غزة : التهجير أم الإبادة ؟؟
يارب قد ضاقت بإخواننا في غزة الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ألا ملجأ منك إلا إليك ..
يارب قد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظن بك سبحانك الظنونا ..
يارب قد خذلهم القريب والبعيد وتآمر عليهم الشرق والغرب وأسلمهم المسلم والكافر ..
يارب لاحول لهم ولاقوة إلا بك ولا نجاة لهم إلا بك ولا رحمة بهم إلا منك ..
يارب مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى قيل متى نصرك يا الله ..
قطع السبيل وغاب الوافد وانقطع الرافد وفقد الحافد وقتل الولد والوالد ..
اللهم فاجبر كسر وارحم ضعفهم واذن برفع البلاء عنهم ..ارحم موتاهم واشف مرضاهم وداو جرحاهم واقبل شهداءهم وأطعم جائعهم واكس عاريهم ..
استر عوراتهم وآمن روعاتهم واكلأهم برعايتك واحرسهم بعينك التي لاتنام واحمهم بجنابك الذي لايضام ..
نعرف أهلنا في غزة والحمد لله مثال في الصبر والجلد واجتهاد في التوكل على الله ومصابرة العدو لكن قد بلغ السيل الزبى حتى دب الضعف فيمن كان يؤازرهم ويثبتهم فكيف بهم هم ..لهم الله !
هذه الخطة الخبيثة حيث لا رادع لليد الباطشة لمعربدي القرن قد تغلغل بها الضعف واليأس في قلوب كثيرين من الأفاضل فانهاروا يطالبون أهل غزة الأبية بقبول التهجير وترك أرض المسلمين ووضع السلاح والاستسلام لهؤلاء الحثالة ..ولعمر الله هذا هو غاية ما قصدوه بهذا الإمعان في قتل الأبرياء والتفنن في عرض أشلاء الأطفال والنساء والضعفاء !!
قلوبنا تتفطر حقا وصدقا ولكن ليس هذا هو الطريق الصحيح ..بل طريق إخواننا المجاهدين هناك هو الطريق الشرعي حتى لايبقى مسلم واحد على هذه الأرض ..لاسواء ؛ قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ..
ليست الدنيا دار المؤمن بل هي سجنه ..إنما الدنيا محطة للانتقال للآخرة فليكن انتقالنا لها بالشهادة وبالعزة وبالكرامة وبالرجولة وبالفداء ..
الأمر ليس مناورة وليس تحرفا لقتال ولا تحيزا إلى فئة ولا هجرة من دار كفر إلى دار إسلام أو إلى دار لايظلم فيها أهل الإسلام الأوائل قبل وجود ديار الإسلام وفرض القتال ..فإياكم والالتباس !
هذا هروب ..استسلام.. تسليم لمقدسات المسلمين .. انكسار لعدو غاشم
تخيلوها مكة ! اليوم يبيدون خضراء غزة ولذا سلموها لهم حتى تحافظوا على مهجكم وتشردوا في بقاع المعمورة لتعيشوا بضع سنوات أذلة مقهورين ثم تموتون ميتة لاسواء مع شهادة يتمناها كل مسلم ..
وغدا يخرج هذا العربيد ويقول اقصفوا مكة والمدينة كما قصفتم غزة .. ومن لم يتناقض سيفتي بنفس الفتاوى لتسليم الحرمين لكلاب الأرض فإننا لاقبل لنا بهذه الترسانة العسكرية ولا بهذه الأسلحة النووية والنصف نووية !!
أبشروا وأملوا .. بإذن الله إذا بدأ التوغل البري نرجو من الله أن يرينا خيرا في إخواننا المجاهدين فالقصف طريق الجبناء والضعفاء وغدا يحصل مثلما حصل في السابق يخرج لهم جند الله من تحت الركام والدمار فيدمرون آلياتهم ويأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا ..
لا يظنن ظان أن قصفهم مجاني !! هم يخسرون مليارات ويدب فيهم الرعب والفزع ويظهرون للجميع صلفهم وعربدتهم حتى ثار عليهم شعوبهم ولعل الله يجعل بأسهم بينهم ..فإنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
مهما حصل فإياكم وخطة الخسف ..القتال لآخر رمق والموعد الجنة إن شاء الله ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب
د.محمد بن رزق بن طرهوني
ليلة نزول القرآن من رمضان 1446هـ