مادوري أنا تجاه القدس ؟
بقلم
د.محمد بن رزق بن طرهوني
9/12/2017
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
طارت الأفئدة ، وطاشت العقول ، وحارت الأفهام ، وكثر الكلام والملام ، وكل يزري على كل .
من تكلم أو عمل لامه أقوام ، ومن سكت أو قعد عذله فئام ، حتى تعب العوام وضلت السبل القوام
مادوري أنا إذن تجاه القدس ؟
سؤال الكل يسأله وهو محطة كل جدل بيزنطي يدور بين الفرقاء وللجواب عليه نقول مستعينين بالله :
يقول جل وعلا (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ويقول (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )
فدورنا والسبب الرئيس لخلقنا هو عبادة الله هذا من مسلماتنا كمسلمين والعبادة هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة
ودورنا تجاه القدس عبادة نتعبد بها الله تعالى
وهي تنقسم إلى أقوال وأفعال ظاهرة وباطنة
وكلها واجبة على القادر عليها فلاتستقل شيئا منها وتظن أنك تعفى مما تقدر عليه منها فكلها لها أهميتها
أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله
وأعظم عقائد شريعة الإسلام الولاء والبراء
فأين أنت من هذا العمل العظيم الذي يكاد يكون في مقدور كل مسلم وجل ذلك عمل قلبي لايعجز عنه أحد ويترتب عليه أعمال للجوارح وأقوال للسان تختلف القدرات فيها .
فأين بغضك الحقيقي لليهود عليهم لعائن الله تترى وتبرؤك منهم ولعنك لهم ودعاؤك عليهم وفضحك لجرائمهم وأين ولاؤك وحبك وثناؤك على من ناوأهم وحاربهم وأقض مضاجعهم قربة لله تعالى وفرحك عند النيل منهم والإثخان فيهم وتحريضك على ذلك؟
أين بغضك الحقيقي لمن أيدهم على وجه الخصوص من النصارى قاتلهم الله كأمريكا عينا وأين تبرؤك منهم ولعنك لهم ودعاؤك عليهم وفضحك لجرائمهم وأين ولاؤك وحبك وثناؤك على من ناوأهم وحاربهم وأقض مضاجعهم قربة لله تعالى وفرحك عند النيل منهم والإثخان فيهم وتحريضك على ذلك؟
أين بغضك الحقيقي لمن تحالف معهم أو مع من يؤيدهم ودعمهم وكرمهم وأثنى عليهم وفتح لهم القواعد والخزائن من كلابهم ولاة الخمر في بلاد المسلمين أزال الله عروشهم وألحقهم بمن سبقهم من الطواغيت وأين تبرؤك منهم ولعنك لهم ودعاؤك عليهم وفضحك لجرائمهم وأين ولاؤك وحبك وثناؤك على من ناوأهم وحاربهم وأقض مضاجعهم قربة لله تعالى وفرحك عند النيل منهم والإثخان فيهم وتحريضك على ذلك؟
وكلنا نعلم الحديث الصحيح : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
وإن ما يحصل للقدس منكر عظيم لايرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا المؤمنون فلاتعجز عن أضعف الإيمان
أما باللسان فكل وسيلة تدل على الإنكار ليس فيها مخالفة شرعية فهي مشروعة فأعلاها خطبة عصماء تشحذ النفوس وتؤجج المشاعر وتلهب الأفئدة للمشاركة في إنكار هذا المنكر وتفضح أهله وتبصر الغافلين عن الحقائق ، وأدناها كتابة تغريدة وعمل هاشتاق وتغيير بروفايل ونشر بوست على الفيس ولاتستهين بذلك فكله إنكار ..
وإرسال برقية وتوقيع اعتراض وكتابة بيان وخروج مظاهرة وتنظيم مسيرة أو اعتصام كل ذلك إنكار له دوره الكبير في إنكار هذا المنكر وتكثير سواد المنكرين وشحذ لهممهم ودعم لموقفهم وإظهار تكاتف المسلمين وترابطهم ودعك من فتاوى الكتبة والفريسيين التي تحرم بعض هذا إما لجهلهم وإما لتواطئهم .
وأما باليد وما أدراك ما باليد يحول بينك وبينه غالبا الجيوش الخائنة التي تحمي عروش الطواغيت ولكن إن استطعت أن تكون من تيجان رؤوسنا وساداتنا من المجاهدين الذين أقضوا مضاجع آل يهود ومن يحميهم كالعملية العظمى في أم الرشراش والتي يجهلها كثيرون وفي مغتصباتهم بالقصف والطعن والدهس والعمليات الاستشهادية والانغماسات فأنت أنت لله درك لله درك .
وقد سبق بنحو ذلك أناس نرجو أن يكون ما عملوه لله فمدحهم العالم أجمع قبل التآمر الأكبر كآيات الأخرس ومن شابهها تقبلهم الله .
هذا وإن نصحك لمن حولك من أهل وعشيرة وأصحاب وجيران وتبصيرك لهم بالحقائق ودعوتهم لما سجلناه هنا ، وتربيتك لأبنائك على حب الجهاد وتعظيم القدس وسائر حرمات المسلمين ، وتعليمهم قصص المجاهدين الأبطال ، وتبصيرهم بخونة العربان الذين خانوا الأمة وباعوا قضاياها حرصا على عروشهم وكروشهم وحقارة جيوشهم الوظيفية التي لادور لها إلا حمايتهم ، وتدريبهم بما تيسر ليكونوا خلفا لخير سلف ؛ كل ذلك دوره عظيم في نصرة القدس .
فهل عرفت الآن دورك أيها الحبيب ؟
هذا على وجه السرعة وبكلمات في عجلة ، فإن تأملتها قرأت كثيرا مما بين السطور وتبينت لك أمور ، فإياك وبنيات الطريق التي تثبطك عن بعض ماذكرت وتريد منك أن تصمت وترعى في هذه الدنيا هملا كما ترعى البهائم لأنه لافائدة في بعض ذلك عند قصار النظر وأصحاب الجهل المركب .
وإياك أن تنسى الأساس الذي يدندن حوله كثيرون وهذا من المسلمات وقد فرغ منه أمم تنشد مابعده وهو تصحيح عقيدتك وإصلاح نفسك ومن حولك على منهاج النبوة واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع وإطلاق سهام الليل بين يديه سبحانه فهذه نصرة لايعجز عنها إلا عاجز .
اللهم ارحم عجزنا وضعفنا وتقصيرنا وارزقنا صلاة في المسجد الأقصى وفلسطين تحت سلطان المسلمين والحمد لله رب العالمين .
كتبه
د.محمد بن رزق بن طرهوني
بحذر شديد حرصا على الانتشار وإبراء للذمة