الرقم : 000068 التاريخ : 14 رمضان 24
السؤال : هناك بعض الأحاديث الضعيفة تكون لوائح الضعف ظاهر عليها وهناك بعض الأحاديث ضعيفة أخرى تكون مشابهة لألفاظ صحيحة فهل هذا يسوغ العمل بمثل هذه الأحاديث الضعيفة وهل هذا هو السبب في قول العلماء العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحديث ينقد من جهة السند ومن جهة المتن يعني أحيانا قد يكون الحديث سنده ظاهره الصحة والعلة تكون في متنه، ولأجل هذا لا يحكم على الحديث بالصحة حتى ينظر في المتن وفي السند، والحكم عليه بمجرد النظر في السند فقط ليس صحيحا، وكذلك لو ينظر في متنه فقط ليس صحيحا، وبعض الأحاديث قد يظن في الذي يسمعها لأول وهلة أن متنها من المتون العجيبة ويستنكر لفظها ويحكم عليها أنها ضعيفة وهي في الواقع أنها صحيحة وقد خرج العلماء متنها وفهموه وعرف المراد منه فلا يتعجل الشخص في الحكم على الحديث قد يكون فيه شيء من الغرابة، وأن الحديث لابد النظر في السند والنظر في كلام العلماء حول هذا المتن هذا الشيء، والشيء الآخر أن بعض العلماء قالوا ممكن العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ولكنهم شرطوا شروطا لذلك أهمها: أن يكون هذا الحديث فيه ضعف يسير وأن يكون له أصل في الشرع وأن يكون الذي يعمل بهذا الحديث يعتقد نسبة هذا الحديث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا ينسبه له حتى لا يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ”
وبعض أهل العلم يقولون إن الذين يقولون بجواز العمل بالحديث الضعيف يعنون الحديث الحسن لأن اصطلاح الحديث الحسن والصحيح والضعيف وكان بعض أهل العلم لا يهتم بهذا التقسيم فيجعل الحديث الحسن هو الحديث الضعيف الذي فيه ضعف يسير. وعلى كل حال فالأحاديث الصحيحة فيها غنية، ولو عملنا بها، وانتهينا منها نبحث بعد ذلك بالأحاديث الضعيفة، ونعمل بما جاء فيها ولكن إذا كان الشخص مقصر بالعمل بما جاء في الحديث الصحيح ثم يبحث عن الحديث الضعيف ويعمل به فهذا من الخطأ وأما الاستئناس بالحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب غير هذا الحديث فلا بأس بالاستئناس به على غير جزم بالحكم المترتب عليه يعني من باب الاحتياط لأن بعض الأحاديث الضعيفة قد توجد له بعض الشواهد بعد التدقيق فيرتفع من الضعيف إلى الحسن ويعمل به وأهم شيء أن يأخذ هذا من باب التسليم ومن باب الجزم من ناحية الحكم والله.
والله تعالى أعلم .