ما هي الأصول الجامعة للخوارج ؟
وما هو القدر الذي يلزم أن يتوافر في جماعة لكي يوصفوا بأنهم من الخوارج ؟
الخوارج من أي الفرق ؟
الخوارج فرقه من الفرق العقدية التي حرر القول فيها علماء الأمة الكبار وذكروا أن لها علامات ودلالات ولهم اجتهادات كثيرة متشعبة , أقوال فقهيه ومذاهب وهم منقسمون فيما بينهم ولكن هناك أصول أجمع عليها الخوارج و بها يتميزون حيث إن ضلال جميع الفرق العقدية أساسه بالأصول أصول العقائد يطبقون هذا التأصيل وينزلونه على الواقع فتكون النتائج فاسدة .
لو كان الخلل في التنزيل وأصولهم صحيحة لكنهم نزلوا الأصل خطأ لكانوا من أهل السنة والجماعة واعتبر ما يفعلونه أخطاء يؤجرون عليها إذا كانوا مجتهدين أجراً واحداً
مثال : رجل يكفر المسلمين لأنهم عصاه فكلما لقي مسلما قتله هذا فساده في ماذا ؟ هل في قتلة المسلمين كلما رآهم أم في اعتقاده أن المسلمين كفار؟؟ فساده في اعتقاده أن المسلمين كفار لأنهم عصاه ، لكن قتله هذا تنزيل من تأصيل فاسد
طيب رجلٌ ظن أن الجهة الفلانية التي يقطنون فيها هؤلاء ارتدوا عن دين الله فقتلهم هذا فساده في التأصيل أم في التنزيل؟؟
إذا كان ظن أنهم ارتدوا عن دين الله لوجود أعمال منهم توافق ما نص عليه الكتاب والسنة ونص عليه علماء الأمة المعتبرون أنه ردة لكنه أخطأ في التنزيل على هؤلاء .
العلماء قالوا هؤلاء الذين يعبدون القبور كفار ومشركون ويخرجون من الدين مثلاً أخذت هذا وأتيت إلى قرية من القرى وهذه القرى معروف أن لديهم ضريح في قلب القرية ويطوفون حوله ويعملون له مولداً يتركون بيوتهم جميعاً ويطلبون منه أن يرزقهم و التي لم تحمل تذهب إليه وتسأله أن يرزقها بمولود وهكذا فهذا الرجل الآن قال هذه القرية كافرة فذهب فقتلهم هذا فساده في ماذا ؟ هذا فساده في التنزيل لو كان مخطأً فيه ونحن لا نناقش هذا الآن , لكن نقول أن هذا الشيء الذي أخذه أصل صحيحا تكلم فيه أهل العلم ، أن المشرك كذا يخرج من الدين كلام سليم واعتقاد سليم لكن التنزيل ننظر انتفاء الموانع , أم هل يعذر بجهل أم لا يعذر ؟ هل هذه من المسائل التي يعذر بجهلها ؟ قصة طويلة جداً لكن هذا الرجل لا نقول عليه أنه من الخوارج لأنه قتل مسلمين لماذا ؟ لأن الخطأ يكون في التنزيل وليس خطأ في التأصيل ..
إذن بدعة الخوارج مثل أي بدعة الفساد فيها في التأصيل.
قال شيخ الإسلام في الفتاوي :
” وكانت البدع الأولى مثل (بدعة الخوارج) إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه؛ فظنوا أنه يجوب تكفير أرباب الذنوب؛ إذا كان المؤمن هو البر التقي. قالوا: فمن لم يكن براً تقياً؛ فهو كافر، وهو مخلد في النار. ثم قالوا عثمان و علي ومن والاهما ليسوا مؤمنين لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله .
فكانت لبدعتهم مقدمتان:
1-إذا بدعتهم كانت في التأصيل وليس في التنزيل فقد قالوا بأن كل من خالف القرآن بعمل أو رأي أخطأ فيه فهو كافر ، هذا اعتقاد .
2-أن عثمان وعلي ومن والاهما كانوا كذلك
إذن هم كفروا من نص الدين على أنهم من أهل الجنة وأنهم كذلك خير القرون .
وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه الخوارج وبنوا عليه اعتقادهم .
وجاء في مختصر الرسعني في الفرق بين الفِرق قال : ذكر الكعبي أن الذى يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها إكفار على وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضى بتحكيم الحكمين ، والإكفار بارتكاب الذنوب ووجوب الخروج على الإمام الجائر.
تساؤل :هل وجدتم أحداً قال شعرهم طويل أو قصير أو حالقي الرؤوس أم هل وجدتم أحدا قال سفهاء الاحلام حدثاء الأسنان؟
هذا كلام العلماء التأصيلي
قال القاضي أبو بكر ابن العربي : الخوارج صنفان ؛
أحدهما يزعم أن عثمان وعليا وأصحاب الجمل وصفين وكل من رضي بالتحكيم كفار
والآخر يزعم أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبدا .
هل قال فيهما سفهاء أحلام حدثاء أسنان؟؟
“جماع رأي الخوارج”
الأشعري في مقالات الإسلاميين ماذا يقول ؟
١-أجمعت الخوارج على إكفار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وهم مختلفون هل كفره شرك أم لا
٢-وأجمعوا على أن كل كبيرة كفرا إلا النجدات (هذه فرقه واحدة خالفتهم في الجزئية )
٣-وأجمعوا على أن الله سبحانه يُعذب أصحاب الكبائر عذابا دائماً إلا النجدات
٤- والخوارج جميعا يقولون بخلق القرآن
٥-والخوارج بأسرها يثبتون إمامة أبي بكرٍ وعمر وينكرون إمامة عثمان ويكفرون معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري
ويرون الإمامة في قريش وغيرهم إذا كان القائم مستحقاً لذلك ولا يرون إمامة الجائر
٦-ولا يقولون بعذاب القبر.”
