ومات أخي الذي لم تلده أمي !!
إنه أخي وحبيبي وتلميذي وشريكي وصديق عمري وخليفتي على أهلي المهندس عمر حمزة زاكور …
إن سألت عن الخلق فحيهلا بعمر
وإن سألت عن الكرم فحيهلا بعمر
وإن سألت عن الرجولة فحيهلا بعمر
وإن سألت عن الإخلاص والصدق فحيهلا بعمر
وإن سألت عن العبادة والصوم فحيهلا بعمر
رحمك الله يا أبا عبد الله وجعل الجنة مثواك
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي عبد الله عمر زاكور وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ ..
عرفته منذ أربعين سنة وصحبني فيها أكثر من عشرين سنة وحال بيني وبينه المعتقل عشرا والخوف عليه من بطش آل سعود العشر الأخرى فلم أقدر على التواصل معه بعد إبعادي من بلاد الحرمين فمجرد التواصل معي قد يلقيه في الأسر سنوات طوال ولن يرحموا شيبته ولا مركزه ولا أسرته !!
كان نعم الأخ ونعم الصديق ونعم الشريك كان لايداري ولايماري
أصر أن أكون شريكا له في التجارة بعد رفضي المتكرر يرجو أن يبارك لنا في تجارتنا بشراكتي وقد حذرته مرارا فلست من أهل التجارة ولكنه أصر حتى إنه أدانني لأشاركه إذ لم يكن معي ما أشارك به .. ومرت الأيام وخسرنا تارة وكسبنا أخرى ولكن لم نعدم البركة من الله .. وانتفعنا بالقليل الحلال وسعدنا بالصحبة ومشاركة الأحداث وانتظار الخير من الله .
صحبني عشرين سنة حفظ علي القرآن كاملا ودرسته تجويده وتفسيره وأحاديث الصحيحين وغيرهما والفقه والسيرة النبوية والتاريخ وأحوال الأمة عبر مجلسنا المبارك الأسبوعي الاثنينية مع جمع من خيرة أهل المدينة النبوية لاينقصون عنه فضلا ولاكرما ولاخلقا
حفظ أهلي في غيبتي وخلفني فيهم بكل خير وكان خيرا لهم مني في وقت تخلى عني فيه القريب والبعيد ليس بخلا ولا لؤما ولكن على الأقل خوفا وهلعا فأسأل الله أن يجزل له العطاء وأن يؤمنه الفزع الأكبر ويؤنسه في قبره وينير له فيه ..
كان محبا للدين محبا للخير مادعوته لفعل خير فتلكأ .. حمامة من حمامات الحرم النبوي الشريف وأهل الصف الأول فيه .. تتحدث عنه موائد إفطار الصائمين في باحاته ..
كم قضينا سويا من أوقات جميلة .. وكم تشاركنا من مواقف عصيبة…مارفض لي طلبا .. ولا رد لي حاجة ..
ومن عجيب مافعل .. ومن أكمل ما جاد به ..أنه تفكر في حالي بعد خروجي من المعتقل وحال أسرتي فبادر لأمر فوجئت به كان سببا في تمكني من الوقوف على قدمي واستئناف حياة جديدة مرفوع الرأس لم أمد يدي لأحد من قريب ولابعيد حتى إن أقرب الناس لي كان متخوفا من أن يكون مسئولا عن مد يد العون لي فإذا به يفاجأ باستغنائي التام والحمد لله رب العالمين .
ماذا أكتب .. وماذا أقول .. عشرون سنة صحبة أكثر من الإخوة فهل يمكن تخيل أحداثها ومواقفها مع ماهو معهود في حياتي من عجائب وغرائب ؟؟ لايسع ذلك سوى كتاب مسطور ..
كنت أتمنى أن يكتب الله لنا لقاء قبل المنية .. ولكن أبى الله أن يكون ذلك في تلك الدنيا الفانية فأملنا في الله ألا يحرمنا هذا اللقاء في دار كرامته نجتمع فيها ونتذكر اجتماعنا على طاعته ومجلس ذكره وتعلم دينه .
لا إله إلا الله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولله ما أخذ وله ما أعطى .. وإنا لمصابنا بك يا أبا عبد الله لمحزونون مكروبون
عزاؤنا شهادتنا لك وشهادة كل من يعرفك بالخير والصلاح والعبادة والخلق الكريم فغفر الله لك وبوأك من الجنة منزلا ..
اكتب هذا الرثاء المختصر على عجل ووجل راجيا من كل من يقرؤه أن يمطر أخي بما يفتح الله عليه من جميل الدعاء والذكر الحسن جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم والحمد لله رب العالمين .
وكتب حامدا لله وراضيا بقضائه ومصليا ومسلما على رسول الله وعلى آله ومن والاه
محمد طرهوني
في يوم الأربعاء 25 ذي الحجة 1442 هـ