في خلال الموقف الفرنسي الوقح من سيدهم وتاج رؤوسهم النبي صلى الله عليه وسلم وحربهم على أهل الإسلام التي لم تتوقف أبدا كتبنا هذه المقالات المختصرة كجهد المقل
بعض الإخوة الكرام يطلبون منا التعليق على الأحداث الحالية ووجهة النظر الشرعية ووضعنا في هذه المنصة لايسمح فكم من حساب تم تعطيله ومانراه نشرناه كثيرا في حوادث سابقة وباختصار الناس أحد ثلاثة .. قسم يرى الاستسلام والانبطاح والانصهار وهذا لايعنينا من قريب أو بعيد فهو منسلخ زائغ وقسم يرى التعقل والنظر في المصالح والمفاسد ويعلل ذلك بالضعف الذي يعتري الأمة وهذا له وجهة نظر أثبتت فشلها ويعترف كثير من هذا القسم بأن النهاية هي تنازلات وتنازلات حتى يزداد الضعف والهوان ثم يأتي وقت الافتراس بكل يسر وسهولة .. والقسم الأخير يرى أن يكون ديكا يذبح وهو يؤذن خيرا من أن يذبح لعجزه عن أن يبيض وهذا خير الأقسام.
وردنا هذا السؤال :
السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
“تحدث الشيخ عبدالوهاب الحميقاني أن هناك من لا يفرق في الأحكام
بين أحكام الدولة المسلمة في رعاياها من المليين والذميين والمعاهدين والذي يجب عليهم احترام نظامها وعدم خرقه وتعرضهم للمساءلة إن حدث ذلك منهم . وبين أحكام المسلم المقيم في بلاد غير إسلامية سواء كان مسلما يحمل جنسية تلك البلاد او مقيما او زائرا فهذا المسلم مستأمن بكسر الميم في دولة غير مسلمة اي دخل بلاد الكفار وطلب أمانهم
والأمان يحصل منهم ومنه ولو بالإشارة كما هو مقرر عند الفقهاء
فالفيزة والإقامة وأي اوراق رسمية للدخول او الإقامة تاخذها من تلك الدولة
هي طلب أمان يلزم المسلم الوفاء به ويجب ان يكونوا آمنين منه وكونهم لا يؤمنون بديننا ولا برسولنا ويكذبونه ويقولون على الله ما لا نرضاه
فهذا دينهم لا استطيع منعهم من ذلك وليس لي ذلك بل في ذكر الامام احمد ان ليس للمسلم منع زوجته الكتابية من عبادة الصليب في بيته
فكيف امنع الكافر في بلاده من عقيدته فهم تجري عليهم في بلدانهم احكام
نظمهم وأنا كمسلم في بلادهم ملزم بمجرد اخذ الامان منهم ان لا اتعرض لهم في بلادهم لا لأموالهم ولدماىهم ولا بما يخل نظامهم وحياتهم بشيء
لأنهم في أمان مني كما انا في امان منهم واخذت الامان منهم برضى مني او بقيت مقيما في بلدهم وأنا اعلم انهم.كفار برسولنا وديننا فليس لي محاسبتهم في بلادهم على مخالفة ديني ولا املك تطبيق احكام ديننا عليهم
وليس لي أن اعتبرهم كأنهم هم المقيمين في دولتي وخرجوا عن نظامي وديني بينما انا المقيم عندهم وطلبت امانهم واخضع لنظامهم فإما أن اعيش معهم في أمان من الطرفين أو لا أستطيع العيش في بلدهم ولا ارتضي ما هم عليه من كفر فعلي أن أرد إليهم امانهم وأغادر بلدهم دون ان احدث فيها”
البعض شيخنا يورد هذا المنشور ويستدل به على تجريم فعلة الأخ الشيشاني فما رأيكم بهذا المنشور وما رأيكم بما فعله الشيشاني؟
د.محمد طرهوني :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام مبني على مقدمة غير مسلم بها وهي اعتبار التأشيرة والإقامة ونحو ذلك أمانا وهذا قد رددنا عليه بما فيه الكفاية ويكفي أن خيرة علماء الأمة يطلب منه تأشيرة ليحج في بلدة الله الحرام ويعمل أوراق إقامة ويجري عليه هذه الأنظمة وهو مسلم وفي بلاد الإسلام فهل هناك شيء يسمى المسلم المستأمن ؟ كما أن هذا يجري للطفل الرضيع وغيره ولذا فهو نظام لاعلاقة له بعقد الأمان
ثم نعود لحكم دم الكافر وماله في بلده أو خارج بلده فهو مباح مطلقا في بلده طالما كان محاربا فلو لم يسب الرسول صلى الله عليه وسلم لحل قتله ابتداء فكيف بهذا الجرم العظيم
