الرقم: 000211 التاريخ: 27 محرم 25
السؤال: ما هي النصيحة للذين يقعون في البدع فهل علينا أن نتجنبهم كما فعل السلف وعدم الحديث معهم أو يمكن أن نتعامل معهم بطرق أخرى لأن الأوقات الأخرى تختلف والزمن يتفاوت؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
نقول نحن يسعنا ما فعل السلف ولكن هناك خلل – بارك الله فيك – في فهم البدعة التي كان السلف يهجرون عليها وكذلك هناك خلل في فهم من الذي هجره السلف وكذلك هناك خلل في الجزم كيف تعامل السلف مع المبتدع أو الذي يدعو للبدع أو الذي يشجع البدع فهناك اختلاف في أسلوب كيف التعامل مع كل واحد وأيضا هناك خلل بمعنى السلف البعض يدخل في السلف من ليس منهم فالسلف هم القرون الثلاثة المتقدمة التي امتدحها الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر خيريتها ونص عليها القرآن وزكاها فهي عصر النبي صلى الله عليه وسلم عصر الصحابة وعصر التابعين أما بعد التابعين فالامر فيه سعة والاختلاف في ذلك الأمر ولا يسموا هؤلاء سلف وإنما يتبعون هم السلف فهناك من العلماء من يندرج تحت السلف من باب المتابعة وليس من باب أنه هو عمله هو الذي يحتج به ويعتبر من أهل السلف هذا شيء.
وأما الشيء الثاني تعامل بعض السلف مع البدع وليس كلهم لان هذا التعامل ليس باتفاق السلف وإنما ورد عن بعضهم التنصير من المبتدع وعدم الجلوس معهم ولكنهم لا يفعلون ذلك مع كل من وقع في بدعة وإنما كانوا يفعلون ذلك مع من اشتهر بذلك وعرف بذلك ومن خشي ضرره ولم ينفع معه النصح والإفادة وكان الفعل من علمائهم وليس من عامة الناس فبعض الإخوة يظن أنه يلحق العلماء بفعلهم هذا ولكن لم يكن هذا فعل الناس وإنما فعل العلماء ردعا لهذا الشخص وتنفيرا منه.
الشيء الثالث البدعة التي كانوا ينفرون منها إنما البدع التي تتعلق بالاعتقاد أما إذا كان غير ذلك من غير البدع الأمر فيه أهون وينصح الشخص ويحذر من الوقوع في هذه البدع ولكن لا يتعامل معه كما يتعامل مع أصحاب البدع الاعتقادية وهذه مسألة كبيرة والكلام فيها يطول ولكن أرجو أن تكون هذه الملاحظات على عجل مفيدة للسائل.
والله تعالى أعلم.