هذه كلها تسوق أموراً من اعتقاداتهم لكنها ليست التي تميزهم ككل
في أمور تميزهم ؛ بعض هذه .. وأما الكل إذا اجتمع فهذا تأكيد وتأكيد.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
“ومن أصولهم المتفق عليها بينهم الأخذ على ما دل عليه القرآن ورد ما زاد عليه من الحديث مطلقاً هذه أيضا من أصولهم”
قال الشهرستاني:
“يجمعهم القول بالتبرؤ من عثمان وعلي ويقدمون ذلك على كل طاعة ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك”
يعني حتى الزواج لا يزوجون أحداً لا يعتقد هذا
ويكفرون أصحاب الكبائر ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقاً واجباً.
والإسفرائيني ذكر نحو ذلك.
الإمام ابن حزم لخص لنا القصة وياليت أحدهم يذكر كلمات بوزن كلمات ابن حزم .
الآن يذكر ابن حزم مذهب الخوارج ويشترط لصحة وصف الشخص بأنه خارجي اجتماع خمسة أمور فيه , فيقول :
(ومن وافق الخوارج في إنكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر والقول بالخروج على أئمة الجور وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي وإن خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون وإن خالفهم فيما ذكرنا فليس خارجياً )
يظهر من كلام الإمام ابن حزم أنه اشترط اجتماع هذه الأمور كلها لصحة إطلاق هذا الوصف عليه والدليل على ذلك أنه ذكر من عقيدتهم الحكم بخلود أهل الكبائر في النار ومعلوم أن هذه العقيدة ليست من خصائص الخوارج فقط وإنما يشاركهم فيها المعتزلة
وذكر أيضاً ما يدل على أنه لا يرى اتصاف الشخص بواحدة لأن خلود أهل الكبائر في النار مشترك .
يعني لا بد عنده من اجتماع الخمسة
هنا عقيدة سب الصحابة موجودة عند الخوارج وموجودة أيضاً عند الشيعة فكونهم يسبون بعض الصحابة أو يكفرونهم فالخوارج يشترك معهم في ذلك الرافضة وإن كانوا يختلفون في المسميات فمع ذلك لا يعتبرون خوارج . أما مسألة تجويز الخلافة في غير قريش فهي مسألة فرعية ووافقهم عليها جماعة من أهل السنة وطبعاً تخالفهم فيها الدولة الإسلامية , الدولة الإسلامية لا ترى تجويز الخلافة في غير قريش لكن الخوارج يرون ذلك ويوافقهم عليها جماعة من أهل السنة ..
إذن الإمام ابن حزم يرى أنه لا بد من اجتماع الشروط الخمس
بناءً على ما تقدم ..
هناك بعض الأكاديميين المتخصصين في العقائد بغض النظر عن أي توجه لهم حالياً أو كذا , أنا لي بالكلام العلمي الذي ذكر في هذه الجزئية فأنا أنقله , يقولون :
” لأجل ضبط الجماعة التي توصف بأنها خوارج لا بد أن تكون هذه الجماعة تؤمن أو تعتقد بالحد الأدنى المتفق عليه لا يستقيم عقلاً أن تكون فرقه إلا أن تؤمن بالحد الأدنى الذي عليه الخوارج”
هذا كلام الأستاذ الدكتور ناصر العقل
“المقصود أن العقيدة المميزة للخوارج التي يصح وصف من اعتقدها أنه خارجي بإطلاق أو من الخوارج باعتبارها فرقه لها أقوالها المعروفة عند كتاب المقالات هي تكفير مرتكب الكبيرة ووجوب الخروج على أئمة الجور”
يقول هذا الكلام الأستاذ الدكتور سليمان الغصن
وهذا الحق الذي ذكره الرجلان المعاصران لنا هذا الذي أقول به أنا أيضاً وأَؤكد عليه وهو الحق الذي لا يجوز خلافه بحال من الأحوال
والذي يريد رابط لكلام الشيخين طبعا هذا في
١- كتاب الدكتور ناصر العقل اسمه مقدمات في الأهواء والافتراق والبدع
٢-الكتاب الثاني للأستاذ الدكتور سليمان الغصن واسمه الخوارج نشأتهم فرقهم صفاتهم والرد على أبرز عقائدهم .
هذا لمن أراد أن يراجع ويتأكد مما ذكرت من حصرهم وصف الخوارج على من يتوفر فيه الحد الأدنى من عقائد الخوارج وإلا فلا يوصف بذلك.
أتينا لكم بكلام العلماء الأكابر القدامى وأتينا لكم بكلام بعض العلماء المعاصرين وخاصة من بلاد الحرمين حتى تثبت الحجة .
أتحدى أن يجلبوا بخليهم ورجلهم ويأتوا لي بكلام علماء أكابر يخالف ما ذكرت ويستدل لهم بالهراء الذي أغثنا به هذا الولد حمود أو السكران أو الغنامي
هذه هي صفات الخوارج وباقي الآن هل هذه الصفات تنطبق على الدولة الإسلامية أم لا تنطبق سأتكلم عن هذا في الأيام القادمة بإذن الله تعالى.