الرقم : 001175 التاريخ : 8-1423
السؤال : بالنسبة للخلوة الشرعية ، ومعناها ، وضابطها ، وأن هناك بعض الإخوة ربما يعمل سائقاً للسيارات ، أقصد سيارات الأجرة ، وربما ركبت معه امرأة وليس معها أحد ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ضابط الخلوة الشرعية أن يمكن للشخص أن ينفرد بالمرأة لحديث أو فعل وذلك بمعزل عن الناس . وهذا الذي ذكره الأخ من كون بعض السائقين ينفرد بالمرأة في سيارته فالذي يظهر أن هذا من الخلوة المحرمة . وقد أفتى جل العلماء المعتبرين في زمننا التي ظهرت فيه هذه المسألة بأن ذلك من الخلوة المحرمة التي لا تجوز ، بل إن هيئات الأمر بالمعروف كانت تتدخل إلى وقت قريب في مثل هذه الحالة ويمنعون أن تركب المرأة مع السائق في السيارة من غير أحد معهما . ولإثبات أن ذلك من الخلوة المحرمة الوقائعُ التي ترتبت عليها مفاسد عظيمة ، فقد ذكر لي بعض من شاهد هذه الحادثة أن أحد السائقين وقع في حادث مروع بسبب أن المرأة التي كانت تركب معه كانت غير متسترة وهي تكشف له عن مفاتنها على الرغم من كونها في الكرسي الخلفي للسيارة وهو يتابع ذلك من المرآة وأحياناً يلتفت خلفه وقد افتتن بما تفعل هذه المرأة ، وإذا به قد اصطدم بمن هو أمامه صدمة شديدة . وعندما نزل الناس لإنقاذ الموقف وجدوا المرأة على هذه الحالة السيئة حتى إنهم لم يستطيعوا أن ينقذوها حتى استدعي ولي أمرها . هذه حالة من الحالات بالإضافة إلى الحالات الأخرى الكثيرة من اختطاف باستخدام المنومات أو بالذهاب إلى طرق غير مطروقة ، فيترتب على ذلك مفاسد عظيمة جداً . وهذا هو أساس سبب تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة . فالذي يجب على المرأة المسلمة أن تحذر من هذا أشد الحذر وهي آثمة إثماً عظيماً بركوبها مع رجل لا يحل لها ، وليس معها محرم ، ولا رفقة واعية يمكن أن تستعين بها وتتقوى ، ويبتعد الشيطان من الحضور بينه وبينها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ” فالشيطان يسول له والشيطان يسول لها ويحصل ما لا تحمد عقباه ، أما إذا لم يكن هناك خلوة فإن الشيطان لا يتمكن من ذلك .
والله تعالى أعلم .