أيها المتاجرون بدماء غزة !!
منذ اندلعت معركة العزة بعسقلان غزة ، ويخرج علينا بين الفينة والأخرى أصوات نشاز تتوزع بين عملاء صهاينة ، ومرجفين انتفخ سحرهم ، ومنافقين تمكن المرض من قلوبهم ، وبلداء فهم عريضي وساد ضخام قفا ، لاكتابا فقهوا ، ولاسنة فهموا ، ولاسيرة علموا ، ولاتاريخ سبروا . يتشبعون بما لم يعطوا ، يرتدون زي العلم وليسوا له بأهل ، ويتقمصون دور المتعقل الحكيم وأنى لهم !!
سامحوني فهذا أقل مااستطاعت قريحتي أن تجود به في وصفهم فأنا صاحب ضغط وفي أواخر العقد السابع ! وقد حاولت إمساك اللسان بقدر الإمكان ، ولو أطلقت له العنان لرأيتم ماليس في الحسبان !
مضطر للرد على ترهاتهم لتوالي الأسئلة عن إرجافهم وتثبيطهم وأصبحت الإجابة المختصرة لاتغني فبعضهم متصدر ويغتر به كثيرون .
لماذا توقظون المارد ؟ أنتم ضعفاء لاحيلة لكم .. ماذا استفدتم من تحرير بعض الأسرى وقد قتل منكم أمام كل أسير مائة وألف ؟ أين النصر والأرض محروقة ورائحة الجثث تملأ المكان ؟ لماذا الفرح وقد تسببتم في دمار شمل الأخضر واليابس ؟ ماذنب الأطفال والنساء الذين تسببتم في إزهاق أرواحهم أو تشويه أجسادهم وتقطيع أطرافهم بلا حكمة وترو ؟ الخ الأسطوانة المشروخة
ولهؤلاء نرد في فقرات ثلاث :
الأولى : إن كنتم ممن لا يؤمنون بالله واليوم الآخر فنطلب منكم أن تتميزوا عنا فلسنا منكم ولستم منا ولن تفهموا ما نقوله أصلا .. ومع ذلك ندعوكم لقراءة التاريخ لمعرفة أن الدفاع عن الأرض ومقاومة المحتل هي أعلى ماتبذل فيه المهج على مر التاريخ ، والأرواح التي تزهق في ذلك مهما كانت بالملايين فلايختلف في ذلك العقلاء بل بذلك سطرت البطولات خلال العصور من كل ملل الكفر ومختلف الأعراق ..فكونكم جهلاء ضعفاء العقل أو فاقديه لايعنينا في شيء .
أما إن كنتم ممن يؤمن بالله واليوم الآخر فوالله لقد خالفتم الكتاب والسنة والإجماع ومنهج السلف الصالح وتاريخ الأمة الإسلامية وناقضتم عقيدتكم ونبذتم ماتعلمتم
أين أنتم من قوله تعالى : إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ؟
هؤلاء هم سلفكم عندما رأوا قلة المؤمنين وضعف عددهم وعتادهم وتوقعوا إبادتهم وقد كان الأمر كذلك حسب نظرة ضعفاء العقل معدومي الإيمان
أين أنتم من قوله تعالى : قالوا لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ؟
أين أنتم من قوله تعالى : ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ؟
فلا القلة تهزم ولا الكثرة تنصر
أين أنتم من سورة البروج حيث أبيد كل المؤمنين ومع ذلك قال تعالى : ذلك الفوز الكبير ؟
فلا إشكال كل مافي الأمر انتقل المؤمنون من دار الهوان والضنك إلى حياة الشهداء الجميلة الأبدية في نعيم مقيم
أين أنتم من : وما النصر إلا من عند الله ؟ ينصر من يشاء ؟ والعاقبة للمتقين ؟ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ؟ إن الله يدافع عن الذين آمنوا ؟ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ؟
هذا بعض مافي كتابكم راجعوه وراجعوا تفسيره لعلكم تفقهون
أما السنة وما أدراك ما السنة يكفيكم غزوة بدر وبيعة الحديبية اللتان خصتا بألا يدخل أحد من أهلهما النار وهما أشرف غزواته ﷺ وكلتاهما انتحار بمفهوم الجهلة وعديمي الدين
وقد خرج رسول الله ﷺ يوم بدر فقال حين خرج : اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ ، فَاحْمِلْهُمْ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ ” فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ .
