الرقم: 000219 التاريخ: 2 محرم 25
السؤال: – نريد معرفة كيف نشأت القراءات وكيف نرد على من عنده شبهة تتعلق بهذه القراءات في تحريف القرآن؟
– هناك في بعض القراءات يوجد زيادة ونقصان في كلمات؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
– على السائل أن يراجع أول محاضرة في دورة التجويد من الموقع وهو مفصل هناك ،ولكن باختصار أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه القرآن بلسان قريش وكانت العرب تختلف لهجاتها عن لهجة قريش وكثير منهم اعتادوا أن يتكلموا بلهجة ليست كلهجة قريش فطلب صلى الله عليه وسلم من ربه تعالى أن يخفف على أمته لأن الله عز وجل أمر الناس أن يقرؤوا القرآن كما أنزل وأن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن بنفس الطريقة التي تلقاها من جبريل عليه السلام وأن النبي صلى الله عليه وسلم يبلغه للناس كما قرأه ، فكان ذلك مشقة كبيرة على العرب فلأجل هذا طلب النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف فجاء جبريل عليه السلام وقال: اقرأ القرآن على حرف فقال: يا رب إن أمتي بها الشيخ الفاني والمرأة والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط ونحو ذلك فقال: اقرأ أمتك على حرفين فما زال يزيده حتى أقرأه على سبعة أحرف وهذه الأحرف السبعة أحرف بمعنى تعدد لهجات العرب فبعض العرب مثلا يقرأ بإدغام بعض الحروف في بعضها هكذا نشأ على هذه اللغة لا يستطيع أن يقرأ الحرفين منفصلين ومن العرب يقرأ بإمالة بعض الأحرف زحز عن النار لا يقرأ زحزح عن النار وبعض الناس يقرأوا والضحى بالإمالة ولا يستطيع أن يقرأها بالاستقامة وهناك أيضا بعض السور التي هي مشهورة عند العرب باستخدام بعض الكلمات أكثر من غيرها وأيضا بعضهم أبلغ عندهم أن يقدم الكلمة ولا يؤخرها في بعض المواقف وعند غيره يقدمها أبلغ فهذا هو الذي نزل به القرآن نزل بما يوافق لهجات العرب وليست في ذلك مخالفة لا في المضمون ولا في المعنى وإنما كله متواتر ولأجل هذا ليست هناك أي حجة لمن يحاول أن يدخل من مدخل الأحرف السبعة إلى التحريف فإن التحريف الذي نحن نذكره في كتب أهل الكتاب إنما هو اختلاف يبين التنافر والتضاد والتناقض ويأتي بمعلومات باطلة وأكاذيب تجدها في بعض الكتب ولا تجدها في الكتب الأخرى وكثير منها لا يمكن أن تذكر عن الله عز وجل أما القراءات فهي طريقة للقراءة لا تغير شيئا في أصل الموضوع هذا الذي يرد به على أمثال هؤلاء والحمد لله رب العالمين .
– هذا النقصان والزيادة في بعض القراءات إنما هي قليلة جدا وهذه الكلمات التي جاءت زائدة إنما هي أحرف للوصل لأنها أبلغ عند العرب فلا يوجد غير: ” تجري من تحتها الأنهار ” فقرأت بطريقة أخرى: ” تجري تحتها الأنهار ” وقوله تعالى: ” وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ” هناك قراءة: ” ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ” من غير الواو . هذا الاختلاف ببين القراء في هذه الكلمات وهذه الكلمات تتعلق بالبلاغة فهل أثرت شيئا في المضمون؟ الذي يتكلم فيه من هؤلاء الذين حرفوا كتبهم إنما أصبح لا حجة لديهم ونظروا إلى الإسلام فما وجدوا شيئا غير هذا الذي لا تغني ولا تسمن شيئا من جوع وهذه القراءات هل نزلت مرتين؟ لا شك هذه القراءات أقرأ بها جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت مرتين أو ثلاث مرات . وأحب أن ألفت النظر أنه كلمة الحروف السبعة لا تعني القراءات السبعة ، وإنما القراءات السبعة ما خرجت عن الحروف السبعة وإنما توافقت كلمة السبعة توافقا وليست على سبيل التحديد فأما الأحرف السبع هي عبارة عن لهجات ، والقراءات السبع إنما هي قراءات لقراء اشتهروا بالقراءة وكلها متواصلة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقرأ بها الأمة الإسلامية وهي قرآن باتفاق أهل العلم ، ويضاف إليها الثلاث التي يسمى بها القراءات العشر وكلها من خلال الأحرف السبعة وكلها يقرأ بها وكلها يتعبد بها والأمر فيها كما ذكرت . وهناك قراءات لم تصح ولم تتوافر فيها قبول القراءة وهذه تسمى قراءة شاذة ولا يقرأ بها القرآن.
والله تعالى أعلم.