاتزال تحدث الرجل حتى يمذي على فخذيه فإثارة صوت المرأة للرجل أمر لايختلف فيه العقلاء ومن جادل في ذلك فهو يجادل في الباطل وكثير من الإخوان الذين يحضرون في الغرفة لو سئلوا هل تستثار عندما تسمع صوت هذه المرأة ؟ لقال لك نعم ولتأكد لك أنه في قلبه تمنى لو كانت امرأته أو لو كان مجالسا لها الآن والذي يدور في قلب الرجل من هذه الأمور أمور خطيرة جدا فلا شك في مسألة المفسدة العظيمة في تحدث المرأة بين الرجال الأجانب . الأمر الثالث فمثلا لو سلمنا أن صوت المرأة ليس بعورة على القول المرجوح فإن العلماء متفقون على أن المرأة إذا خضعت بصوتها فإن ذلك يطمع من في قلبه مرض لنص القرآن والقرآن نزل في ذلك في من ؟ في صحابة النبي وفي أمهات المؤمنين فقال : فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ، فالخضوع بالقول عند حاجة المرأة للحديث ممنوع فكيف إذا تغنت بكتاب الله كيف إذا تكسرت وهي تقرأ القرآن؟ القراءة بالقرآن ياإخوان فيها تمطيط للصوت وفيها تكسير للصوت وتحسين له وتجميل فأي خضوع أكثر من ذلك ؟ المهم هذه الأدلة كافية لمن كان له قلب أو ألق السمع وهو شهيد.
ثم بحمد الله ليس هناك ما يدعو لذلك ولاتوجد الحاجة لمثل ذلك لأن من النساء والحمد لله من تقرأ القرآن قراءة جيدة ويمكن أن تعلم الأخوات والرجل والمرأة ليس بواجب عليهما أن يتقنا القرآن كاملا وإنما يجب أن يتقنا القراءة الواجبة الفاتحة وما تيسر مما يقرأ في الصلاة حتى يتيسر لهم أكثر من ذلك .
إضافة إلى هذا : الرد على مايقولون بأن الصحابة كان في عهدهم النساء يقرأن على الرجال أو يدرسن على الرجال والعكس ، أقول : هذا كذب على عهد الصحابة بل كذب على عهود الأمة لأنه لايعرف في تاريخ الأمة علماء قرأن على النساء أو أن امرأة كانت تذهب لرجل فتقرأ عليه القرآن ممن عرفت بعلم في تاريخ الإسلام فكيف بعهد الصحابة ، الصحابة بارك الله فيكم لايعرف في عهدهم أبدا أن امرأة كانت تقرأ على رجل أجنبي يعلمها القرآن أو أن رجلا يقرأ على امرأة القرآن ، وهذا ليس على العامة ياإخوان انظروا : الكلام على وجه الخصوص ولو كان ذلك موجودا على وجه الخصوص فإنه لايجوز على وجه العموم ، فلو حصل تجوز لأجل الحاجة مثلا وقرأت امرأة على رجل فليس في ذلك دليل على أن يسمعها بقية الرجال ..
هل كان هناك مجلس في مسجد النبي للنساء يقرأن القرآن على رسول الله الذي هو رسول الله ونزل عليه القرآن وأمر بتبليغه وتعليمه للناس ؟ هل عقد مجلسا لتعليم النساء القرآن ؟ لايوجد هذا وأما الذي ثبت أنه كان يعلم الرجال ثم يعلم الرجل القرآن لامرأته ولابنته ولأخته ولخالته ولأمه ولعمته ولمحارمه هذا هو الوارد هذا هو الثابت ، وكذلك أيضا النبي هل حث أحدا من الصحابة أن يجلس فيقرئ القرآن للنساء ؟ لايوجد هذا ياإخوان إطلاقا .
ومن الأمور التي يستأنس بها هنا الرجل الذي جاء وطلب الزواج من المرأة أمام النبي فقال له : ماذا معك من القرآن ، قال : معي سورة كذا وسورة كذا ، قال اذهب فزوجتكها بما معك من القرآن ، أي لكي يعلمها القرآن وإذا كان تعليم القرآن مفتوحا بهذه الصورة فما كانت حاجة المرأة هذه بأن تتزوج هذا الرجل حتى يعلمها بضع سور ؟
أما إذا كان الشخص يسأل امرأة عندها علم ليس عند غيرها بصفة خاصة فإن هذا وارد في نطاق ضيق جدا لأن هذا لم يكن إلا لأمهات المؤمنين غالبا أو لمن بعدهن في حدود ضيقة في العالمات اللاتي وصل لهن بعض الروايات التي ليست عند غيرهن ، يعني مثلا عائشة وهي أفقه نساء الأمة لم تكن تجلس في المسجد وتحدث الرجال بأحاديث النبي وهي أم المؤمنين ومحرمة تحريما أبديا ولا يمكن أن يقع في نفس أحد من المؤمنين شيئا سيئا تجاهها ومع ذلك لم تكن تجلس لتحدث الناس وإنما كان إذا أراد أحد أن يسألها عن شيء من حديث النبي مما حفظته هي فإنه كان يذهب إليها ويستأذن ويأخذ منها الحديث من وراء حجاب وكانت تلتزم بما أمر الله عز وجل فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض .
فالصواب أن المرأة تتحدث عند الحاجة وتحرص على أن يكون حديثها فيما تحتاج ولا تتبسط ولا تتزيد ، وأما قراءة القرآن وأن تأخذ غرفة وتحدث الناس وتتكلم مع الرجال فهذا ليس من منهج نساء الأمة الصالحات ولا يعرف ذلك أبدا والله سبحانه وتعالى أعلم .