لماذا لايظهر الطرهوني في وسائل الإعلام ؟؟
هذا السؤال يعرف الإجابة عنه كثير من الإخوة الكرام إلا أن بعضهم وصلني تساؤله الفرعي : ولماذا حضوره ضعيف على وسائل التواصل وليس له الجمهور الكبير والتفاعل المناسب على صفحاته ؟
ونحن في هذا المقال سنزيل الإشكال عن السؤالين جميعا :
فنحن طوال تاريخنا الدعوي والعلمي مالنا منبر سوى وسائل التواصل والتي بدأت ببرنامج البالتوك قبل الفيسبوك وتويتر وتليقرام وخلافه والسبب الرئيس في ذلك حرماننا من قبل آل سعود من حقوق البشر المكفولة لهم شرعا وعرفا فلايسمح لمن لايحمل الجنسية السعودية بإلقاء المحاضرات أو عمل الدروس في المساجد ولا حتى إمامة المساجد وخطبة الجمعة اللهم إلا بمخالفة الأنظمة في حدود ضيقة جدا ولذا اقتصر النشاط قبل دخول النت على التأليف والدروس المنزلية مع مافيها من مخالفة أيضا ولكنها أهون وقد كانت ذريعة لترحيلي لاحقا بأمر من وزارة الداخلية حيث سافرت لليمن سفرتي الثانية بأهلي وأطفالي ثم لما من الله علينا بالنت وبعد انقطاع الدروس المنزلية إلا قليلا بعد عودتي من الترحيل الجائر عملنا غرفة البالتوك التي انتشر خيرها بحمد الله وتم التواصل مع الإخوة في بريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها وألقيت بعض الدروس عبر الهاتف ونشرنا مقالات متعددة في المنتديات بعضها بالاسم الحقيقي وبعضها بأسماء مستعارة واستغلت الفرصة للنشر عبر بعض الصحف كالمدينة والرياض والندوة وغيرها بعد شيء من المغازلة للقائمين على الأمر هناك إلا أن توجهنا الجهادي كانت نهايته الاعتقال من قبل السلطات السعودية وقضاء الحكم الظالم بالسجن عشر سنوات ثم التسليم الأمني للسلطات المصرية .
ومعلوم لدى كل عاقل أن من دخل هذا المعترك فقد حكم عليه بالانزواء والاختفاء إلا أن يداهن ويتنازل تنازلات كبيرة أقلها أن يعيش في بلاد الكفار حيث قد يسمح له بالظهور إعلاميا شريطة ألا يتجاوز الخطوط الحمراء التي ترسم له من قبل أهل الكفر وهذا ما لم نستجيزه .
ولما من الله علينا بالخروج من السجن الكبير بلاد الحرمين تحت سلطة آل سعود وكان من قدر الله أن كان الترحيل في عهد الرئيس مرسي فلم يمسنا أحد بسوء ودخلنا مصر دون اعتقال وبدأت بعض القنوات الفضائية تطالبنا بالظهور فيها منذ خروجنا من المطار ولكنهم اشترطوا ألا نتكلم في آل سعود وهذا كان عكس مقصدنا لقبول الظهور فتم الرفض وأخذت على عاتقي أن أفضح آل سعود وأبين جرائمهم عن طريق وسائل التواصل التي تعرفت عليها لأول مرة فكان مانشرناه عبر تويتر والفيسبوك وتجاوز الجمهور عشرات الألوف إلا أن الانقلاب بالدعم السعودي لم يمهلنا حتى نكمل المسيرة فقمنا بالتهدئة قليلا بعد أن نشرنا كما هائلا من المعلومات ولكن توقفت سلاسل كنا عزمنا على إصدارها ولله الأمر من قبل ومن بعد .. وقررنا الانزواء شيئا ما وإتمام الأعمال العلمية المعلقة منذ سنوات فإذا بالدولة الإسلامية تعلن الخلافة ومع متابعة الأخبار وجدنا أن أعظم فرية التي هي السبب الرئيس للقتال الدائر بين المجاهدين هي ماتبناه آل سعود من الفتنة وتأجيج الصراع عن طريق الإفتاء بأنهم خوارج فكانت المناظرة الشهيرة التي كانت سلاحا ذا حدين حيث تعرف علينا كثير من الإخوة في بقاع المعمورة لأول مرة إلا أنها زادت في عزلتنا عن جمهور الناس وأخافت من يعرفنا من الإعلاميين وأهل العلم فزاد انقطاعهم عنا وفتحت الباب على مصراعية لتتبع مكاننا وهوجمت مناصاتنا على وسائل التواصل وأغلقت الحسابات واستعرت الحرب على كل ما ننشره وزادت الحرب علينا بعدما هاجمنا الغلاة الذين يشوهون صورة المجاهدين وكانوا سببا في بلاء عظيم في الداخل والخارج فكانوا خير معين للذباب الالكتروني في مهاجمة الصفحات حتى انتهى الأمر إلى اعتقال ولدي الأكبر وتأكدنا أنه قد اكتشف مكاني وبدأت رحلة الهروب بالعائلة ودوهمت البيوت ومنذ ذلك الوقت ونحن في بيات شتوي واختفاء عن الأنظار يتخلل ذلك فترات من شبه الاستقرار لاتلبث الأمور ان تضطرب بعدها ولازلنا في هذه المعمعة نسأل الله أن يعمي عنا العيون ويكفينا الشرور .
