حماس .. مرة أخرى
جاءني هذا السؤال من أحد الإخوة الكرام وأرفق معه رسالة صوتية كذلك وكان لزاما أن يكون الرد عليه في مقال :
قال الأخ الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل.
يوجد عندنا رجل من أهل العلم في غزة وهو من حركة حما.س ونشهد له بالخير والتواضع وعدم تأييده للظلم.
كتب مقالا يشرح فيه نظرة الحركة ومنهجها والأمور التي قصرت الحركة في توضيحها وهذا مقال يحتوي معلومات قد تفيدك يا شيخنا لأنك من خارج غزة فيفضل أن تقرأ المقال وهو ليس كبيرا وهذا المقال سوف يوضح لك منهج حما.س وأخطاءها التي بينها الشيخ صاحب المقال وهو محمد بن محمد الأسطل وشيء جميل يا شيخ لو قلت لنا رأيك في المقال حتى تستقر أنفسنا
فالسؤال كيف نوفق بين ما تظهره الحركة أمام الناس من أمور قد تبدو تأييدا للشيعة وبين ما تنشره داخل الحركة من منهج السلف .
سامحني يا شيخنا يمكن كثير كتبت لكن قلت علشان مسألة حما.س قد نكون سببا في إظهار الحق والله المستعان . انتهى
وقد اطلعت على رسالة الشيخ الفاضل وهي قيمة مفيدة ومما قال فيها :
إن الرؤية عند قيادة الحركة واضحة وأن الدكتور رمضان شلح الأمين العام للحركة رحمه الله من أدرى الناس بفكر الشيـ.ـعة
وقال ناقلا وجهة نظر الحركة : إنا حركة سنية على مذهب أهل السنة وهذه جامعاتنا ومساجدنا ومجالسنا ومشايخنا يقررون عقيدة السلف وعلاقتنا مع إيران لها مستند شرعي وقد سألنا أهل العلم فأجازوا لنا التعامل .. وغزة سنية خالصة ..ليس فيها شيعة قط ولا يوجد حسينية .. ونحن في حالة اضطرار .. وخطابنا الإعلامي يتناسب مع حال الضرورة ..مادامت عقيدتنا بخير وثوابتنا بعافية .. وإيران لا تطالبنا بتغيير عقيدتنا وتتفهم العلاقة ..إلخ
وذكر أنهم يدرسون الواسطية والطحاوية ونحوها
وبين أن القليل تأثر بهذه المجاملات الإعلامية ولكن يتصدى لذلك رجال من حما.س كالدكتور صالح الرقب ومشايخ الجامعة الإسلامية .. ولايوجد تخوف عقدي في وجود أهل العلم والدعوة والجامعات والعلاقة لم تتجاوز الإعلام والشاشات فلن تتغير عقيدة الناس السنية من أجل كلمة هنا أو تصريح هناك
وقد ذكر الشيخ وفقه الله خلاصة بحثه وقد حوى كلاما جيدا ونظرة ثاقبة ونقل فيه قول الدكتور نزار ريان عندما سئل عن حكم الشرع في توجه قادة حما.س لإيران فقال : السياسة الشرعية تتسع لهم في ذلك ، أما أنا لو ذهبت بصفتي مشتغلا بعلم الحديث فلن أدخل إيران إلا غازيا في سبيل الله .
وأقول : العاقل يعلم تماما أن الحركة لايمثلها أصحاب الخطاب المنبطح المخزي هؤلاء وأن هذا الخطاب لايمثل فكر الحركة ولاعقيدتها ولا منهج أتباعها ورعيتها وقطعا لايمثل جناحها العسكري ..ولكن !
هنا (لكن) هذه !
مثلما تكلمنا عن علاقة العلماء والمشايخ بآل سعود في رسالتي للعريفي وفي غيرها وأنهم بغفلة الصالحين يظنون أنهم يستفيدون من هؤلاء ببعض الكلمات الحسنة وإظهار الطاعة فيحصلون على الدعم وبقاء الأنشطة الدعوية ( طبعا سابقا لأن هذا الآن أصبح غير موجود للأسف ) وفي حقيقة الأمر هم مستغفلون والمستفيد الحقيقي هم الطغاة الظلمة الذين استفادوا الشرعية وانقياد الدهماء بناء على هذه الكلمات الحسنة وإظهار الطاعة وهذا هو أعظم مطلوب .
واليوم يقع قادة الحركة في نفس الخطأ وأعظم .. ولكن العجب أنهم قادة سياسيون يعني هم أخبر منا بالمناورات وأكثر حنكة ودهاء ..ونحن إذ نتجنب هنا افتراضية الاختراق والشراء بالمال والخيانة نقول :
إن إيران أكثر حنكة ودهاء منكم وهي المستفيدة كعادة الدهاة الأكابر على المدى البعيد فأول الطريق خطوة وبداية الغيث قطرة ..
هل تظنون أن إيران بهذه الدرجة من البلاهة ؟ تدعمكم حتى تكونوا قوة سنية على عقيدة السلف لتكفروهم غدا وتقاتلوهم بسلاحهم ؟
هل تظنون أن من يعتقد أن من قتل سنيا دخل الجنة وأن من آذى سنيا كمن صافح عليا ، يريد بكم الخير ؟
ليس مطلوبا اليوم أن تغير عقيدتك لأننا نعلم أنها ستتغير غدا أو بعد غد شيئا فشيئا .. وليس مطلوبا اليوم أن تبني حسينية لأنك ستبنيها أنت بنفسك غدا أو بعد غد لتتعبد فيها بعقيدتك الجديدة .. وهذا مايسمى عند العامة الطبخ على نار هادئة ويقولون : أكل التمر حبة حبة ..
الإعلام سحر ! وأي سحر ! لاتستهن بالخطاب الإعلامي فهو ينسف ماتدرسه المدارس والجامعات ويحرق ما تقدمه المساجد والندوات ..
العوام ..بل آلاف العوام يرون لوحة الهالك قا.سم سليما.ني وربما لم يسمع أحد منهم حقيقته في مسجد أو جامعة ..
الأطفال الصغار الذين هم أمل الأمة ووقودها المستقبلي كيف ستزيل من أذهانهم الصورة البطولية لهؤلاء القتلة وأنهم أولياء نعمتهم وداعمو قضيتهم ؟؟
في الحقيقة ومع احترامي للشيخ ومحاولته تقريب وجهات النظر لم تتغير نظرتي من رسالته وقد اعترف هو أيضا أن بعض القادة أصبح يتكلم بلسان إيراني قح .. وهذا كاف جدا في منهجية التدرج فاليوم قائد واحد وبعد فترة يصبح قائدين وهلم جرا ..
آثار التشيع ظاهرة والتغلغل في المجتمع حاصل وقد بين بعض ذلك الشيخ مجدي المغربي .. واطلعنا على مايحصل في بعض مدارس الأطفال المدعومة من النظام الإيراني
ولذا .. فلا يوجد مندوحة بأي حجة كانت ومع كل التنزلات لحما.س سوى في أمرين اثنين :
الأول : عدم مهاجمة إيران والاستفادة منا مؤقتا لحين توفر البديل .
الثاني : الشكر المجرد المقتضب على ما تقدمه دون تزيد .
أما مايحصل الآن فهو تماه كامل وتطبيع تام .. وتضييع للولاء والبراء .. وتصحيح لمنهج الكفر والشرك والردة .. وكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..فأي عقيدة سلفية بقيت في ظل ذلك ؟؟
لانريد أن نعيد ماكتبناه وفيما ذكرته كفاية ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب القدس تنتفض في الموقع الرسمي ..والحمد لله رب العالمين .