الرقم : 001014 التاريخ : 2 ذي القعدة 1424هـ
السؤال : مسألة المظاهرات ومشروعيتها وعدم مشروعيتها ?
لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
: أن مسألة المظاهرات تكلمنا فيها قبل ذلك وبينا أنها أولا ينظر لها من جهات وليس ينظر لها من جهة واحدة وتعمم فالمظاهرات تختلف عن المظاهرات في بلاد الإسلام والمظاهرات في بلاد الإسلام التي يجيز حكامها التظاهر تختلف عن البلاد التي لا يجيز فيها حكامها التظاهر ويختلف الأمر في المظاهرات في كيفيتها وفيما يترتب عليها وفي طرق أبواب أخرى تقوم مقامها أو أفضل منها فهذه كلها تتعلق بقضية شرعية المظاهرات وعدم شرعيتها ولا شك أن التظاهر – بصفة عامة – إذا كان يؤدي لمفسدة أعظم من عدمه فإن الصحيح عدم التظاهر حتى وإن كان التظاهر مباحا ولكنه يؤدي إلى مفاسد فإن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة فإذا كان الشخص إذا تظاهر تسبب الغوغاء في إفساد المراد من هذه المظاهرة وتحولت إلى شغب وإلى أعمال عنف وتدمير وتحطيم وإفساد فهذا لا شك أنه كاف في حظر هذا العمل وحديثنا اليوم عن قضية التظاهر في فرنسا لأجل إظهار البغض والطعن في هذا القانون الكافر الذي ضيق على المسلمين في مسألة الحجاب وقلت هذا لا يكون إلا لمن قرر أن لا يغادر هذه البلاد فالتظاهر في هذه البلاد مسموح به أصلا وإن لم يكن مسموحا به فلا حرج لأن هذا ولي كافر – يعني الحاكم لهذه البلاد – ولا طاعة مشروعة له فلو خرج الشخص واعترض وظاهر فلا حرج عليه ولكن لا يخالف مخالفات شرعية في الاختلاط المذموم بين الرجال والنساء وإن كان هذا حاصلا في كل لحظة وحين لمن يخرج في هذه البلاد ، وقلنا أن الوضع في بلاد الكفر وضع مزري مليء بالمخالفات الشرعية أساسا فلا نأتي إلى مجال يستطيع المسلم أن يطالب فيه بشيء مما يعتبر حقا له فيحجر عليه فيه والأصل أن المسلم يطالب لحقه بالطريقة التي يستطيع أن يوصل بها الحق للمسؤول فإذا لم تكن هناك طريقة إلا هكذا فلا حرج في ذلك وهذا أصل التظاهر إذا لم يمنع منه ولي الأمر وإن كان في بلاد الإسلام فإنه لا يختلف كثيرا عن كتابة المعاريض وعن الذهاب إلى التجمعات في المساجد أو التجمعات عند المشايخ والمطالبة بما يريد الشخص عن طريق البرقيات وعن طريق استخدام الهواتف ونحو ذلك كلها أمور محدثة لأجل إبلاغ ما يريد الشخص
والله تعالى أعلم .