وعموما الوضع حاليا يختلف عن حال مسلم مقيم في دولة كفر منعزلا هو ومن يسب وإنما جالية مسلمة عظيمة لها حقوقها كمواطنين مجنسين ويعتبر بعض أهل العلم ذلك كدار إسلام لهم وكذا وسائل الإعلام الحالية لم تقصر استهزاءهم على نفسهم وإنما يصل العالم أجمع والموضوع طويل والشيخ المذكور لا أعرفه إلا أنه يفكر بطريق بعيد كل البعد عن واقع اليوم واختلافه عن الصورة الذهنية لدار الإسلام ودار الكفر في الماضي .ا.هـ
وأضيف هنا : لقد خرج السود انتصارا لعرقهم وخرج الجياع طلبا لخبزهم فأذاقوا فرنسا الويلات وحولوا ليلها نهارا وحضارتها دمارا .. فيا أيها المسلمون في بلاد الفرنجة التي أذاقت ولازالت تذيق المسلمين في شتى البقاع الويل والثبور والقتل والأسر والسرقة والنهب أروا الله منكم خيرا فليست محبتكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأقل من محبة الأسود للونه والجائع لرغيفه
تكلمنا كثيرا منذ زمن عن سلاح المقاطعة وأهميته ومشروعيته وتأثيره القوي منذ أيام الدانمرك وكتبنا وقتها مقالا عندما تراجعت شركة آرلا وأيد (العودة) إلى التعامل معها الشيخ سلمان (العودة) فك الله أسره ومعه ثلة من المشايخ وأسميناه ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين …إلغاء مقاطعة آرلا ) وكان ذلك عام 1427هـ وهذا رابطه
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=44987&s=142c7c00b4dbeddeef669d95fa4b27b6
واليوم يخرج عليكم نفس النوعية بل أسوأ بوجوههم الكالحة التي يطلق عليها أهل المدينة المنورة ( مغسولة بمرق ) ليثنوكم عن المقاطعة فإياكم وهؤلاء .
وننتهز الفرصة لنبين أمورا مهمة في هذا المضمار :
إن دور المسلم تجاه نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ليس محصورا في مقاطعة البضائع الفرنسية فهذا دور مسلم به . وإنما يوجد كذلك ماأشرنا إليه في مقال آرلا وقد قام به بعض من باعوا أنفسهم لله وهذا أعظم مايمكن تقديمه ولانستطيع التفصيل بأكثر من ذلك . كما يوجد الحرب الالكترونية وهذه يقدر عليها من لديه خبرة وقد كانت إحدى التهم الموجهة إلي في معتقلات آل سعود أني عضو في كتيبة ( المجاHدون) الالكترونية حيث وقفوا على رسالة بيني وبينهم في جهازي وكانت تهاجم المواقع الإS رائيللية.. وعن طريق تلك الحرب يستفاد أموال وتخسر أموال . وهذا داخل في الحرب الاقتصادية كذلك والتي من أقسامها المقاطعة وأيضا منها دعم المجاHدين وبذل الأموال في إنجاح جميع صور الرد الإسلامي .. كما توجد الحرب الدعوية بنشر الإسلام وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة بتلك المناسبة مما يتسبب في دخول كثيرين في الإسلام كما حدث مرارا . كما توجد الحرب العبادية باللجوء إلى الله والدعاء على هؤلاء الكافرين والدعاء للمؤمنين الذين يواجهونهم ..كما توجد الحرب الفكرية باجتهاد أهل النظر والفقه في تلك النازلة ونحوها لتوجيه الأمة للمواقف المطلوبة ودراسة التوقعات والنتائج والردود على المخالفين ..كما توجد الحرب الإعلامية وتتعلق بفضح جرائم فرنسا في القديم والحديث وتعرية حقيقة كذبها في دعاوى الحرية وحقوق الإنسان وتنظيم المظاهرات والوقفات والاعتصامات واستغلال كل المنابر الإعلامية لذلك وعن طريق تلك الحرب يتم تحريض الآخرين على كل ماتقدم..
المهم أيها المسلم لاتظن أنك لادور لك .. بل دورك عظيم وكبير ومهم .. ودع عنك المثبطين الذين لادور لهم سوى لطم الخدود قهرا مما تفعله أنت وإخوانك وكلهم يخدمون أجندة الغرب شاؤوا أم أبوا سواء الذي هو من عبيدهم أم من كان ممن يناهضهم لكنه يسفه عملك ودورك وهو خلف الشاشات نائم في فراشه يأكل كما تأكل الأنعام ثم يتشدق بما لايعمل ويهرف بما لايعرف .
ولنا وقفة أخرى مع المقاطعة في مقال قادم بإذن الله تعالى .
