الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول : يا أخي كلنا هكذا ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” لو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ” ، والمسلم عليه أن يكون دائماً رجاع إلى الله بالتوبة والإنابة ، فإن خدعه الشيطان وأوقعه مرة أخرى في المعصية فإنه يرجع ويتوب ولا يقنط من رحمة الله ، وأهم شيء أن لا يدفعه الذنب أو تكرار الذنب إلى التمادي في المعاصي والقنوط من رحمة الله ، فهذا مدخل خطير جداً للشيطان ؛ إذا وقع المسلم في المعصية أتاه وقال له : إنك كاذب في إيمانك ، وأنت تفعل المعاصي وتصر عليها ، فليس هناك فائدة في كذا وفي كذا من طلبك للعلم مثلاً أو من صلاتك لله أو من صيامك وإكثارك من النوافل وأنت مقيم على المعاصي فيزهده ويجنبه الطريق ، وهذا كان سبباً خطيراً في انحراف كثير من الإخوة ؛ يضعفون أمام معصيةٍ معينة ، فإذا وقعوا فيها أوهمهم الشيطان أنهم قد خرجوا بذلك عن الالتزام وليس في دينهم خير ، فبالتالي يتمادون في المعاصي ويستكثرون منها ، وربما خرجوا من دائرة الالتزام كلية ، وقد يصل بهم في بعض الحالات إلى الخروج من الدين جملة وتفصيلاً . فنصيحتي للسائل أن لا ييأس من رحمة الله ، وأن يكثر دائماً من التوبة ومن العزم على ترك هذه المعصية ، وكلما عاد إليها عزم مرة أخرى على أن يتركها وأن يتوب منها حتى يكتب الله سبحانه وتعالى له الإقلاع التام عنها ، وذلك يكون أيضاً بصدقه في الدعاء ؛ وأن يدعو الله سبحانه وتعالى دائماً أن يخلصه من هذه المعصية ، وأن يجنبه إياها ، وأن يحبب إليه الإيمان ، وأن يبغض إليه الكفر والفسوق والعصيان ، ونحو ذلك من الأدعية التي وردت في الكتاب والسنة ، لعل الله تعالى أن يربط على قلبه ويثبته على الحق ،
والله تعالى أعلم .