لعبة الخلع
هناك بلايا تنتشر بقوة بين الإخوة والأخوات وهذا سؤال أتى لي بعد عشرات الأسئلة التي تتعلق بتلك المسألة وهي اختلاع المرأة من زوجها يقول السائل :
_أخي أريد أن أسأل عن شرعية الخلع .. في أخوات من المخيم خلعن أزواجهن
ولا أعرف من أفتى لهن أخي هل هذا جائز
_ياريت من فضيلتكم إطالة الشرح فهذا الموضوع أتعب الأخوات على مستوى المخيم كاملا ولا نجد من يفتي وليسوا بثقة نريد حسما لهذه المسألة
وجزاكم الله خيرا 🌷
والجواب :
أولا : الفتوى لاتؤخذ إلا من عالم مشهود له بالعلم وليس من مجاهيل أو عوام أو طلبة علم مبتدئين ولايعذر من استفتى أحد هؤلاء وهو عاص لله تعالى لأن الله قال : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون . وهو سأل أهل الجهل والتطفل على العلم .
ثانيا : مسألة الخلع هي خلاف الأصل وهو أن الطلاق بيد الرجل ولكن رخص الشارع للمرأة أن تفتدي نفسها بمقابل مالي يطلقها الزوج بناء عليه وله شروط أساسها أن يكون برضى الزوجين وحضورهما أو من ينوب عنهما .
ثالثا : لايحل الخلع إلا بسبب مشروع يتعذر معه استمرار الحياة الزوجية أما غير ذلك فالمختلعات هن المنافقات كما في الحديث والوعيد على ذلك خطير فالمرأة التي تسأل الطلاق من غير ما بأس لا تشم رائحة الجنة .
رابعا : إذا لم يرض الزوج بالخلع أو كان أسيرا والمرأة متضررة أو كان مفقودا فالمسألة معقدة ولا يفصل فيها إلا القضاء الشرعي ولايحل الأخذ فيها بفتوى أحد وإنما المسألة قضائية بحتة فإن لم يوجد القضاء الشرعي فيرتضي الطرفان المرأة وأولياؤها والزوج أو أولياؤه عالما معتبرا يقضي بينهما بعد النظر في الحال من جميع جوانبه .
خامسا وأخيرا : سيقول البعض ستتضرر المرأة في حالات كثيرة على هذا التفصيل فنقول ماذا ضررها ؟ هل في العزوبة ؟ فكم من امرأة عنست ولم تجد زوجا طيلة عمرها فماذا فعلت ؟ تصبر ولها الأجر عند الله وتستعين بالصوم والطاعات .
هل في النفقة ؟ فكم من امرأة لها زوج لاينفق عليها وكم من امرأة لم تجد زوجا فمن الذي ينفق عليها ؟ تعود في النفقة لمن يلزمه نفقتها غير زوجها .
وحتى أبين عظم المسألة فإن بعض أهل العلم ينص على أن امرأة المفقود في قتال مع الكفار والمرتدين تتربص سبعين سنة منذ ولادته والبعض يقول تسعين سنة حتى يحل لها النكاح .. يعني تنسى النكاح فمن يرغب فيها بعد ذلك إن عاشت أصلا .
تخيلي أختاه زوجك المجاهد الصابر الذي ذاق هوان الأسر سنوات وهو في كل لحظة يفكر في اليوم الذي يلقى فيه زوجته الصابرة المحتسبة فإذا به يوم اللقاء يجدك في أحضان رجل آخر لأنك ماقدرت ماهو فيه وغلبت شهوتك أو مصلحتك الدنيوية وبعتيه بأبخس الأثمان
فنصيحتي للأخوات أن يتجلدن ويعرفن حق الزوج ويتقين الله تعالى ويعرفن أنهن أزواج لمجاهدين ضحوا بأنفسهم وبحياتهم لأجل هذا الدين فالله الله فيهم وفي حقهم فلتصبر الأخت وتحتسب حتى يجعل الله لها فرجا إما يعود لها زوجها بطلا كريما فتهنأ به وإما تتأكد من استشهاده فتنال وسام زوج الشهيد الصابرة المحتسبة فيفتح الله عليها من فضله وإما يصلها خبر حياته وتستطيع التواصل معه فإما تطلب الفراق ويغني الله كلا من سعته وإما تظل صابرة حتى أحد الأجلين الفكاك أو الموت وكم من امرأة صبرت على أسيرها عشرات السنين .
قال تعالى : إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
والحمد لله رب العالمين