في تلك الفترة العصيبة نظهر على استحياء ببعض المنشورات وكان العزم على الاكتفاء بنشر المؤلفات والمقالات العلمية إلا أن الفيسبوك حتى لم يمهلنا فحذف الحساب الرئيس ثم حسابين بديلين وأما التليقرام فحذف لنا المعرف كله بقنواته ومجموعاته ومحادثاته وأما تويتر فلم تقم له قائمة بعد حذف قرابة ثمانين حسابا وأخيرا بعد تجنبنا لجل الأسباب التي تؤدي للحذف لم يسلم لنا إلا ماتيسر على تليقرام من حساب جديد وكذا حساب جديد على الفيسبوك عطل عدة مرات ولازال معطلا الآن وأما تويتر فحساب جديد ميت غير معروف .
وبناء على ماتقدم فإننا لانستطيع الظهور على وسائل الإعلام فمؤداه الاعتقال المباشر وافتضاح شخصنا لدى من حولنا
كما أن من كان يعرفنا ويتابع ما ننشره فقد التواصل معنا في فترة الانقطاع وذهاب الحسابات
وإخواننا من العلماء وطلبة العلم وتلاميذنا الكبار والصغار القدامى وغيرهم وجلهم من بلاد الحرمين يخشون التواصل معنا ونشر شيء من علمنا لخوفهم من الاعتقال حتى أهلي لايستطيعون نشر شيء من علمي لأجل ذلك ومن لم يخش من هؤلاء الاعتقال من قبل آل سعود يخشون الرمي بتهمة الإرهاب من غيرهم وهو ما يؤدي للمتابعة والاعتقال أيضا .
وجل ما ننشره مسائل علمية طلابها قلة ويصلني متابعة الكثير من أهل العلم والمشاهير على وسائل التواصل لما أكتب ولكنهم لايشاركون المنشورات ولايظهرون الدعم خشية ما تقدم فقد أصبحت محسوبا على جهة معينة الكل يحاربها وقد ضرني ذلك كثيرا على الرغم من اختلافي معهم في عدة أمور .
أضف إلى ذلك ثقل طلبة العلم في الاهتمام بنشرعلم مشايخهم حتى إن بعضهم ليبخل بوضع إعجاب على مقال قد يكون أخرجه من الظلمات إلى النور ونجاه من هلاك محقق .
ويتوج ذلك الحرب المستعرة علينا من الغلاة وماينشرونه من أكاذيب تسببت في تشويه الصورة لدى جمع ممن يهمهم ما نكتب .
وللأسف فإن كثرة الجمهور تتناسب غالبا مع المادة المنشورة فكلما كانت تافهة أو سطحية كثر جمهورها ومن يكتب مايطلبه الجمهور هو من يتحصل على الإعجابات والمشاركات ونحن لسنا من هذا الصنف .
ونعترف أيضا يوجد تقصير منا وتقصير من تلاميذنا وأحبابنا الذين غلبهم الخوف فحرمنا دعمهم فوقتنا محدود لايتسع لكل ما نرجوه ونتمناه والمرء بإخوانه ولنا وقفة قادمة حول ذلك إن شاء الله تعالى .
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت وزال إشكال السؤالين بما قدمناه والحمد لله رب العالمين .