الرقم : 001304 التاريخ : 15 – 1423 هـ
السؤال : الأخ يسأل يقول : بعد انتهاء الصلوات المفروضة يجهر المصلون جماعة ومعهم الإمام أحياناً بالتكبير ، فهل هذا له أساسه أو يعتبر من البدع وما إلى ذلك ؟
لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن هذا أساسه ثابت في فعل السلف الصالح ، ولا بأس بالتكبير جهراً وبالتكبير سراً ، بل إن الجهر يكون أفضل . ومن ناحية التكبير الجماعي ذكرنا قبل ذلك أنه لم يرد هيئة معينة للتكبير ؛ فإنه لم يثبت أن التكبير كان فرادى في عهد السلف الصالح ولم يثبت أنه كان جماعة ، والأمر مسكوت عنه ففيه سعة ، وبعض النصوص تقوي جانب التكبير الجماعي ، ولعله هو الأقرب ، لأن التكبير على انفراد كل على حدة مع رفع الصوت يشوش كل واحد على الآخر ويحدث ارتباكاً عظيماً . والواقع إذا نظرنا سنجد أن الذي يلتزم بذلك لا يكبر أصلاً وسيترك التكبير حتى لا يشوش البعض على الآخر ، ويتكاسل عن هذا . وقد كان أهل منى يكبرون بتكبير عمر وهذا فيه دلالة على التكبير الجماعي ، والله أعلم .
نعم هذا أخذه أهل العلم من قول الله تعالى ( واذكروا الله في أيام معدودات ) فالتكبير يوم عرفة ويوم العيد وأيام التشريق سنة مستحبة وثابتة عن السلف الصالح ، وما أخذوا ذلك إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وينتهي التكبير بغروب شمس ثالث أيام التشريق ؛ لأن هذه الأيام هي التي يشرع فيها التكبير . وصيغة التكبير ليس فيها توقيف معين ؛ فإن كبر بهذه الصيغة التي ذكرتها : الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد ، أو جعل التكبير ثنتين أو ثلاثاً وما إلى ذلك فكله لا حرج فيه وفيه سعة ، وإن زاد على ذلك ثناء مما ورد في السنة مثل : الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً ونحو ذلك فلا بأس فيه فإنه لم يثبت فيه توقيف معين ،
والله تعالى أعلم .