حفاة عراة جياع عددهم قليل خرجوا لأجل قافلة فقابلوا أضعافهم من صناديد قريش المدججين بالسلاح الخارجين للقتال .
ويوم الحديبية معتمرون خارجون للعمرة ، لانية لديهم للقتال ، بعدد قليل ، لا عدة ولا عتاد ، يتبايعون على الموت لأن النصر بعيد المنال .
أما مناوشة الروم والفرس أعظم دولتين من بعض من كانوا بالأمس لايؤبه لهم ويكتفى في تأديبهم ببعض بني جلدتهم استحقارا لهم واستضعافا فأي إيقاظ للمارد هذا ؟
أين أنتم من : وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ؟
أما الإجماع ومنهج السلف الصالح فما أعظم ما فعل الصديق ووافقه الصحابة من إنفاذ جيش أسامة الذي هو قطرة في بحر عدوه وفي وقت ارتدت كل الجزيرة سوى المكتين والطائف واشتعلت معه حروب الردة ومانعي الزكاة ..فعشرات الآلاف في عشرات المناطق يقاتلها بعض من تبقى ممن ثبت على إيمانه وممن بقي بعد جيش أسامة ، فليت شعري لو كان هؤلاء المرجفون في زمانه ماذا سيقولون ؟
الكلام يطول فما نذكره الآن هو بداهة لم يخطر بالبال أن نحاول التدليل عليها ..
طوال تاريخ أهل الإسلام المشرف لاتكافؤ البتة بين جيش المؤمنين وجيش الكافرين وسواء انتصر المؤمنون أم هزموا فلا يغير ذلك شيئا من صحة قتالهم وعدم التفاتهم لهذا التكافؤ
القادسية ، ملاذكرد ، عين جالوت ، حطين … وهلم جرا
هؤلاء عظيمو الوساد لايعرفون معنى الحمل على جيش الكفار بواحد فقط من المؤمنين ، وقد تكرر هذا من أبطال الإسلام وهو معنى قوله تعالى : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ..
لايعرفون معنى البيعة على الموت وليس على النصر والنجاة .. لايعرفون معنى التحنط ولبس الأكفان .. لايعرفون معنى عقر الجواد ورمي الدروع .. فهم إما لافقه لديهم أصلا وإما يتفقهون في غير فقه الجهاد لأنه لايعنيهم أو اعتادوا ألا يعنيهم !
هؤلاء عريضو القفا أيضا لايفرقون بين مجرد قتال الكفار في الفتوحات ونحوها وبين الدفاع عن حرمات المسلمين ورد صيال المعتدين ومحاربة المحتلين فهذه بالإجماع العزيمة فيها هي القتال ولو فني كل المؤمنين وهناك رخصة لها ضوابط شديدة في الاستسلام فهل يفهم هؤلاء ذلك
يقول ابن تيمية: (إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير اليه بلا إذن والد ولا غريم، ونصوص أحمد صريحة بهذا)
ويقول : (وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه)
العلماء يختلفون في جواز الاستئسار وجواز الفرار وضوابط ذلك ولكن لايختلفون في الاستقتال والصمود حتى النصر أو الشهادة !
وهم ينظرون في الاستئسار والفرار لصدق العدو ووجود الفئة المناصرة ونحو ذلك ولايوجد ذلك لدى إخواننا في غزة أصلا وقد تبين غدر الكفار بمن استأسر يوم بئر معونة وكان الحق والخير كله فيمن قاتلوا حتى قتلوا وكانوا سبعين حافظا ونزل القرآن المنسوخ يقر فعلهم مع أنهم هلكوا جميعا فقال : بلغوا عنا إخواننا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا .
