عجبا لأمة تسلم دعاتها وعلماءها !!
العالم أو الداعية يبذل عمره وجهده لنصرة هذا الدين لاينتظر من البشر جزاء ولاشكورا .. ولكن أين الطرف الآخر من رد شيء من الجميل ؟
هو في الواقع ينصر دينه ويؤدي رسالته ويبلغ أمانته ويوفي بالميثاق الذي أخذ عليه ، ولكنه سبب في هدايتك وإنارة طريقك وحفظ دينك ودنياك والحفاظ على ذريتك .. فهل تقابل ذلك بالتنكر له حينما يلحقه الأذى في هذا الطريق ؟
والمسلم أخو المسلم لايسلمه ولايخذله .. فكيف إذا كان أحد الطرفين من مصابيح الدجى ومنارات الهدى ؟
الكلام في هذا الباب مؤلم وطويل ، ويكفيك أيها المسلم أن تتلفت يمينا ويسارا فتجد صورا شتى من إسلام هذه الأمة لعلمائها ودعاتها تارة للقتل وتارة للأسر وتارة للفقر وهلم جرا ..
ما أثار شجوني فيديو الشيخ وجدي غنيم ونبرات صوته التي تحمل كل معاني الأسى وخذلان الإخوة له ..
أنا في الحقيقة على اطلاع قوي بالحال في تركيا لوجود اثنين من أبنائي فيها وموقف للثالث معها وتفاصيل دقيقة أمنية تتعلق بذلك لايسمح المجال بعرضها ولذا فإني متفهم لوضع الشيخ هذا .. ومقالي أرجو به أن ينبه البعض للوقوف معه في محنته هذه فالذين أسلموه أنواع :
أولها : إخوانه وزملاؤه بالماضي القريب وهم قيادات الإخوان المسلمين .. والشيخ بمجرد خروجه من عباءتهم تنكروا له !! يكفي أن أقول لكم إن الحكومة التركية تعتمد الوقوف بقوة مع كل من يزكيه القيادات المعتمدة لديهم من الإخوان فيتم منح الجنسيات الاستثنائية والإقامات الدائمة والرفع من قوائم الإرهاب بجرة قلم من هؤلاء ، ومن لم يحظ بهذه الجرة لايلتفت لطلبه ويبقى حاله كما هو ، وهم لايعتمدون إلا المنتسب العامل حقا مع الجماعة يعني يدرسون حاله بدقة وما يقدمه للتنظيم .
ثانيها : القيادات في التنظيمات الإسلامية الأخرى كتنظيم الجماعة الإسلامية مثلا فهم كذلك _ وإن كانوا دون تنظيم الإخوان _ لهم كلمة مسموعة وقد منح طوائف منهم الجنسيات والإقامات الدائمة بوساطتهم .
ثالثها : أصحاب الأموال من أهل الخير وهؤلاء يمكنهم مساعدة أمثال الشيخ بشراء عقار لايتجاوز السبعين ألف دولار باسمه ليتحصل على إقامة عقارية ويكتب لهم ما يثبت أن المال لهم وليس له فليس المطلوب منهم بذل المال بل يمكنه أن يدفع لهم إيجارا لهذا السكن فيكون مشروعا تجاريا دنيويا وأخرويا .
ويمكن طبعا أن يحصل الشيخ على جنسية عقارية ولكنها تحتاج قرابة نصف مليون دولار لشراء عقار لايمكن التصرف فيه حتى تمضي ثلاث سنوات لكن لو توفر هذا الخيار فلربما تعرقل الشيخ في مرحلة من مراحله وهي مرحلة البحث الأمني لموقف الحكومة المصرية منه فيرفض الطلب .
رابعها : أصحاب الوجاهات من المتنفذين ممن لهم علاقة بالجهات الأمنية التركية وإن كانت البلد بلد مؤسسات لاتخدم الوساطات فيها كثيرا ولكن يبقى هناك مجال لبحث حصول الشيخ على إقامة إنسانية تمنح لمن تضيق به السبل من المضطهدين .
خامسها : الحكومة التركية نفسها فمثل الشيخ وجدي لايخفى عليهم فهو من الرموز والدعاة المشهورين فكيف لايكون له نظرة استثنائية اللهم إلا إن كان منصوصا عليه باسمه من الجهة المصرية مثل شخصيات معينة ومنهم يوتيوبر مشهور فهو وإن تمكن من الحصول على الجنسية إلا أنها سحبت منه وفي المطار وطلب منه المغادرة لأجل التدخل المصري الصارم بحقه .
وأخيرا .. أسأل الله تعالى أن يفرج كربة الشيخ وأن يحرك قلوب إخوانه ممن ألقيت باللوم عليهم لمساعدته وتصحيح وضعه فسنه ومنزلته لاتحتمل مزيدا من العناء مع نصحي له بما لو كنت في موقفه بما يلي :
الرفض التام لمغادرة تركيا حتى لو طلبت الحكومة منه ذلك فإن النظام حسب علمي لايستطيع ترحيل أحد حتى يوقع على الموافقة ، وحتى من يعتقل فإنهم يخرجونه رغما عنهم بعد فترة ربما لاتزيد عن ستة أشهر في حجز راق لا إهانات فيه وأعرف ممن ينتسب لتنظيم الدولة من عومل هكذا .. وقد خرجوا ويمارسون حياتهم بطريقة عادية فكيف بمن هم دونهم ؟؟ المهم ألا يكون ضالعا في أمر مباشر يهدد الأمن التركي ..
والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم