أثار أخونا مصطفى الشرقاوي مسألة توضع في غير محلها وهي مسألة البدعة والمعصية فيخلط القوم فيها ويلبسون على الدهماء ولكي نبين مانقل في ذلك من آثار نقول إن الخطورة أصلا ليست في عظم الذنب وإنما في كون البدعة لايتوب منها صاحبها ولايتراجع عنها لأنه لايعرف أنه واقع في خلل بخلاف المعصية فإنه يمكن أن يقلع عنها لأنه يعرف أنه على معصية
ثم هناك فرق بين البدعة العقدية والبدعة العملية وهناك فرق بين البدعة المكفرة وبين البدعة غير المكفرة وهناك فرق بين البدعة المتفق على كونها بدعة وبين البدعة المختلف فيها
كما أن هناك فرقا بين مرتكب البدعة صاحب قدم الصدق في الإسلام وبين مرتكبها الذي لا عمل له سواها فالأول تغفر له في بحر حسناته وأعماله والآخر تورده المهالك
كما أنك ترى صاحبك مبتدعا وفي نفس الوقت هو يراك أيضا مبتدعا فمسألة الحكم على الشيء بأنه بدعة نسبي جدا ففي حين يرى شيخ الإسلام مثلا خصومه على بدعة هم يرونه وهم أئمة عظام أكابر هو المبتدع ويبقى أمر ترجيح الحق معضلة عند العلماء فضلا عن طلبة العلم فضلا عن العوام .
فإياك أن تأتي لرجل يخدم الإسلام فتراه أنت من وجهة نظرك واقعا في بدعة فتهون من دوره العظيم في خدمة الدين لأنه واقع في ماتراه بدعة وتظن ظن السوء أن العاصي خيرا منه .
فمن ظن مثلا أن الحسن البصري أو قتادة أو عكرمة يفضلهم من يكذب مثلا ولا أقول من يزني أو أن الحافظ ابن حجر أو النووي أو العز بن عبد السلام أسوأ من المغتاب ولا أقول شارب الخمر فهو ….. حمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار