الرقم: 000241 التاريخ: 20 محرم 25
السؤال: هناك حديث في صحيح الجامع فيه: ” من سره أن يحبه الله ورسوله فلينظر في المصحف ” الشيخ الألباني صحح هذا الحديث فكيف ولم يكن فيه مصحفا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقال هذا الكلام فهل هذا من الأمور الغيبية التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
جاءت بعض الأحاديث وفيها ذكر للمصحف وقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مصحف ولكن لم يكن متيسرا لكل إنسان كان بعض الصحابة قد كتبوا لهم مصاحف والنبي صلى الله عليه وسلم كان عنده المصحف مجموعا حسب ما يكتب بين يديه في الصحف وجريد النخل واللخاف فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه القرآن دعا بكتبته فكتبوا ما نزل عليه وكان ذلك بشهادة الشهود صلى الله عليه وسلم ولأجل هذا كانت هناك اسطوانة في المسجد تسمى اسطوانة المصحف فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يصلي عندها فلو ذكر شيء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيها المصحف وهي في مجموعها شيء من الضعف ماعدا حديث اسطوانة المصحف فالأمر يحمل بالمصاحف التي كانت تكتب عند الصحابة كما كان عند ابن مسعود مصحف وكان عند بعض أمهات المؤمنين وكذلك كان غيرهم من الصحابة وكانوا قلة.
أما هذا الحديث الذي ذكره الأخ فالشيخ الألباني أحيانا يحسن أحاديث بمجموع الطرق ويكون هناك نزاع في منهجه في تحسين هذا الحديث ولم يمر علي دراسة هذا الحديث حتى أستطيع أثير على الأخ وجهة النظر فيه من حيث السند وإن كان المتن فيه العلة التي ذكرها الأخ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان موجودا في عهده ولكن ربط الناس بالنظر في المصحف ولا يوجد مصاحف متيسرة بين أيديهم فإن هذا فيه إشكالا كبيرا، وما هو الفقه المستنبط من هذا الحديث.
والذي يظهر لي إن هذا الحديث كالحديث الآخر الضعيف وفيه أن النظر إلى المصحف عبادة والنظر إلى الكعبة عبادة وهو حديث لا يصح.
والأصل في الحديث أنه لا يثبت حتى يوجد له سند صحيح يثبت هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كان الأخ حريصا على صحة سند هذا الحديث وما جاء فيه فليراسلني بالبريد حتى أراجع الحديث وكلام الشيخ رحمه الله عليه حتى أقول له ما يظهر.
والله تعالى أعلم.