الرقم : 001275 التاريخ : 14 – 1423
السؤال : عن امرأة علمت من زوجها أنه يرى الصور الخليعة ، فنصحته ولم ينتصح ، وقد سألت البعض فذكر لها أنه إذا لم ينتصح فالأفضل لها أن تطلب الطلاق ، وبالتالي بدأت المرأة تطالب زوجها بالطلاق ، وحجة الأخ الذي أجاب الأخت أنه إذا كان يخونها في هذا الأمر اليسير قد يكون يخونها فيما هو أعظم . والسؤال عن هذا الشيء هل هو صحيح أم ما هو الرأي الذي يكون في المسألة ؟
الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أنه بغض النظر عن الشيخ أو الأخ الذي سئل فهذا الكلام غير صحيح بالمرة . ولا شك أن ما يفعله الزوج محرم ولا يجوز ، ولكن لا يبنى عليه طلب للطلاق . ولو كانت كل امرأة ترى زوجها على معصية تطالب بالطلاق لما بقي بيت من بيوت المسلمين إلا من رحم الله ؛ لأن كل ابن آدم خطاء ، وليس هناك من البشر أحد معصوم إلا الأنبياء . وفي الصغائر أجاز أهل العلم عليهم الوقوع فيها .
فالمسألة ليست كذلك ، وإنما الواجب عليها أن تنصحه برفق ولين ، وأن تحسن عشرته ، وأن تنظر في الأسباب التي دفعته إلى هذا الخطأ ، فلعل عندها تقصير دفعه إلى ذلك ، فهي تصلح من نفسها وتحاول أن تعف زوجها ، وتذكره بالله سبحانه وتعالى وما يترتب على ذلك من آثام وعقاب .
أما طلب الطلاق فلا يجوز لها ذلك بهذه المعصية ، بل إنه قد يكون يرتكب الكبائر ولا يجوز لها أيضاً أن تطلب الطلاق منه ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جلد شارباً للخمر ، لا سيما الرجل الذي اشتهر بذلك وجاء خبره في صحيح البخاري أنه كان يؤتى به كثيراً فيجلد في شرب الخمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة : ” لا تسبوه فإنه يحب الله ورسوله ” ، ولو كان الأمر كذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم امرأته بفراقه . ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم عاقب أحداً أو ثبت عن أحد معصية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأمر امرأته أن تفارقه ، أو أمر الرجل أن يفارق امرأته من أجل معصية . فالأمر يرجع أيضاً إلى نقاط أخرى وهي : المصلحة والمفسدة ؛ فإن كان للمرأة أبناء من هذا الرجل وهي محتاجة إليه ونحو ذلك من الأمور التي لا بد من النظر فيها قبل الطلاق ، فلا بد من النظر . ولا تدري المرأة أنها إذا طلقت من هذا سوف تأخذ رجلاً أفضل منه ديناً ، فإنه كما ذكرت لا معصوم إلا الأنبياء ،
والله تعالى أعلم