كانت لدينا جلسة أسبوعية يوم الاثنين مع مجموعة من الإخوة الفضلاء نجتهد فيها لحفظ كتاب الله وتفسيره ودراسة السنة والسيرة مع صيام ذلك اليوم والفطور معا مع بعض الترفيه واستمرت هذه الجلسة قرابة خمس وعشرين سنة أتم فيها الحضور حفظ القرآن بتجويده وقرئ فيها التفسير كاملا وأمور أخرى كثيرة وكان يطرح فيها أحوال الأمة ومما طرحناه أمر مقاطعة البضائع الأمريكية ومعها كل بضائع الغرب المحارب للإسلام والمسلمين وكان المشروع الذي اقترحته عليهم هو افتتاح مركز تسوقي كبير يعلن فيه أنه خال من جميع البضائع المستوردة من دول كافرة ونقتصر على بضائع من دول إسلامية ونبحث عن البدائل فيها ونستوردها ونؤمن وصولها للزبائن حتى في بيوتهم لتشجيعهم وكانت فكرة في الحقيقة رائعة ولكن تخوف الإخوة من الموقف الحكومي وتحسبوا أن يغلق المركز ونتعرض للمساءلة على الرغم من كون ذلك كان أيام حرب العراق فلم تطبق الفكرة .
والآن بعد أن انفتح العالم وأصبح قرية واحدة ونشطت التجارة الالكترونية فأنا أدعو من يستطيع من الإخوة ممن يملك المال أن يفتح متجرا الكترونيا أو حقيقيا ويجمع فيه المنتجات الاستهلاكية البديلة بكل أنواعها من الدول الإسلامية الصناعية مثل تركيا في المقدمة وباكستان وماليزيا ويستعين بمنتجات مصر وغيرها وننصحه بأن يستعين بوسائل التواصل بإخوانه لمعرفة مصدر سلعة غاب عنه مكانا إسلاميا ينتجها حتى يتكامل المتجر .
وليعتزلنا المتحذلقين الذين سيقولون ما نعرفه ونحفظه وندرسه لأطفالنا ..أين هي الدول الإسلامية الحقيقية ؟؟ هؤلاء طواغيت يحاربون الإسلام .. ولايعرف أن ذلك واد آخر ليس هو مانحن فيه وكأنه يعيش في كوكب آخر أو يشتري سلعته من سوق المناخة من عند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه .
هذه الفكرة ستكون ضربة قاضية للسوق الأوروبي والصيني والأمريكي في بلاد المسلمين ويعتبر ذلك من أقوى الحروب الاقتصادية ..
فهل من مشمر لهذا المشروع ؟؟
هذه الحملة الصلليبيية التي تقوم بها فرنسا المتممة للحملة العسكرية البادئة منذ زمن على بلاد المسلمين لمحاربة الإسلام والاستيلاء على خيرات المسلمين كارثية بكل المقاييس وقد حذرنا منها قديما بلقاءات البالتوك قبل الاعتقال يعني قبل أكثر من خمسة عشر عاما ونصحنا الإخوة بحزم أمتعتهم للهجرة من هذه الديار فهي ليست دار قرار لهم .
ومنذ فترة وجيزة وصلني أحداث مؤلمة للمسلمين هناك حيث تعمد الحكومة لخطة ماكرة لتقليل أعداد المسلمين وتكثير أعداد الصلليبيين باختطاف الأطفال من أمهاتهم وانتزاعهم من أسرهم بحجج واهية جدا ثم يخفونهم فلايعرف مكانهم ولا أي معلومة عنهم حيث يتم تنصيرهم بعد إلحاقهم بأسر نصرانية ..وقد وصلني خبر عن أخت مسلمة أخذوا منها طفليها في سن الرضاعة بحجة تكرر بكائهما دون إنذار ولاتعرف شيئا عنهما اليوم ولم يسمح لها بالمغادرة بهما وهناك أسرة أخذ منها أبناؤها ورحلت من البلاد بعد ذلك ونفس الأمر يحدث مع الشباب اليافع وخاصة الإناث تحت أي ذريعة كانت فقد وصلني خبر عن رجل أصيب بلوثة في عقله وهو من أهل الخير والصلاح بعدما أخذت ابنته المراهقة بعد حديث عابر لها مع صويحباتها عن اهتمام والدها بلباسها وحرصه على تحجبها فلم يدر عنها شيئا فأصبح ملازما للمسجد لكنه ليس في كامل وعيه وعقله منذ ذلك الحين .
فيا إخواننا في فرنسا من وجد في نفسه قوة وأخذ منه فلذة كبده فإياه والخنوع فالجندي الذي أخذ قلبك منك _أي جندي _ ليس أغلى من ولدك ….والحر تكفيه الإشارة
واخترْ لنفسكَ منزلاً تعلو به
أو مُتْ كريماً تحتَ ظلِّ القسطلِ
فالموتُ لا ينجيكَ من آفاتهِ
حصنٌ ولو شيدتَهُ بالجندَل
موتُ الفتى في عزةٍ خيرٌ له
من أن يبيتَ أسيرَ طَرْفِ أ كحلِ
لا تسقني ماءَ الحياةِ بذلةٍ
بل فاسقني بالعزِّ كأسَ الحنظلِ
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
وكتب
محمد طرهوني 13 ربيع الأول 1442 هـ