فمالكم كيف تحكمون ؟
هؤلاء عديمو الفقه لايعرفون معنى فكاك الأسير وما الذي يبذل في سبيله فلو فنيت الجيوش ونفذت الخزائن لأجل فك أسير لما وجدت ملامة
قال القرطبي : و تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال و إما بالأموال ، وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم ، و هذا لا خلاف فيه .
وقال أيضا : قال علماؤنا فداء الأسرى واجب وإن لم يبق درهم واحد .ا.هـ
فأي هلاك للأمة إن لم يبق لديها درهم واحد ؟؟
وقال العز بن عبد السلام : وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الكفار من أفضل القربات، وقد قال بعض العلماء: إذا أسروا مسلماً واحداً وجب علينا أن نواظب على قتالهم حتى نخلصه أو نبيدهم، فما الظن إذا أسروا خلقاً كثيراً من المسلمين .ا.هـ
يكفي ذلك في الفقرة الأولى
أما الثانية : فهؤلاء ماقالوا قولهم إلا لخورهم وضعفهم وقلة يقينهم وتهلهل إيمانهم واعتيادهم الذلة والمهانة واستعباد حكامهم لهم وعجزهم عن كل شيء إلا الهوان ، فكلامهم هو من باب التصالح مع النفس والإزراء على من يفضحهم ويكشف حقيقتهم ، ولذا فنحن سنضربهم في مقتل ومن بقي فيه رجولة منهم فليجب عن هذه الأسئلة :
هل إذا هجمت أمريكا والغرب ولقيطتهم إسرائيل على مكة والمدينة فهل ستسلمون لهم الكعبة ومسجد الرسول ﷺ حتى لايبيدوا النساء والأطفال في الحرمين الشريفين ويحرقوا الأرض بأهلها أم ترون القتال دون ذلك ولو بذلت كل المهج ؟؟
طبعا هذا السؤال لمن في قلبه تعظيم لتلك البقاع
ولكن السؤال الثاني لقوم آخرين !!
يقال للسعودي : هل إذا جاءت هذه الجيوش لإسقاط آل سعود فهل توافقون على ذلك وتطالبونهم بالاستسلام حتى لايبيدوا الشعب المسكين ويقتلوا الضعفاء والمساكين أم تقاتلوا للدفاع عن ولاة أمركم ولو متم جميعا …(صوت صرصور الغيط)
ويقال نفس الشيء لكل عبد من عبيد الأنظمة العميلة : للمصري قل له السيسي ، وللكويتي قل له الصباح ، وهكذا وانظر ماذا ترى !
وأما السؤال الثالث : فللعالم النحرير الذي يضع القواعد في غير موضعها ويخلط بين الأمور :
ياشيخنا الفاضل _ ولست بفاضل _ أرأيت لو دخلوا عليك بيتك وهددوك : إما تقوم بخلع ملابس امرأتك وبناتك وتهيئهن لهم للاستمتاع بيدك المباركة ، أو يقتلونك ويقتلونهن ثم يدمروا المبنى الذي تسكن فيه على كل قاطنيه فماذا تفعل وفقك الباري وزوجك بالأبكار ؟؟
وطبعا بعضهم سيطلب منك الاستعداد أنت أيضا فكثير منهم منتكس الفطرة ويحب الشيوخ أمثالك فأعد العدة لذلك ..
فهل ستظهر حكمتك وترويك وتستسلم لهم وتقول : بكرة تكبر وتنسى ، لكن لاتتسبب في هلاك النساء والأطفال ودمار البنية التحتية والكهرباء والصرف الصحي !!!
يكفي هذا وننتقل للفقرة الثالثة والأخيرة :
يتعلل هؤلاء العلة بالفترة المكية ويقولون : مكة أشرف من القدس وكانت تحت حكم الكفار ولم يقاتلهم النبي ﷺ وصبر على الإيذاء وأمر أصحابه بالصبر مع التعذيب وترك أطهر البقاع وهاجر فليفعل ذلك أهل فلسطين .
