الرقم : 001098 التاريخ : 9محرم 1425 هـ
السؤال : هل إبليس له أب وأم وهل الجن يرون الملائكة ؟
ماذا تقصد أنه في بعض الروايات أن إبليس من الملائكة ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الذي يظهر لي أن إبليس هو أب الجن وليس له أب وأم وإنما خلقه الله هكذا ،وفي بعض الروايات أنه كان من الملائكة على خلاف من السلف في ذلك ، وأما الروايات الأخرى تدلل على أنه كان طائعا ومن أجل طاعته كان يرافق الملائكة ثم لما تكبر واستكبر على أمر الله عز وجل فطرد من رحمة الله وحرم من ذلك .
وأما رؤية الملائكة للجن فالظاهر أنهم يرونهم لأن أباهم ثبت أنه رأي الملائكة كما في كتاب الله عز وجل وثبت أيضاً أنه رآهم في غزوة بدر كما قال الله عز وجل عن إبليس : ” إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله ” فعندما قال إني أرى ما لا ترون أي عندما رأى الملائكة قد قدمت
أقصد في بعض الروايات الذي يحضرني أنني قلت : عن بعض السلف أي عن بعض الصحابة كابن عباس وغيره من أهل العلم من الصحابة وليس المراد حديث عن رسول الله r فالقول الراجح في مسألة إبليس أنه من الجن ولم يكن من الملائكة طرفة عين كما روي ذلك أيضا عن بعض السلف والذين يقولون أنه من الملائكة فلهم توجيه في كل ما يذكر من اعتراضات كما الاعتراض في قوله تعالى : ” إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ” فقوله أنه كان من الجن صريح جدا أنه من الجن وكذلك في قول النبي r : ” خلقت الملائكة من النور وخلق الجن من النار وخلق آدم مما وصف لكم ” فهذا دليل على خلاف ماهية أساس الخلق فإنهم قالوا : إن الجن قبيلة من الملائكة خلقت من النار والملائكة خلقت من النور وهذه القبيلة من الملائكة هي التي كان منها إبليس لعنه الله .
فهذا مخرج للذين يقولون إن إبليس كان من الملائكة أنه قبيلة من الملائكة وعلى كل حال أنه مخرج لا يختلف شيئا إلا في التسمية يعني يسمى الجن قبيلة من الملائكة المهم أنه ليس من جنسهم ولم يخلق من مادة خلقهم والله خلق المخلوقات على أنحاء . وهذه فرصة لكي أذكر جوابا لأحد أهل العلم عندما سؤل في إذاعة القرآن الكريم ولم يجب عليه إجابة صحيحة فنذكرها هنا للفائدة لعلها تنفع .
والسؤال كان عن مادة خلق الحيوان هل خلقت الحيوانات من الطين كالإنسان أم خلقت من شيء آخر فكانت جواب الشيخ أنه لم يرد لنا من الكتاب والسنة ونحن نقف فيها لأنه لم تذكر لنا الشريعة عن ذلك وهذه الإجابة لم تكن موفقة لأن الله عز وجل ذكر أنه خلق كل دابة من ماء كما ذكر في سورة النور : ” والله خلق كل دابة من ماء ” فجميع المخلوقات خلقت من ماء أما قول النبي r :” الإبل خلقت من شياطين ” فالمراد أن بها طبيعة شيطانية وليس المراد أنها خلقت من مادة الشياطين ويطلق الشيطان على المتمرد من الإنس أو الجن أو الحيوان كما قال النبي r على الكلب الأسود أنه شيطان . نخلص ذلك أن المخلوقات خلقت على خمسة أنحاء كما ذكر لنا في الكتاب والسنة فالملائكة خلقت من نور والجن خلق من النار والإنس خلق من ماء وطين ، والحور العين خلق من الزعفران ،والدواب خلق من ماء ولا مانع أن الدواب خلقت من ماء وتراب أيضا لأن في الحديث الصحيح ذكر أن الدواب يوم القيامة تكون كالتراب وكما ذكر الله تعالى ” ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ” فيتمنى الكافر يوم القيامة أن يكون ترابا عندما يرى الدواب تكون ترابا
والله تعالى أعلم .