لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولا : لا يجوز للمسلم اللجوء إلى دار الكفر إلا في حالات نادرة وهي ألا يجد مكانا في بلاد الإسلام كلها وهذا الأمر غير وارد بعد نزول قوله تعالى : ] ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها [ فالأماكن كثيرة فالذي يطلب اللجوء إلى الكافر هو مخطئ أصلا بطلبه اللجوء إلى الكفار ولكن إذا اضطر لهذا فهذا لا يعني تصحيح منهج الكافر والإسلام يوجد فيه معاهدات ويوجد فيه اتفاقيات بين المسلمين والكفار ولا يعني وجود هذه الاتفاقيات وهذه المعاهدات أن الكافر سيدخل الجنة وأن الكافر على حق وإنما أهل الإسلام ينظرون في المصلحة المترتبة على هذه المعاهدة والنبي r قد عقد عهودا مع الكفار والله عز وجل ذكر ذلك في كتابه فذكر إكمال العهد إلى الكفار وقال : ] واتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم [ وأن المسلم عليه أن لا يغدر حتى قال : ] فإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء [ فلا بد من نبذ العهد وبيان أن العهد قد انقضى ومعلوم أن النبي r عاهد كفار قريش في صلح الحديبية فالمصالحة والمعاهدة جائزة – وكما تعلمون – المسلمون لم يكن هناك دار إسلام أصلا وهم يعيشون بلد الكفر في مكة أمرهم النبي r بأن يهاجروا إلى النجاشي في الحبشة وهي أرض كفر أيضا ولكنها أهون مما كانوا يعيشون تحته في دار الكفر في مكة إبان ذلك كان النجاشي حاكم لا يظلم الناس فحثهم النبي r على الهجرة إلى الحبشة حتى يتخلصوا من الظلم الواقع عليهم في مكة ولا يعني هذا أن الكفر صحيح وأن الكافر يدخل الجنة وهذا كلام غير صحيح وإنما استعانوا بذلك في وقته بحيث يفيدوا المسلمين ومع ذلك لا يتعارض مع دينهم وعقيدتهم
والله تعالى أعلم .