وأقول هكذا يفعل القفا العريض بأهله . هؤلاء الأغبياء المتاعيس لايفرقون بين المتمايزات ، أين نحن من الفترة المكية يابلهاء أم أن استعبادكم روضكم تماما ؟
هل نحن بضع عشرات ضعفاء لاسلطة ولامال نعيش في نقطة من العالم كل ماحولها كفار بمئات الألوف ودول عظمى وممالك ولتونا نتعلم التوحيد بعد عصور من الشرك والكفر ؟؟ أم نحن ملياران لدينا أقوى الجيوش وأفضل بقاع العالم وأوسع خيرات الدنيا وولدنا منذ مئات السنين على الإسلام خير دين ونمثل خير أمة أخرجت للناس؟
هل نحن عندنا رسول للتو آمنا به يأمرنا بعدم القتال بوحي من الله كما تركنا نشرب الخمور ونفعل كثيرا من المعاصي حيث لم يكتمل الدين بعد ؟ أم نحن قد مات رسولنا ولن يبعث بعده أحد وعلينا أن نطبق ما أمر به ديننا بالقتال وغيره من الأحكام بعدما اكتمل الدين ولن ينقص منه ولن يزيد ؟
هل مكة أيام النبي ﷺ كانت أرض إسلام وتحت حكم المسلمين أم كانت دار كفر تحت حكم الكفار وبدأ الإسلام فيها ببعثته ﷺ ؟؟
كيف تقارنونها بحال اليوم وقد أصبحت دار إسلام وكل شبر فيها يجب الدفاع عنه كسائر بلاد المسلمين مهما تكلف الأمر ؟ وهذا يردنا لسؤال سابق : هل ترى إذن أن نهاجر من مكة ونتركها لليهود إذا هجموا عليها اليوم أم لا ؟
وعلة أخرى لهؤلاء العلة :
يأجوج ومأجوج عندما يخرجون يأمر الله عيسى عليه السلام أن يحرز المؤمنين معه لجبل الطور فإنه لايدان لأحد بقتال هؤلاء ..
وهنا هذا السفيه الأبله يرى أن اليهود كلاب وحثالة الأرض ومن يناصرهم من الكفار المخنثين هم في قوة يأجوج ومأجوج .. ونحن الملياران بكل قواتنا مثل عيسى وبضع عشرات معه من المؤمنين
ثم الدلخ يقارن وحيا من الله يقرر أن هؤلاء لايدان لأحد بقتالهم ويأمر عبده ونبيه مباشرة بأمر ممن بيده الحكم ، يقارن ذلك باجتهاد من جاهل جهول مجهال يفتري على الله كذبا ويريد أن يلزم الناس بافترائه ..
يا أخي هات لنا عيسى يأمرنا بوحي من الله أن نسلم اليهود مكة والمدينة والقدس وكل بقاع الإسلام وانظر هل نسلمها أم لا ؟ أما دلخ مثلك فلا والله لاينساق لك طفل من أطفال غزة وحاشاهم .
يا أيها الناس إن الموت المعنوي بالذلة للكافر وتسليم مقدساتك وأرضك وعرضك له لتعيش تحت رحمته حتى ينظر في أمرك هل يبقيك على هذه الحياة أو يأسرك لتتعفن في سجونه أو يقتلك بدم بارد أشد ألما على العاقل فضلا عن الشريف العفيف المسلم المؤمن من القتل الآن بعزة وكرامة فإما نصر أو استشهاد .
يا أيها الناس إن دمار دنيا المؤمن لاشيء في سبيل إعمار آخرته .. وإن المؤمن إيمانه أنه ينتقل من دار الفناء إلى دار البقاء ومن ضيق الدنيا لسعة الآخرة بخلاف المنافق والكافر فدنياه هي كل ما يفكر فيه ويؤمن به ويكافح لأجله .
وأخيرا ننصح بمراجعة مقالنا عن تشريع الجهاد وكذا كتيب مقالات القدس تنتفض وأيضا دورة فقه الجهاد من صحيح البخاري وكذلك الرد على العبيكان وكلها بالموقع الرسمي والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم