هلموا إلى المؤامرة !!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فمنهجنا الدائم محاولة الابتعاد عن تجيير الأحداث التي نمر بها إلى المؤامرة .. ومحاولة استثمارها في الدعوة للعمل والأخذ بالأسباب والعودة الصادقة إلى الله سبحانه وما إلى ذلك .. ولكن !
هل يعني سلوكنا هذا نفي المؤامرة ؟؟ أو أن اعتقاد المؤامرة هو مخالف لديننا ؟؟ بالطبع لا ..
وماذا لو كان أصحاب نظرية المؤامرة مصيبين حقا في جنوحهم إليها ؟
في الحقيقة ديننا الشامل الكامل لم يغفل جانب المؤامرة بل على العكس نبه إليها مرارا وأكد عليها تأكيدا عظيما تحت مسمى المكر ..
نعم المكر الذي هو أداة أعداء الملة تجاهنا واضعين كل إمكاناتهم لضربنا في المقاتل بكل ما يقدرون ولكنهم يغفلون عن مكر الله لنا بهم ..فإن عجزنا عن المكر بهم فالله لايسلمنا لمكرهم بل يمكر بهم وهم لايشعرون ..
ويمكرون ويمكر الله .. والله خير الماكرين
ومكروا ومكر الله .. والله خير الماكرين
ومكروا مكرا ومكرنا مكرا .. وهم لايشعرون .. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين
إذا لهم مكر في آياتنا .. قل الله أسرع مكرا
وقد مكر الذين من قبلهم .. فلله المكر جميعا
ومكروا مكرا كبارا ..
وقد مكروا مكرهم .. وعند الله مكرهم .. وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ..فلاتحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام
أفأمنوا مكر الله ؟؟
لم يفتأ أعداء الملة يجتهدون في محاربتنا بشتى الطرق ..ينشدون القضاء على هذه الأمة .. فحشدوا ترساناتهم العسكرية وضربوا الأمة بكل ما أوتوا من قوة فإذا مكر الله يخذلهم فخسروا التريليونات ومئات الألوف من الجنود والأمة باقية صامدة ..
فلجئوا إلى الحروب بالوكالة وبأموال العربان مستخدمين المنافقين وأهل الردة من أوليائهم وخدمهم ، فتقاتل المسلمون فيما بينهم وأباد الطواغيت عشرات الآلاف من شعوبهم ودمروا بلادهم .. فلم يفل ذلك المسلمين والأمة باقية وصامدة ..
فتفتقت أذهانهم إلى حروب نوعية كانوا قد بدؤوها على استحياء .. التدمير الأخلاقي الذي يهدم لبنات الأمة من الداخل .. تمزيق الأسرة .. إفساد المرأة .. مسخ الفطرة ..التعليم اللاأخلاقي واللاديني ..فصل الأمة عن تاريخها .. العبث في مسلمات الدين .. ضرب الأصول .. نزع الثقة من العلماء .. إلى آخر المنظومة .. ولازال هذا المكر مستمرا وعلى أشده ومع ذلك لازالت الأمة باقية وصامدة ..
طوروا الحرب البيولوجية فاستخدموا الفيروسات المحورة واستحدثوا الأوبئة وألزموا الناس بالتطعيمات المدمرة إلا أن مكر الله بهم رد عليهم كيدهم فانقلب السحر عليهم أكثر مما أصاب أمة الإسلام ولازالت الأمة باقية وصامدة ..
هذا غير العبث في المناخ والكيمتريل وما إلى ذلك ..
وأخيرا وليس آخرا .. وليس بمستبعد ؛ سبب مقالي اليوم .. هذا الزلزال المدمر ! لماذا المكان ؟ ولماذا التوقيت ؟
كما قلنا نحن نسلم لأمر الله ونقول إنه يستعتبنا فلنرجع إليه ونتعظ .. نعم .. ولكن هل يمنع ذلك أن نفكر في مكر هؤلاء بنا وأنهم لايهدأ لهم بال ولايقر لهم قرار حتى يبيدونا أو نتبع ملتهم ؟
لايوجد أحد لايحتاج للتذكير والإنابة مهما كان ..ولكن لاشك هناك مجال للتساؤل فإن الزلزال أصاب خيرة الناس وأقربهم للدين ولم يصب لوس أنجلوس ولا بانكوك ولادبي ولا كازابلانكا … خرج الناس من تحت الأنقاض يقرؤون القرآن ويطلبون الوضوء للصلاة ويتحسرون على مضي من وقتهم حيث لم يستطيعوا أن يصلوا والمرأة تطلب حجابها قبل أن تخرج من تلك القبور .. الصغير والكبير .. فللمرء أن يتساءل وإن كان مسلما لأمر الله ..
أصحاب نظرية المؤامرة ملؤوا الدنيا ضجيجا وبعدة أدلة أقل مايقال عنها إنها قوية أن ما حصل إنما هو زلزال مفتعل !!
نعم ، زلزال مفتعل .. وهل تعجز آلة الدجال عن مثل ذلك ؟؟ وماذا عن الحرب الجيوفيزيائية والأسلحة الكهرومغناطيسية والأيونية وسلاح الهارب ؟؟
من أراد الاطلاع على تفاصيل هذه الإشارات فالشبكة لاتقصر معه في الدلالة على مئات الروابط من أبحاث ومرئيات وغيرها .
المنطقة المستهدفة منطقة مدروسة في الحقيقة فماضرب من سوريا ملجأ بقية المجاهدين وأسرهم وماضرب من تركيا وإن لم يكن كذلك حصرا إلا أن تركيا ككل مستهدفة فقد أضحت الملجأ الأخير لكل أهل الخير .. فبقايا مجاهدي سوريا والعراق لجؤوا إليها .. ومن فر من بطش النظام المصري لجأ إليها .. ومن فر من حرب اليمن لجأ إليها .. ومن هرب من الانقلاب السوداني لجأ إليها .. ومن استطاع من سنة إيران ومسلمي الصين وتركستان وأوزبكستان وغيرها الهجرة إليها لم يتأخر .. بل كثير ممن استيقظ من مسلمي أوروبا هرب بذريته إليها .. وهي تمضي قدما في تحسين وضعها للانتقال من العلمانية الفجة إلى الأسلمة مرة أخرى شيئا فشيئا ..
فلايوجد مايمنع من كون مكرهم أراد ضرب تركيا ككل بتحريك الصفيحة بأكملها .. وقد يفسر هذا ما سبق الزلزال من سحب السفراء والعاملين في السفارات والقنصليات بدعاوى جوفاء لامعنى لها .. ولكن ويمكرون ويمكر الله ..لم يتجاوز الزلزال منطقة معينة وهي وإن كانت كارثة عظيمة إلا أن نتيجتها لم تكن هي المرجوة لهم فيما يظهر ..
حتى الضربة السياسية للحكومة يبدو أنها ستمر بسلام مع كل الخسائر .. وتأتي رياح الانتخابات بما لاتشتهي سفنهم ..
وقد ينقلب الأمر عليهم فالعبث مع الطبيعة لايدرك أبعاد مايترتب عليه إلا الله سبحانه .. فالصفيحة المتزلزلة مهما كانت مقصودة فهي مرتبطة بصفائح الأرض جمعاء .. فقد ينقلب السحر على الساحر ويحصد هؤلاء مغبة عبثهم ويأتيهم الله من حيث لايحتسبون وعلى نفسها جنت براقش ..
أسأل الله تعالى أن تكون نظرية المؤامرة اليوم صحيحة فيكتب لهؤلاء المنكوبين أجر الشهادة مرتين : شهادة القتل المتعمد من أعداء الملة ، وشهادة الهدم تحت الركام وأن يرد الله مكر هؤلاء بمكره سبحانه بهم أضعافا مضاعفة فيشفي صدورنا ويذهب غيظ قلوبنا ..فاللهم امكر لنا ولا تمكر بنا فلا حول لنا ولا قوة إلا بك والحمد لله رب العالمين